بينما يتوجه الأسوانيون مساء اليوم نحو الحدائق والمتنزهات بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي, رفع النوبيون والأصوالية والجعافرة والبشارية حالة الطوارئ داخل البيوت والدواوين استعدادا لاستقبال الضيوف الذين يحرصون علي قضاء العيد مع عائلاتهم من شتي المحافظات والدول العربية, وتصدرت القراقيش والمنين ومخبوزات الأفران البلدية الطوابين المشهد, خاصة أن هذه المخبوزات من أهم طقوس الأسوانية المعروفة في كل المناسبات. وخلال ليلة الوقفة أمس شهدت القري والنجوع تجمعات كبيرة من الشباب والفتيات في سهرات حتي الصباح, كما تكدست ساحات صلاة العيد صباح اليوم بآلاف المصلين, وذلك قبل نحر الذبائح والتجمع علي صواني الإفطار الذي غالبا مايكون في الجمعيات الخيام وتكون الكبدة المحمرة والمشوية هي سيدة صواني هذا الإفطار. وعن أهم العادات والطقوس التي يرتبط بها أبناء أسوان في العيد منذ زمن طويل, يقول عبد الرحمن سنجرتود من أبناء النوبة نستقبل عيد الأضحي بالغناء والآراجيد وهي الرقصة النوبية الجماعية التي يصطف فيها الشباب والفتيات في صفوف علي أنغام الدفوف وترديد الأغاني الجميلة التي تحمل ذكريات الماضي, مشيرا إلي أن فرحة العيد في النوبة نجسدها بأغاني أووو آليري ومعناها الفرحة والسعادة وهي لا تختلف في معناها عند الكنوز أو الفاديجكا, وتعد أيام العيد فرصة لإقامة الأفراح المؤجلة. ويشير جمال قاسم مرشد سياحي من أبناء النوبة إلي أن ذبيحة العيد عادة ما تكون عامة بمعني أن كل بيت نوبي يشارك فيها بصواني الفتة واللحم المحمر والمشوي في ولائم الغذاء طوال أيام العيد الأربعة, مشيرا إلي أن من عادات النوبة في العيد الزيارات المتبادلة عقب الإفطار وتوجيه دعوات الأفراح التي لا تنقطع طوال أيام العيد لاستغلال تواجد أهل بحري من النوبيين المقيمين في القاهرة والإسكندرية والمحافظات الأخري, وفي المساء يتجمع أبناء كل قرية ليستعيدوا ذكريات بلاد الذهب القديمة قبل التهجير حتي تتواصل الأجيال ويتعرف الشباب عن قرب علي أصل الحضارة. الأصوالية والقبائل العربية عادة ما تكون عادات الأصوالية والقبائل العربية كالجعافرة والعباسين والأنصار متقاربة, ويقول أيمن متولي الكوباني إن القبائل تتمسك أولا بأداء سنة الذبح مهما ارتفعت أسعار الخراف والأغنام, ويحرص المقيمون خارج القري علي الوجود في اليوم الأول وأداء صلاة العيد وزيارة الأهل, حيث تفتح الخيام أبوابها لاستقبال المهنئين. ويضيف عادل سعيد من الأصوالية أن هناك عادات مازلنا نتمسك ونحتفظ بها, ومنها الحرص علي الخبيز كالقرقوش والمنين والتوجه لزيارة المقابر والترحم علي الموتي عقب صلاة الفجر فيما يعرف بالزوارة, ثم العودة لنحر الأضاحي والتجمع علي إفطار الكبدة وغداء الفتة يوميا حتي انتهاء العيد. السلات يتصدر موائد العبابدة والبشارية العبابدة والبشارية هي قبائل عربية ترتبط جذورها بالصحراء الشرقية في البحر الأحمر والعلاقي وتسكن في مدينة أسوان بمنطقة البشارية التي تعد من أشهر أسواق المدينة في بيع الخراف البشاري وأبو دليق والمهجن التي يرعاها البشارية في الجبال, لذا فإنهم وكما يقول الشيخ محمد شريف أبشر يتفنون في إعداد وتجهيز اللحوم علي طريقتهم الخاصة, ومن أهم أكلاتهم لحم السلات المشوي علي الزلط وعن مذاقه ولحمه الخالي من الدهون حدث ولا حرج فهو البريمو عند القبيلة, مشيرا إلي أن عادات البشارية في العيد معروفة وتبدأ بيوم النحر وقيام السيدات بإعداد الفتة والسناسن المجهزة من عجين الدقيق الرقيق علي الدوكة ثم يتجمع الأهالي جميعا دون استثناء علي مائدة غداء واحدة بجمعية البشارية كل يوم من أيام العيد يتناولون بعدها الجبنة القهوة أما في المساء فيكشف أبشر عن عقد جلسات مجالس العرب للتوفيق مابين المتخاصمين في هذه الأيام المباركة, كما يحرص البشارية علي استغلال فترة العيد في عقد مجالس فتح الخشم ومعناها الخطوبة والإتفاق علي كافة تفاصيل المهر والشبكة والعرس.