صندوق النقد: أداء الاقتصاد العالمي أفضل من المتوقع ويتجه نحو هبوط سلس للغاية    الدوري السعودي، ساديو ماني يقود النصر للفوز على الفيحاء 3-1 في غياب رونالدو (صور)    مصرع طفل دهسا أسفل عجلات سيارة بأبو قرقاص بالمنيا    أحدث ظهور ل سامح الصريطي بعد تعرضه لوعكة صحية    700 مليون جنيه تكلفة الخطة الوقائية لمرض الهيموفيليا على نفقة التأمين الصحي    لخسارة الوزن، أفضل 10 خضروات منخفضة الكربوهيدرات    وزيرا خارجية مصر وجنوب إفريقيا يترأسان الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    قريبة من موقع نووي.. أحمد موسى يكشف تفاصيل الضربة الإسرائيلية على إيران    كيف بدت الأجواء في إيران بعد الهجوم على أصفهان فجر اليوم؟    السودان: عودة مفاوضات جدة بين الجيش و"الدعم السريع" دون شروط    امتحانات الثانوية العامة.. التقرير الأسبوعي لوزارة «التعليم» في الفترة من 13 إلى 19 إبريل 2024    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    الحماية المدنية تسيطر على حريق محدود داخل وحدة صحية في بورسعيد    سقوط عاطل متهم بسرقة أموالا من صيدلية في القليوبية    محافظ قنا يتفقد أعمال ترفيق منطقة "هو" الصناعية بنجع حمادي    من بينهم السراب وأهل الكهف..قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024    نيابة عن الرئيس السيسي.. وزير الإتصالات يشهد ختام البطولة الدولية للبرمجيات    6 آلاف فرصة عمل | بشرى لتوظيف شباب قنا بهذه المصانع    افتتاح "المؤتمر الدولي الثامن للصحة النفسية وعلاج الإدمان" فى الإسكندرية    الداخلية تكشف تفاصيل منشور ادعى صاحبه سرقة الدراجات النارية في الفيوم    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    «التحالف الوطني»: 74 قاطرة محملة بغذاء ومشروبات وملابس لأشقائنا في غزة    محمود قاسم عن صلاح السعدني: الفن العربي فقد قامة كبيرة لا تتكرر    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    وزير الاتصالات يشهد ختام فعاليات البطولة الدولية للبرمجيات بالأقصر    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    وفاة رئيس أرسنال السابق    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    سوق السيارات المستعملة ببني سويف يشهد تسجيل أول مركبة في الشهر العقاري (صور)    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    ضبط محتال رحلات الحج والعمرة الوهمية بالقليوبية    وزيرة التضامن ورئيس مهرجان الإسكندرية يبحثان تطوير سينما المكفوفين    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. مباريات اليوم السادس    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    محمود عاشور: تعرضت لعنصرية من بيريرا.. وكيف أتعاقد مع شخص يتقاضى 20 مليون لينظم الحكام فقط؟    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    انتهاء أعمال المرحلة الخامسة من مشروع «حكاية شارع» في مصر الجديدة    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    دعاء لأبي المتوفي يوم الجمعة.. من أفضل الصدقات    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    شرب وصرف صحي الأقصر تنفى انقطاع المياه .. اليوم    احذر| ظهور هذه الأحرف "Lou bott" على شاشة عداد الكهرباء "أبو كارت"    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    تمريض القناة تناقش ابتكارات الذكاء الاصطناعي    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد المحافظات طعم تانى

لو أن المرء طاف جميع بلدان العالم لن يجد شعبا يتمتع بكل هذه الخصوصية والتنوع فى الموروثات الشعبية. ويتفنن فى اضفاء لمسته على كل مظهر من مظاهر الاحتفالات الدينية والاجتماعية كالشعب المصري. رغم أن المناسبة واحدة التى تجمع كل الشعوب الإسلامية على حد سواء
وهى الاحتفال بعيد الأضحى المبارك والتى لا تخرج عن صلاة العيد ثم ذبح الأضحية إلا أن المصريين أبوا منذ دخول الإسلام مصر إلا أن يربطوا هذه المناسبة بموروثاتهم الشعبية وعاداتهم وتقاليدهم التى يتفردون بها عن سائر شعوب الأرض. فتجد الرجال والنساء والأطفال وقد خرجوا فى ابهى "حلة" لأداء الصلاة فى الخلاء. ثم التجمع حول "الأضحية" أثناء ذبحها مرورا بموائد الإفطار والتى أبدع فيها المصريون أشكالا لا يعرفها غيرهم تختلف من محافظة لأخرى حيث يفضل بعضهم الإفطار ب"الفتة" والتى يختلف شكلها وطريقة صنعها من مدينة لأخرى أو الكبدة والشوربة على أن تحل صوانى "الرقاق" ملحها فى الغذاء والتى تتبعها "القراقيش" و"القرص" و"الفايش" و"الفطير". فيما تحل "الكمونية" و"الممبار" محل "الفتة" فى بعض المحافظات. وترتبط احتفالات المصريين بالعيد بزيادة عقود الزواج لكونه مناسبة يجتمع فيها الأهل والأحباب ولأن شعب مصر فى رباط إلى يوم الدين فلا غضاضة أن تجد الأقباط يشاركون المسلمين احتفالاتهم بالعيد بل ويجلسون معهم على مائدة واحدة يتناولون معهم "انجر" الفتة المطعم بلحوم الأضحية.
