تتميز مظاهر الفرحة بعيد الفطر المبارك في مصر عن غيرها من البلدان الإسلامية بمجموعة من العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين, وتختلف أشكالها من محافظة لأخري طبقا للإقليم الذي توجد في محيطه. فمن العادات البدوية المفضلة تناول الحوتالناشف بالمدن والتجمعات الصحراوية بشمال وجنوب سيناء والعصيدة بمطروح, إلي الطقوس الخاصة بأهالي النوبة حيث السمر في الجنوب وموائدهم العامرة ب المنين, الشوربون, بينهما تأتي مخبوزات العيد الكعك, البسكويت, الغريبة, البيتي فور بالدلتا والوادي. بينما تتفق العادات والتقاليد في الخروج بعد صلاة العيد, سواء لزيارة المقابر, أو لزيارة الأهل والأقارب لتبادل التهنئة بالعيد, وتوزيع العيدية علي الأطفال واستقبال الجيران وتبادل معهم المخبوزات, أو الخروج إلي الشواطئ والحدائق معهم والمنترهات. اجتماع القبيلة علي الإفطار وسباقات الهجن في شمال سيناء العريش د.أحمد سليم ربما يختلف عيد الفطر بشمال سيناء كثيرا عن باقي المحافظات للعادات البدوية الراسخة والمتأصلة في تاريخ أهالي البادية فهناك لا يشعر الجميع بالعيد إلا إذا أدخلوا الفرحة والسعادة علي فقراء المجتمع وهذا ما يفعله مشايخ سيناء مع المحتاجين, ففي هذا اليوم يجتمع أبناء القبائل في اليوم الأخير لرمضان لتوزيع المبالغ المالية التي جمعوها طوال الشهر علي الأيتام من أبناء القبيلة كنظام خاص للتكافل الاجتماعي, فضلا عن توزيع كسوة العيد عليهم, وغالبا ما تكفي هذه المنحة الأسرة طوال العام. ويقول الشيخ عارف أبو عكر من كبار مشايخ سيناء إنه في أول أيام العيد وبعد الانتهاء من أداء الصلاة تجتمع القبيلة في الديوان العام المخصص لها ويتناولون طعام الإفطار والذي غالبا ما يتكون من الأسماك المملحة ثم يبدأ تبادل التهاني بين أفراد القبيلة لتنتقل إلي جميع أبناء المحافظة. وأضاف أن من عادات القبيلة أنها تقسم إلي خمسات أي5 أفرع ويعلم كل شيخ قبيلة جميع أبناء هذه الأفرع تماما وبحسب ما استجد من أحداث ووفيات يتم جمع أموال الزكاة والتي تخصص بالكامل لتلبية احتياجات الأسر الأكثر احتياجا وكفالتها ليس فقط خلال أيام العيد ولكن طوال العام حتي قدوم شهر رمضان التالي. ومن عادات البادية كما يقول الشيخ علي فريج شيخ مشايخ سيناء أنه يتم استئناف الجلسات العرفية والتي توقفت طوال شهر رمضان وخاصة الجلسات التي يكون فيها حالات تعد وقتل أي مشكلة يصاحبها دماء لأنه لابد من البت فيها لإراحة أسرة القتيل والذين قبلوا الصبر طوال شهر رمضان لاحترام قدسية الشهر حيث يقوم الشيخ بتحديد موعد لعقد جلسة عرفية خاصة بين طرفي النزاع ويبدأ حل المشكلة بين الطرفين وحساب المخطئ وراحة الطرف المجني عليه بكل الوسائل العرفية المتبعة ومنها تغريم الجاني أو الدية إذا كان القتل خطأ اما المشاكل الأخري فتحل بالتراضي والصلح والتوفيق بين الطرفين. بينما يشير الشيخ عبد الله جهامة من قبائل وسط سيناء ان النظام القبلي في سيناء وخاصة في عيد الفطر يكون له شكل آخر فلا يمكن أن يتم الاحتفال إلا إذا ضمن الجميع ان كل ابناء القبائل يتمتعون بالحب والوفاء لبعضهم البعض, مشيرا إلي أن من عادات هذا اليوم ان تفتح الدواوين منذ الصباح الباكر ليقوم الجميع بتهنئة بعضهم البعض ومناقشة كل مشاكل ابناء القبائل ثم يبدأ الاحتفال عن طريق تنظيم سباقات للهجن في صحراء سيناء, لافتا إلي انه يسمح للمرأة في هذا اليوم بالمشاركة دون الاختلاط بالرجال لان من حقها ان تفرح وان تشاهد مظاهر العيد. أما في حضر العريش كما يقول يحي الغول من كبار مشايخ العريش فإن أهالي المدينة قد يختلفون بعض الشيء عن عادات باديتها, مشيرا إلي أن الاحتفال يكون بالخروج الي شاطئ البحر والاستمتاع بالهواء, فضلا عن الحرص علي صلة الرحم حيث يتبادل الجميع الزيارات لأقاربهم وأصحابهم.