يحل عيد الفطر المبارك في شمال سيناء بمذاق آخر يختلف تماما عن فرحة المصريين بعيد الفطر بجميع محافظات مصر الأخرى، فالأطفال البدو يعيشون طفولتهم بعيدا عن مخاوف الكبار فتلاحظ لهو الأطفال وحملهم للألعاب والبلالين يرتدون ملابس جديدة مع ذويهم، وتشهد الشواطئ وخاصة شاطئ مدينة العريش أعدادًا كبيرة من المواطنين من أهالي المحافظة والمغتربين. وتتميز عادات وتقاليد أهالي شمال سيناء خلال عيد الفطر بتبادل الزيارات عقب صلاة العيد مباشرة، حيث يستقلون سيارات ذات دفع رباعي ويطوفون القرى والمدن لزيارة بعضهم زيارات سريعة لتهنئة بعضهم بالعيد، إلا أن أجواء العيد بمدينتي رفح والشيخ زويد تكاد تكون غائبة تماما بسبب أجواء الإرهاب التي تسود المدينتين والعمليات العسكرية ومخاوف المواطنين من وقوع آية عمليات إرهابية أو انفجارات في أي لحظة، خاصة وأن جماعة أنصار بيت المقدس تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية خلال عيد الفطر المبارك وبشكل عام فإن العمليات الإرهابية بسيناء قد سرقت فرحة العيد من الأهالي، وسادت حالة من الحزن والخوف بجميع مدن شمال سيناء ولكن بوسط سيناء البعيدة عن الأعمال الإرهابية كانت احتفالات العيد بها مختلفة تماما فقد تجمع المشايخ وأبناء القبائل بوسط سيناء بمركز مدينة الحسنة وأدوا صلاة العيد بحضور قيادات أمنية وتنفيذية . ويقول اللواء أيمن جبريل رئيس مدينة الحسنة: "أدينا صلاة العيد اليوم وسط جمع غفير من المشايخ وأبناء القبائل بوسط سيناء، وعقب الصلاة قمنا بتوزيع الحلوى والهدايا على أطفال البدو كما تناولنا كعك العيد مع المشايخ وأبناء القبائل، وقام مجلس مدينة الحسنة بإعداد وليمة إفطار كبيرة جدّا، وتم دعوة جميع مشايخ وعواقل وسط سيناء لوليمة الإفطار وسادت الفرحة على الكبار والصغار". والعادات والتقاليد السيناوية خلال عيد الفطر المبارك لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد المصريين بجميع محافظات مصر، حيث يقوم أهالي شمال سيناء بزيارات متبادلة وتفتح المقاعد الخاصة باستقبال الأهالي لدى جميع عائلات القبائل، ويقدم الأهالي لبعضهم البعض الحلوى وكعك العيد، ويتناول الأهالي وجبة الفسيخ خلال الإفطار، ويقوم أبناء سيناء بعمل فسيخ العيد بأنفسهم، حيث يقومون بعمل الفسيخ عن طريق دفن الأسماك بعد تمليحها في حفرة عميقة بالأراضي الرملية، ويتم دفن الأسماك المملحة لمدة 45 يومًا، ثم يقومون بحفر الأرض وإخراج الأسماك على هيئة فسيخ على الطريقة البدوية، ويكون مذاقه أكثر من رائع، كما يقوم الأهالي بزيارة المقابر في الصباح، ثم يستقلون سيارات ربع نقل بأعداد كبيرة ومعهم أطفالهم لزيارة أقاربهم وأصدقائهم .