وتختلف مظاهر الفرحة عند المصريين بتعدد المتنزهات ما بين الحدائق العامة ودور السينما وركوب المراكب النيلية أو الخروج إلى الشواطئ بعد أن يحصل الجميع على "العيدية" التى يتميز بها الشعب المصرى عن غيره من الشعوب.
- "العيدية" والثوب الجديد طقوس سارية المفعول بحلايب وشلاتين":
البحر الأحمر:
العيد فرحة فى كل مكان وفى محافظة البحر الأحمر فرحته لها طعم خاص حيث تشارك أمواج البحر ونسماته العليلة المواطنين فرحتهم لاسيما الوافدين إلى مدن المحافظة من المحافظات الأخرى من الباحثين عن متنفس طبيعى بعيداً عن الزحام، لكسر الملل وطقوس ومظاهر العيد فى محافظة البحر الأحمر هى ليست سوى جزء مكمل لما يحدث فى شتى محافظات مصر فلا جديد سوى فى مناطق الشلاتين وحلايب حيث مازال إصرار الجميع خاصة الصغار على ارتداء الثوب الجديد كأحد أهم أساسيات العيد وإن كان هذا المظهر قد توارى فى مناطق كثيرة كما أن الأضحية فى تلك المناطق تأخذ شكلاً متسعا وحجما أكبر من حيث حرص الغالبية على الذبيح يشجع المواطنين عليها قيامهم بتربية أعداد كبيرة من الماشية كما أن "عيدية" الكبار للصغار مازالت سارية المفعول ولم تنته صلاحيتها بعد وأهم المظاهر الذى يتميز بها العيد فى بقية مدن المحافظة خاصة عاصمتها الغردقة هى نزوح الالاف من المواطنين من أبناء المحافظات الأخرى والذين يعملون فى الأجهزة الحكومية وقطاع السياحة ومشروعات الظهير السياحى وشركات البترول برأس غارب إلى محافظاتهم حيث يحرصون على قضاء العيد فى مسقط رأسهم بينما يحل محلهم آلاف من الوافدين من تلك المحافظات وهم رواد ما يسمى بالسياحة الداخلية حيث يرغبون فى قضاء العيد فى أحضان مياه وأمواج البحر وفى ضيافات مطاعم الأسماك سواءاً بالغردقة أو سفاجا.
