يتميز أهل النوبة دائما بالحنين إلي الجذور حيث الماضي الجميل, الساقية والشمندورة, النيل والنخيل والعصافير وبلاد الذهب, الأراجيد ورقصة الأفراح غير التقليدية, الدوكة والكابد. والسناسن والجاكوت من منطلق هذا الحرص الشديد علي أن يبقي حبل الوداد بين الأحفاد والأجداد قائما ينظم الاتحاد النوبي العام والجمعيات الموجودة بالقاهرةوالإسكندرية رحلة سنوية في إجازة عيد الأضحي إلي قري التهجير بمركز نصر النوبة حيث تحركت3 قطارات قبل الوقفة بيوم واحد وهي تحمل3 آلاف من ابناء النوبة, حيث كان في استقبالها بمحطتي كلابشة وكوم أمبو كبار القيادات النوبية. وفي داخل القري عمت الفرحة والسعادة أهالي النوبة بعد وصول ابناء عمومتهم لقضاء العيد, وحضور الأفراح التي تقام في هذه الأيام تحديدا حيث تكون هناك فرصة للتواصل والتعارف بشكل أكبر. يقول المهندس محمد يعقوب: ان قطار النوبة في العيد له مذاق مختلف, فرغم أن التواصل بين ابناء النوبة قائم وبقوة طوال العام إلا أن تجمع ابناء القاهرةوالإسكندرية في وقت واحد يكون له مردود آخر من حيث المزيد من التداخل وتواصل الأرحام بالإضافة الحفاظ علي الموروثات والعادات التي قد تندثر في زحمة المدن الكبري, ويضيف قائلا: إن هناك البعض الذي ينتظر طوال العام لكي يحافظ علي هذه العادة الجميلة التي لم تنقطع منذ سنوات طويلة وهو جهد مشكور للجمعيات النوبية والاتحاد. ويوضح خليل الجبالي من قيادات نصر النوبه أن وجود النوبيين جميعا في توقيت واحد داخل مركز نصر, هو أبلغ دليل علي المحبة والتكاتف الذي يجمعهم دائما للحفاظ علي العادات المعروفة عنا, ويضيف ان المقيمين هنا يحرصون علي تقديم كل شيء من أجل أن يقضي أبناء العمومة وقتا ممتعا يعودون من خلاله للحنين للماضي حيث كانت النوبة الجميلة هي بلاد الذهب. ويشير حسن هيصا من أهالي نصر النوبة إلي أن قطار العيد قد أصبح عادة سنوية لا تنقطع وينتظره النوبيون بفارغ الصبر ومنهم من يحدد مواعيد زفافه في إجازة العيد حتي يحضره الأهل والأقارب في القاهرةوالإسكندرية, كما يستغله البعض للتقارب والتعارف ومنهم من يتزوج خلاله. وتقول هناد مجدي من الإسكندرية ان قطار العيد فرصة لنا كشباب لكي نعرف النوبة الحقيقية التي لم نعشها بسبب السن, ولذلك نقضي معظم أوقاتنا نستمع من الكبار لحكايات متعددة عن بلاد الذهب والحضارة النوبية, وتشير إلي أنها المرة الأولي التي تشارك في قطار العيد رغم أنها علي حد قولها زارت النوبة كثيرا وهو من حسن حظها باعتبار أن قطار العيد قد وصل لمحطة الجذور للمرة الأولي بعد ثورة25 يناير. وتضيف ومن فرط جمال النوبة في العيد ستحرص علي الحضور كل عام في هذا الحفل الكرنفالي النوبي الذي لا يتكرر كثيرا.