أسوان هي البوابة الجنوبية لمصر وتقع علي الضفة الشرقية للنيل عند الشلال الأول للنيل وتبلغ مساحتها 62.7 ألف كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة لا تتجاوز الحدود السياسية بين مصر والسودان حوالي 250 كيلو مترا. وكانت حدود أسوان تمتد قديما قبل الهجر من اسنا شمالا الي حدود السودان جنوبا وكان سكانها من بقايا قدامي الفراعنة النوبيين ولكن بعد الفتح الاسلامي لبلاد النوبة سكن فيها بعض قبائل العرب مثل قبائل العبابدة والبشارية والذين تمركزوا في الجانب الشرقي من النيل بوادي العلاقي والذي علي بعد 180كم جنوبأسوان في الجهة الشرقية من بحيرة ناصر ويمتد الوادي حوالي 275 كم في اتجاه جنوب شرق شمال غرب ومتوسط عرضة 1كم. اعتمد أهل النوبة علي الجانب الغربي من النيل وهي التي تعرف الآن بمدينة أبوسمبل وتوشكي ومن أهم معابد النوبة القديمة علي الحدود آثار بلاد النوبة ويطلق اسم النوبة علي الأرض الواقعة من جنوب الشلال الأول للنيل بأسوان حتي منطقة دنقلة بعد الشلال الرابع بالسودان وتربط أهل النوبة المقيمين بمنطقة أبوسمبل السياحية وتوشكي صلة نسب وصهر بينها وبين سكان مدينة حلفا السودانية والتي تقع علي الحدود السودانية المصرية وتوجد هناك ثلاث قبائل كبري رئيسية هي "العرب" و"الكنوز" و"الفادتجدا" . يقول صبحي أندية عضو الاتحاد النوبي ومن أبناء قبيلة الفادتجدا ان اهالينا يتحدثون النوبية القديمة ويقطنون المنطقة الجنوبية ولهم لهجة خاصة بهم تسمي "الفديجة" تنطق ولا تكتب!! ومن عاداتنا التي تميز قبيلتنا عن الآخرين اننا كنا نعيش في خير قبل بناء السد العالي قبل تهجيرنا ونشرب الماء بطميه وخيراته والدليل علي ذلك ان اجدادنا مازالوا يتمتعون بصحة وطول العمر لأنهم عاصروا الأيام الجميلة وكانت التجارة تربطنا دائما بأهل السودان. يضيف عادل أبوبكر ان قبيلة الكنوز وأهلها يقطنون المنطقة الشمالية ويتحدثون باللهجة الكنزية واننا والفادتجة نختلف في اللهجة ولكن تجمعنا عادات وتقاليد واحدة حتي صارت صلة النسب أقوي بين الأهالي بعضهم البعض وامتزجت العادات والتقاليد بين أهالي أسوان المقيمين علي الحدود وبين أبناء وادي حلفا وصارت العادات والتقاليد متشابهة خاصة في مراسم العرس والافراح وحفلات الطهور. وكانت القبائل العربية التي أقامت في الجانب الشرقي من الحدود المصرية السودانية هي قبائل العبابدة والبشارية وهم أقرب في العادات والتقاليد من أهالي السودان الذين يتحدثون اللهجة "البيجاوية" والتي تنتشر بين هذه القبائل المتواجدة في السودان والحدود الجنوبية لمحافظة أسوان و التي يميز هذه القبائل حتي الآن رغم التقدم الحضاري هو حكم شيخ القبيلة فهما قبائل عربية الأصل تسكن علي الحدود الجنوبية لمصر وهم حراس البوابة الجنوبية فقبيلة العبابدة احدي القبائل العربية التي اتخذت من الجبال مأوي لها وهم ينتسبون إلي "الزبير بن العوام" رضي الله عنه ونشاطهم الأساسي الرعي وتربية الجمال وبارعون في ارشاد القوافل التجارية فهم لا يعتمدون علي البوصلات أو مواقع النجوم في الارشاد بل يعتمدون علي اتجاه الرياح والشمس يقول "الشيخ قناوي دمرداش" من قبيلة العبابدة ان للرجل العبادي زيا خاصا له هو عربان العبابدة البيضاء والعمامة البيضاء الكبيرة ويحمل في يده الكرباج ومازال البعض من العبابدة يعيشون حياة بدوية. في تنقل دائم بحثا عن الماء والمرعي لدوابهم. ويجمعون النباتات للطعام وصناعة الادوية والتجارة. ويقومون بمقايضة جمالهم بالبضائع ومن بينها الذرة والفول والبلح والكتان والجلد بالاضافة الي السلع الاخري. ويكون لشيخ القبيلة دائما الفصل في القضايا التي تخص القبيلة مثل الطلاق والدية وكل مايتعلق بالحياة وليس من طبيعة العبابدة اللجوء للقضاء وتربطنا دائما بأهل السودان علي الحدود العلاقة القوية والتشابه في العادات والتقاليد في الافراح وجميع المناسبات. اما عن قبيلة البشارية فقد سكنوا من "برانسيس" جنوبا حتي منطقة "بورسودان" وهم متواجدون في هذه المنطقة من الاف السنين حيث انهم فقدوا ارضهم ومساكنهم من اجل بناء السد العالي بأسوان واستقروا في منطقة "خور علاقي" ويعد البشاريون من قبائل "البجا" وهم عبارة عن مجموعات رعوية يقيمون في المنطقة الجنوبيةالشرقية لمصر وهم يفضلون حياة البرابرة والتنقل بحثا عن الماء والمرعي وتعتبر الشخصية البجاوية شخصية حذرة وغامضة الي حد ما. ويضيف الشيخ عوض هدل ان المرأة تلعب دورا بارزا لايمكن تجاهله حيث انها تقوم بتربية الاطفال والطهي وتقوم بتفصيل الملابس. وقال "عوض لباب" احد ابناء البشارية ان البشاريين فقدوا جزءا كبيرا من اراضي رعيهم من أجل بناء السد العالي بأسوان. واستقر الكثير منهم علي جانبي خور العلاقي. ويعيشون ايضا بالقرب من موطنهم الاصلي حول جبل علبة ومازلنا نحتفظ بعاداتنا وتقاليدنا اليومية. واكد بلال قسم الله القنصل السوداني بأسوان ان فتح الطريق البري والذي يربط بين وادي حلفا بالسودان ومدينة ابوسمبل الحدودية لمحافظة اسوان سوف يزيد عمق العلاقة بين شعبي وادي النيل التي تربطهم علاقات تاريخية خاصة القبائل المتواجدة علي الحدود المصرية السودانية مثل قبائل العبابدة والبشارية والنوبيين والذين يشاركون دائما في التجارة والاستثمارات ودائما ماتقام علاقات زوجية وأسرية بين الاسر السودانية والمصرية.