- "فى بنى سويف: "الفايش" و"الفطير" و"القرص" وجبات خفيفة بعد "أنجر الفتة":
بنى سويف:
فور انتهاء الإمام من خطبة صلاة العيد ينتشر الأهالى بنى سويف فى الأرض كل فى مدينته أو قريته لانتظار "الذبائح" حتى يقوم بإسالة دماء الأضحية على أسطح المنازل أو فى مدخلها وسط فرحة الكبير والصغير يغمس الجميع يداه فى دماء الأضحية ويبصم ب"كفيه" على حائط المنزل ليبعد العين عنه كما يعتقد الكثيرون أما عند العائلات الكبيرة فالأمر يختلف حيث يشترك الكبار فى شراء أكثر من عجل جاموس بجانب مجموعه من الخراف ويهموا بذبحها فى "المندرة" أى دار مناسبات العائلة وعقب الذبح يقف الفقراء فى طابور طويل للحصول على نصيبهم من لحوم الأضحية بينما يقوم شباب العائلات بالتوزيع على الجيران والأقارب. عقب ذلك تسارع الاسر فى مدن وقرى بنى سويف بإعداد الفطائر و"الفايش" و"القرص" كما أن الأسر السويفية الريفية تقوم بخبز الفطير المشلتت والرقاق باستخدام فرن بلدى وهذا تقليد قديم ويرجعه البعض للعصر الفاطمي. تقول الحاجة ام سعد من قرية تزمنت الشرقية الفرن الفلاحى موجود فى كل بيت ومهما تطورت الدنيا هيفضل موجود لأنه فرن منذ أيام الفراعنة لم يتغير ويتميز بقدرته على استقبال "الرقاق" و"البتاو" دون أى فرن آخر حديث كما أنه يضفى النكهة على المخبوزات دون غيره
وأضافت انها قبل العيد بأسبوع على الأقل تستعد هى وأختها الحاجة منيرة وزوجات ابنائها الثلاثة تحت إشراف حماتها فى تجهيز الدقيق والذرة وتنظيف البيت والفرن بينما نطهو اللحم على الفرن الذى يعمل بالبوتوجاز ويقسم العمل على النساء منهن من تنظف الأحشاء لتجهيز المنبار ومنهن من تقوم بتقطيع اللحم بينما تتفرع إحداهن لطهو الكبد والكلاوى لإطعام الصغار حيث يتأخر الإفطار إلى وقت الظهيرة فى أول أيام عيد الأضحى بينما يتفرغ الرجال للتهنئة والزيارات السريعة للأهل والأقارب.
وأشارت منى أشرف ربة منزل إلى أن الأسر الريفية تحرص على خبز الفايش منذ أيام الفاطميين فى العيد لأنه يعد الوجبة الخفيفة التى تلى أنجر الفته باللحمة الضانى التى تقدم أول أيام العيد ثم يقبل الجميع على "الفايش" فى ساعات استرخاء امام البرامج التليفزيونية استعدادا لوجبة العشاء والتى غالبا ما تكون فطير مشلتت بالجبن القديمة وعسل النحل.
- ""الرقاق" و"القراقيش" و"المرق" فى احتفالات أسيوط بعيد الأضحى":
أسيوط:
"الرقاق والقراقيش والمرق" هذه المصطلحات الغريبة على أسماع العامة والتى قد يعتبرها البعض مصطلحات فرعونية أو إغريقية ما هى إلا مصطلحات أطلقها أهالى الصعيد على أشهر الوجبات الدسمة والتى تعد هى اللغة الرسمية فى التفاهم بين أهالى الصعيد فى عيد الأضحى حيث لا يخلون منزل منها فى أول أيام عيد الأضحى المبارك كعادة أهل الصعيد وأسيوط على وجه الخصوص فى الاستعداد العيد والذى يطلق عليه البعض "عيد اللحمة" فى إشارة إلى لحوم الأضاحى حيث جرت العادة فى مثل هذه المناسبة من كل عام علي استعداد الأسر الريفية بأنواع عدة من الوجبات الدسمة للغاية.
تقول الحاجة سامية عبدالله ربه منزل أن عادات الصعايدة تجبر الأسر الريفية على الاستعداد جيدا لاستقبال عيد اللحمة بالعديد من المخبوزات التى تدخل فى عملية إعداد وتجهيز بعض الوجبات ويأتى فى مقدمتها "الرقاق" وهو عبارة عن فطير أبيض يتم إعداده فى شكل طبقه رقيقه للغاية ثم يتم تجفيفه داخل الفرن حتى يجف تماما وفى يوم العيد يتم تحضير طاجن الرقاق من خلال وضع 6 طبقات أو أكثر من الفطير داخل الطاجن وعقب ذلك توضع الشوربة الدسمة المطعمة باللحوم الدسمة تماما عليه وتصبح الوجبة جاهزة للتناول وهى وجبه دسمه للغاية ولا يستطيع أى شخص تناولها بل يقدم عليها "الأكيلة" ممن يتمتعون بشهية مفتوحة.
