شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 19 نوفمبر، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى لمحطة الضبعة للطاقة النووية، مؤكدًا أن المشروع يسير بنجاح وسيدخل مرحلة التشغيل قريبًا. وافتتح بوتين كلمته بتوجيه التهنئة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمناسبة عيد ميلاده، قائلاً: "أهنئكم من أعماق قلبي يا فخامة الرئيس. أتمنى لكم دوام الصحة والعافية والرخاء ومزيدًا من النجاح في خدمة الشعب". وأشاد الرئيس الروسي بالتقدم المحرز في بناء أول محطة نووية في مصر بمشاركة روسية، مشيرًا إلى أن المشروع دخل "مرحلة مهمة في تجهيز المحطة بالمعدات التكنولوجية"، متوقعًا أن تبدأ المحطة قريبًا في "توليد الكهرباء اللازمة لتلبية احتياجات الاقتصاد المصري المتنامي". وأكد بوتين أن تنفيذ مشروع بناء محطة الضبعة تحقق "إلى حد كبير بفضل مبادرة شخصية" من الرئيس السيسي و"دعم صديقنا الرئيس المصري"، مشيدًا باهتمامه المستمر بالمشروع وبتوسيع نطاق التعاون مع روسيا. وكشف الرئيس الروسي عن أن التشغيل المخطط لأربع وحدات طاقة في محطة الضبعة بطاقة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات سيعزز "أمن الطاقة في مصر بشكل كبير"، موضحًا أن "مفاعلات الجيل الثالث" ستتمكن من "توليد ما يصل إلى 37 مليار كيلووات/ساعة من الكهرباء سنويًا، مما يلبي حوالي 10% من استهلاك الطاقة في البلاد". وأشار بوتين إلى أن شركة "روساتوم" الروسية تستخدم "حلولاً هندسية متطورة وتقنيات فعالة من حيث التكلفة وموثوقة في بناء المحطة"، مع "الالتزام الصارم بجميع المعايير والمتطلبات البيئية اللازمة". ولفت الرئيس الروسي إلى أن المشروع لا يقتصر على الشركات الروسية فحسب، بل يشمل أيضًا "الشركات والمؤسسات المصرية"، موضحًا أن "حوالي 55% من طلبات العقود والتعاقدات من الباطن تُنفذ في مصر حاليًا". وأضاف أن المشروع يساهم في بناء "صناعة نووية حديثة ومتطورة تكنولوجيًا في البلاد من الصفر، مما يخلق طلبًا على وظائف جديدة، بما في ذلك وظائف تتطلب مهارات عالية". وأشار بوتين إلى أن الجانب الروسي يُدرّب مهندسين نوويين لمصر، حيث "تلقى أكثر من 100 طالب مصري تدريبًا متخصصًا في جامعاتنا"، كاشفًا عن افتتاح "مركز خاص للتدريب والتطوير المهني في المحطة نفسها بمشاركة أكاديمية روساتوم" في يوليو الماضي. وأكد أن روسيا ستواصل "دعم شركائها المصريين طوال دورة حياة المشروع النووي، بما في ذلك عن طريق إمدادات وقود المفاعلات طويلة الأمد، وصيانة محطة الطاقة النووية وإدارة المواد النووية المستهلكة". وأشاد الرئيس الروسي بالعلاقات الروسية المصرية التي تُبنى "على أساس اتفاقية التعاون الاستراتيجي بروح من المساعدة والاحترام ومراعاة مصالح كل طرف"، مشيرًا إلى أن هذا "يتماشى مع أفضل تقاليد علاقاتنا الدولية، التي تعود إلى عقود مضت". واستذكر بوتين دور "الخبراء السوفييت" في النصف الثاني من القرن الماضي في "تطوير الاقتصاد المصري"، حيث ساهموا في إنشاء "مرافق صناعية وطاقية وبنية تحتية رئيسية"، مثل "السد العالي في أسوان ومجمع حلوان للحديد والصلب ومجمع مصر للألومنيوم في نجع حمادي"، واصفًا إياها ب"رموز حقيقية لصداقتنا". ولفت بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين "يشهد نموًا ديناميكيًا، حيث زاد بنسبة تزيد قليلاً عن الثلث العام الماضي"، مشيرًا إلى أن "التعاون الصناعي يتعمق ويجري العمل على إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس". وأعرب عن استعداد شركة "روساتوم" ل"مكاشفة بتقنياتها الفريدة الأخرى مع مصر، بما في ذلك تجميع المفاعلات المعيارية الصغيرة واستخدام الذرات السلمية في الطب والزراعة". وفي ختام كلمته، توجه بوتين بالشكر ل"المهندسين وعمال البناء الروس والمصريين العاملين في موقع محطة الضبعة النووية على عملهم الدؤوب والمتفاني"، مشيدًا ب"جهودهم المنسقة" التي تجعل "بناء وحدات الطاقة يسير بأقصى سرعة" مع إنجاز "أعقد مهام التصميم والتركيب والتكنولوجيا بجودة عالية". وهنأ الرئيس الروسي "الزملاء المصريين بيوم الطاقة الذرية المصري الذي يُحتفل به اليوم"، مختتمًا كلمته بتهنئة الرئيس السيسي مجددًا بعيد ميلاده متمنيًا له "كل التوفيق والنجاح في جميع مساعيه". يُذكر أن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يُعد أول مشروع نووي سلمي في مصر، ويتم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الروسي، ويهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في مصر وتنويع مصادر الطاقة.