وتشير سميحة فتحى سيدة ريفية الى أن الفرحة بعيد اللحمة لا تكتمل بدون "القراقيش" لإعداد وجبه الفتة حيث تقوم الأسر بإعداد "القراقيش" من خلال "العيش الشمسى" الذى تشتهر به الأسر فى القرى والأرياف وتقوم بتجفيفه فى الأفران البلدى بعد أن تقوم بتقسيمه إلى عدة أجزاء طولية حتى يأخذ شكل اللون الوردى ويكون جافا لا يتأثر بالرطوبة أو التخزين ثم تقوم السيدات بتكسيره إلى عده أجزاء صغيرة ووضعه فى الأوانى وإضافة الشوربة المختلطة باللحوم وتكسوها بالأرز وتقدم على شكل طواجن بعد إدخالها الفرن لمدة بسيطة ثم تقدم للأسرة أو الضيوف فى هذه المناسبة الكريمة ويأتى حرص الأسرة على تناول هذه الوجبة الدسمة بعد أن توارثها الجميع جيلا بعد جيل ولاسيما أن الصعايدة لا يحبذون تغيير سلوكياتهم أو عاداتهم وخاصة فى هذه المناسبة ولا يميلون إلى الشطط أو الجنوح إلى الأكلات الغربية أو الغريبة لأنها تعتبر دخيلة على موروثاتهم ومن ثم تجد كثيرا من المحلات فى أسيوط تقوم بعرض هذا النوع من الخبز "القراقيش" وبيعه للأسر التى لا تمكنها ظروفها من إعداده وتجهيزه بالمنزل وخاصة إذا كانت ربه الأسرة موظفة ولا تتيح ظروفها أو إمكانياتها المنزلية لتجهيز هذا الخبز الذى يحتاج إلى عده ساعات لتجيزه فلابد للمرآة التى تقوم بإعداد هذا الخبز أن تجهز له خميرة تأخذ عدة ساعات حتى تكون جاهزة لإضافتها للدقيق ومن ثم عجنه ثم تقطيعه وتعريضه للشمس لفترة كبيرة حتى يختمر ويكون قابلا لإدخاله الفرن ثم تتم "تسويته" على الفرن البلدى لفترة زمنية من الوقت وهو الأمر الذى لا يتوفر للمرآة العاملة فيفضلون شراءه من المنافذ التى تقوم بجلبه من القرى حيث تقوم كثير من الأسر الريفية بتجهيز هذا الخبز وبيعيه فى هذه المناسبة ليدر عليها دخلا يساعد فى نفقاتها فى عيد الأضحى المبارك.
- ""الضأن" سيد الطعام على الموائد بكفر الشيخ":
كفر الشيخ:
العادات والتقاليد الموروثة فى عيد الاضحى المبارك بمحافظة كفر الشيخ تختلف تماما عن عيد الفطر، ففى الاضحى يهتم الأهالى بالتركيز على الاضحية على حساب الزيارات المتبادلة بين المواطنين والأسر حيث يتم ذبح الاضاحى خاصة الخراف والماعز بالإضافة الى البقر والجاموس ويتم توزيع لحومها على الاقارب والجيران والفقراء والمحتاجين والغريب فى الأمر هو تجميع الفقراء كميات كبيرة من اللحوم قد لا يجدوا مكانا لحفظها فى ثلاجاتهم ان وجدت فيقومون بحفظها لدى الاقارب والجيران وفاعلى الخير للاستعانة بها فى الاسابيع وربما الاشهر التى تعقب العيد ويقوم المسئولون عن بيوت المال خاصة بالقرى بتجميع الجلود وبيعها وتوزيع ثمنها على الفقراء خاصة انه لا يوجد مجال لصناعة الجلود فى المحافظة.
ويتميز عيد الاضحى الذى يطلق عليه الاهالى هنا (عيد اللحوم) بتجمع الاقارب من الاسر والعائلات فى منازل الكبار لتناول الاطعمة المختلفة وعلى رأسها اللحوم بشتى انواعها والتى يتم طهيها على كل شكل ولون وعقب تناول الطعام تبدأ الجلسات العائلية ويحكى الكبار للصغار ذكرياتهم عن العيد وما كان يحدث فى الماضى هذا ما يحدث غالبا وتكون الجلسات العائلية فرصة لصلة الارحام الأهل والأحباب، وتظل اللحوم الوجبة الاساسية على موائد الطعام طوال ايام العيد الاربعة، بينما يفضل اهالى بلطيم تناول الجمبرى والكابوريا والفسيخ والفطير المشلتت مع الجبن "القديمة" التى يشتهرون بها فى ثانى ايام العيد.
وعلى صعيد الاحتفالات وطقوس الفرح بالعيد تمتلئ الحدائق والمتنزهات بالعائلات الذين يصطحبون اطفالهم لممارسة اللعب واللهو فى الالعاب المختلفة والملاهي، ومن اشهر الحدائق بالمحافظة صنعاء وأحمد زويل والخالدين بمدينة كفرالشيخ، والأسرة والطفولة والصفا والمروة بدسوق، وحدائق ادفينا بمطوبس والعائلات بفوة، ومن اهم مظاهر العيد المميزة فى كفر الشيخ أيضا خروج العرب البدو، خاصة الفتيات الصغيرات الى الشوارع ابتهاجا بالعيد حيث تسمح لهن اسرهن المحافظة جدا على عاداتها وتقاليدها بالخروج فى العيد للترفيه وتناول الاطعمة والمأكولات الشهية فى المطاعم والمحال، بالإضافة الى تناول العصائر خاصة القصب، ويظهر العرب البدو بكثرة فى شوارع مدينة الحامول، خاصة شارع العاشر من رمضان وتختلف الاحتفالات بالعيد من مدينة لأخري، وعلى سبيل المثال يفضل ابناء المدن التى تقع على نهر النيل وهى دسوق وفوة ومطوبس ركوب المراكب النيلية فى نهر النيل فرع رشيد.
- "فتح الدواوين لاستقبال اليتامى والتبرع بأضحية للأرامل فى سيناء":
العريش:
تنفرد محافظة شمال سيناء بتراث خاص وعادات وتقاليد متأصلة تختلف عن باقى المحافظات وذلك نظرا للظروف التاريخية والجغرافية التى مرت على هذه المنطقة، كما انها كانت بمثابة البوتقة التى انصهرت فيها تلك الكتل البشرية التى وفدت إليها فى هجرات متتابعة، سواء من الجزيرة العربية أو مناطق أخرى ولعيد الاضحى بسيناء طبيعة خاصة، ففى أول أيام التشريف وبعد صلاة العيد تقوم العائلات والقبائل بنحر الذبائح التى غالبا ما تكون من الاغنام او الضان ثم توزع الاضحية على الايتام والمحتاجين اولا ثم الى الاقارب فى منتصف اليوم والعديد من العادات القبلية تقوم بنحر ذبائح وطهوها وتوزيعها مطهوة للمحتاجين وخاصة الأيتام كما ان كل قبيلة تكفل ايتامها، فمنهم من يخصص أضحية كاملة للأرامل او المحتاجين اما العادة الاخرى بالمحافظة وهو اذا كان فى احدى العائلات متوفى ولم يمر عليه عام فإن العائلة تفتح الديوان أول وثانى أيام العيد لاستقبال المعزيين حتى لو كان المتوفى منذ أشهر ويتم الذبح فى اليوم الثالث للتشريق وهذه العادة حرصا على الروابط الاسرية، فهم يتذكرون موتاهم، خاصة الذين لم يمر على وفاتهم عام، ومن العادات والموروثات القديمة والتى لا يزال معمولا بها فى سيناء، ففى يوم وقفة عرفات وقبل ميل الشمس الى الغروب تجد تدفقا كبيرا على المقابر لزيارة المتوفين، وغالبا ما يقع على ألسنة الناس وأحاديثهم التى لا تنقطع حول حكاية اول اضحية لمسلمى مصر فكانت على ارض سيناء حيث كان الفتح الاسلامى على يد الصحابى الجليل عمرو بن العاص، وجاء توقيته مع بداية اليوم التاسع لذى الحجة فكيف كان ذلك؟! البداية رسالة تلقاها الفاتح عمرو بن العاص قائد جيوش المسلمين من امير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول فيها: من أمير المؤمنين عمر الى قائد الجيوش عمرو بن العاص ان كنت قد دخلت مصر او جزءا منها فامض واستكمل الفتح الإسلامى لمصر، وان لم تكن قد دخلت مصر فعد فسأل عمرو بن العاص جنوده أين نحن الآن فقالوا له. نحن بسيناء وهى جزء من ارض مصر، وكان ذلك فى اليوم التاسع لذى الحجة فقال: المساء عيد اى ان غدا عيد الاضحى المبارك وسنمضى فى فتح مصر فهلل وكبر جنود المسلمين وسميت المنطقة التى عسكر فيها عمرو بن العاص وجنوده بالمساعيد واحتفلوا بصلاة اول عيد ونحر اول اضحية فى مصر على ارض سيناء ومضى المسلمون فى فتح مصر واستقبلهم المصريون بمحبة، لاسيما أن الدين ينسجم مع عقولهم, فدخل العديد منهم فى الاسلام بالاقتناع وليس الحرب ومرت العصور وتوالت الفتوحات وكانت سيناء دربا للحج سمى حتى الآن بطريق الحج القديم.
ويؤكد الدكتور سامى صالح عبدالمالك الباحث فى الآثار السيناوية ان آخر دراسة قام بها فريق العمل المصرى للآثار اكدت ان درب الحج القديم بسيناء كان يسير من منطقة تسمى "أبيار العلائي"، وكانت الأبيار حسب الدراسة تستخدم لسقى الحجيج، وان قبيلة الترابين كانوا هم المخولين بحماية الحجيج طوال رحلتهم بدروب صحراء سيناء، وبعد فترة من الزمن أسهمت الملكة شجرة الدر فى تطويره حيث كانت تصنع كسوة الكعبة بمصر وتخرج قبل الحجيج بشهرين فى طلعة تسمى طلعة المحمل.
- "الوحدة الوطنية شعار "البحيرة":
عيد الاضحى فى محافظة البحيرة له طعم وشكل مختلف، فيبدأ الاعداد له بشراء الأضحية الخراف والعجول التى يتم تجهيزها لذبحها بعد الانتهاء من أداء صلاة عيد الاضحى المبارك، ويبدأ الاحتفال فى البحيرة اعتبارا من يوم وقفة عرفات الذى يحرص أهالى المحافظة على صيامه مع متابعة شعائر الحج من خلال شاشات التليفزيون التى تنقلة من الأراضى المقدسة، وفى المساء تمتلئ الشوارع والميادين الرئيسية بالشباب والبنات من جميع الاعمار الذين يرددون الاغانى التى تنطلق من "الديجيهات" التى يضعها أصحاب المحلات التجارية بالشوارع والميادين، وبعد أن تنتهى تكبيرات العيد وصلاته، يقوم المصلون بتبادل التهاني، ثم ينطلقون لزيارة الأهل وتبادل التهانى، وفى البحيرة يعطى رب الأسرة "العيدية" لجميع أفراد أسرته حتى زوجته، وبعد أن يفرغ أهالى البحيرة من نحر أضحية العيد، يقومون بتوزيع لحوم الأضاحى على الفقراء ثم يتناولون الاطعمة مثل "الفتة" و"الرقاق" وهى أطعمة مرتبطة بعيد الأضحى المبارك.
يقول محمد الطباخ، من أهالى مدينة دمنهور أن عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية كريمة حيث إنه أول لقاء يجتمع فيه جميع أفراد عائلته على مائدة طعام بعد شهر رمضان الكريم الذى يحرصون على أن يتجمعوا خلاله على الإفطار.
وتقول نشوى جرجس، مقيمة بدمنهور، أننا كأقباط نحرص دائماً على مشاركة اخواننا المسلمين فى الاحتفال بعيد الأضحى وفى صباح يوم العيد نذهب أنا وزوجى وابنتينا إلى منازل جيراننا من المسلمين لتقديم التهنئة لهم بعيد الاضحى، مؤكدة أن هذا الامر سمه بارزة لدى أقباط البحيرة ويحرصون عليها دائماً.
ويقول سعيد اسماعيل، عامل نظافة، أن عيد الاضحى بالنسبة لنا كعمال نظافة نحتفى به فى الشارع، حيث تصدر لنا تعليمات بمنع الأجازات، مما يجعلنا نستمر فى عملنا، وأنا افرح عندما اتلقى التهنئة من أهالى المنطقة التى أعمل بها وهى وسط مدينة دمنهور، حيث أتلقى التهنئة من كل المواطنين الذين يحتفلون بهذه المناسبة، وأضاف أن هناك عدداً من المواطنين بالمنطقة يحرصون دائماً على تهنئتى بالعيد من خلال أعطاشى لحمة العيد.
- "الإسماعيلية. طبع "الكف" ب"دم الأضحية" على جدران المنازل لمنع "الحسد":
الإسماعيلية:
تشهد الإسماعيلية طقوسا وعادات توارثتها الأجيال منذ القدم تبدأ بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك فى ساحات الخلاء حيث يتجه الجميع لنحر الذبائح أمام منازلهم وفى مناطق محددة بالأحياء والمراكز والمدن يشرف عليها أطباء بيطريون ويتم وتوزيعها على الفقراء وغير القادرين ويقوم البعض بطبع "الكف" بعد غمسه فى الدماء على جدران المنازل اعتقاداً منهم بمباركة هذه العلامة ضد الحسد وهناك من يتجه لزيارة المقابر للتصدق على أرواح موتاهم وإشعارهم بالأنس والمحبة ويحرص الأطفال والشباب على الخروج فى جماعات للتنزه فى الحدائق الخضراء والأندية الشاطئية والاجتماعية للاستمتاع بالأجواء الجميلة.
ويقول أحمد حسن محاسب أحرص على الذهاب لمنزل العائلة عقب أداء صلاة العيد مباشرة لنحر الأضحية التى اشتركت فى شرائها مع أشقائى وهو عبارة عن "جمل" وتحضر الاحتفالية والدتى وجميع الأحفاد ونترحم على والدى الذى ورثنا عنه هذه العادة ثم نوزع لحوم الأضحية حسب الشريعة الإسلامية، ونتناول كبد الذبيحة فى وجبة الإفطار ونعد على مائدة الغذاء "الفتة" وهى عبارة عن لحم مسلوق ومحمر ومرقة وأرز وخبز واصطحب أبنائى وزوجتى وأخواتى الفتيات للخروج فى المساء للتنزه فى طريق البلاجات والجلوس على أحد الكافيتريات.
ويضيف محمد شعلان تاجر أنه من العادات والتقاليد الموروثة قيام الأطفال بزفة الذبائح فى الشوارع يوم وقفة عرفات ثم نحرها عقب صلاة العيد مباشرة وتوزيعها حسب الشريعة الإسلامية ثلث للفقراء وأخر للأقارب والأخير لأهل المنزل وينهج البعض اسلوباً يعتمد على كتابة شعارات على جدران منازل الحجاج بالدماء عن نفسى أفضل بذبح الأضحية وهى عجل كبير بعيداً عن محل عملى حتى نأخذ ثوابها وأتوجه ومعى أبنائى لتوزيع "العيدية" على من يستحقونها فضلاً عن الهدايا العينية
ويشير ناصر كبابة موظف - إلى أنه اعتاد الاحتفال بالعيد مع أسرته أبويه وأشقائه وعائلة زوجته حيث نتجمع لنحر الذبائح فى وجود الأطفال ويتم إعداد "الفتة" على مائدة الغذاء التى تتكون من لحم الأضحية والرقاق والمرق ثم نصطحب أبناءنا للخروج للتنزه بالأندية الشاطئية المطلة على بحيرة التمساح أو الجلوس فى الحدائق بالطريق الدائرى والملاحة حسب الأماكن التى نفضلها وذلك على مدار أيام العيد وحقيقة هناك أجواء جميلة تنفرد بها الإسماعيلية تتمثل فى توافد الضيوف من المحافظات الأخرى عليها للاستمتاع بمناطقها السياحية.
ويوضح حسن حجاب موظف بإحدى شركات البترول- أنه يحتفل بمناسبة عيد الأضحى المبارك بنحر ثلاثة جديان وهى عادة بالنسبة للعائلة التى تتجمع وقت الذبح الذى يتم أمام المنزل بحضور والده وأشقائه وزوجته وأبنائه الصغار الذين يهللون فرحين بالأضحية و بعدها تبدأ السيدات فى طهو طعام الإفطار وهو عبارة عن الكبد والقلب والطحال وأما فى الغذاء يكون الطعام مقصورا على اللحم والفتة وفى المساء نصطحب الأسرة للتنزه بالحدائق والشواطئ وهى اجواء قلما تتوفر فى أجواء العمل
ويؤكد محمد سلامة ناظر مدرسة أن الرباط الأسرى يظهر دوماً فى عيد الأضحى حيث تتجمع العائلة لنحر الذبائح عقب صلاة العيد ونقوم بتوزيعها حسب الشريعة الإسلامية ونتبرع بجلودها للجمعيات الخيرية ونتناول اللحم مع الأرز والخبز مضافاً لها الثوم والخل بجانب أنواع السلطة الخضراء و"الفتة" عادة صحية يستفيد الجسم منها لأنها تحوى على المواد النشوية وإنزيم الإميليز الهاضم للحوم وهى من الموروثات المصرية القديمة وتكتمل الفرحة بوجود الأطفال الذين يضفون أجواءاً من البهجة ونحرص على اصطحابهم للتنزه فى المساء بعد حصولهم على "العيدية" وحقيقة هناك طباع تنفرد الإسماعيلية بها تتمثل فى تجمع الجيران مع بعضهم البعض والتزاور وتبادل الهدايا والعطف على المحتاجين.
- "الوادى الجديد. لا صوت يعلو فوق أكل "الممبار"":
الوادى الجديد:
من العادات القديمة التى مازالت سارية حتى الآن بين مجتمع الواحات بالوادى الجديد حرص غالبية الاسر على تناول وجبة الافطار عقب صلاة العيد مباشرة التى تتكون من "الممبار"، وهو عبارة عن أحشاء الذبيح، وسيدات الواحات تتميزن بقدرتهن على تجهيز وجبة الممبار بعد غسلها جيدا وحشوها بالأرز ومستلزماته من البهارات.
وتجد الاهالى عقب الصلاة يتجمعون فى بيت العائلة (البيت الكبير) ويتبادلون التهانى بالعيد ثم الجلوس على "الطبالي" وعليها الممبار والكل متشوق لتناوله، سواء الكبير او الصغير ويعتبرها الجميع مناسبة عظيمة ليلتقوا فيها ويتناولوا الممبار.
ولعيد الاضحى مناسك لدى اهل الواحات منذ القدم فى إفطار يوم العيد، حيث كان الاهل بالعائلة يتجمعون عقب صلاة العيد ويضعون الطبالى امام المنازل لنتناول الطعام الجميع، سواء الغريب على البلدة او منها، خاصة تلك التى كانت تعد لأهل الاسرة والعائلة والجميع يتناول أكلة الممبار.
يقول صلاح (موظف): إن الممبار يمثل وجبة مفضلة عقب صلاة العيد وتجد الاقبال عليه عند الجزار كبيرا جدا هذه الايام، وسعره مرتفع لتعود الناس على شراءه وتجهيزه.
ويضيف أنه يبلغ من العمر 58 سنة ومنذ خروجه إلى الدنيا وهو يرى والدته تعده واليوم زوجته حريصة علية وأولاده كذلك بصراحة الجميع يعتبرها مناسبة عظيمة فى العيد.
ويقول عادل عربى (مقيم بالوادى الجديد منذ طفولته): إن وجبة الممبار لها صدى كبير عند سكان الواحات وفى الغالب الكل حريص عليها من سكان الواحات، خاصة السكان الاصليين ايام العيد، وهى وجبة جميلة جدا والمرأة فى الواحات استاذة طهى ولها نكهة كبيرة عند اعداد الممبار بنكهة مميزة.
ويقول محمد سيد: إن تناول وجبة الممبار يعقبها قيام الرجال كبار الأسر بالذهاب الى ذويهم لتقديم التهانى بالعيد وهم حريصين جدا على ذلك
- "مظاهر احتفالية بطقوس إسلامية وعادات فرعونية بالأقصر":
الاقصر:
بالرغم من تطور الزمن إلا أن ابناء الاقصر ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التى تحمل عادات وتقاليد أجدادهم الفراعنة نفسها فى طقوس الاحتفال بالأعياد، وهى محفورة على جدران المعابد التى امتدت إلى ما بعد عصر دخول الإسلام لتشكل مع الطقوس الدينية ملحمة مصرية خاصة ينفرد بها الشعب المصرى عن سائر الشعوب، فبعد صلاة عيد الاضحى المبارك التى يحرص الأهالى على أدائها فى ساحات الخلاء يقوم الجميع بذبح الاضحية ثم القيام زيارة المقابر والحرص على الزيارات العائلية وسط فرحة العائلة والخروج الجماعى الى المتنزهات والحدائق فى احتفالات لا تزال تحمل عبق اكثر من ثلاثة آلاف سنة حيث اهتم أجدادنا الفراعنة بالأعياد والمناسبات التى كانت فرصة للترفيه والمواكب والأغانى والأناشيد.
وقد اعتاد الاقصريون الإعداد لاستقبال العيد ومن ابرز المظاهر تجمع النساء لإعداد الخبز وتساعد النساء فى العائلة بعضهن البعض، وقد تستغرق أيام "الخبيز" اكثر من اسبوع كامل حيث يخصص لكل لواحدة منهن يوما فى خبز الشريك، والكعك، والعيش الشمس، والفطير الذى يعد موسم هذه الاكلة فى عيد الاضحى المبارك حيث تكثر لحوم الضأن وهو عبارة عن فطائر رقيقة جافة يتم تكسيرها ويوضع عليها سائل ساخن يسمى "السخينة" وهى مصنوع من البصل المبشور ويتم تحميره فى سمن بلدى ويضاف إليه بعد ذلك قليل من الطماطم والبقدونس ثم مرقة لحم الضأن، وهذه الوجبة لها طعم خاص، إذ انها تشبه أكلة الفتة، وفى أول أيام العيد لا ينام الشباب حيث يسهرون لإعداد الملابس الجديدة للخروج للصلاة وزيارة المقابر ومصافحة الاقارب والجيران ثم يقوم الابناء بالخروج للمتنزهات والحدائق وركوب المراكب الشراعية حيث يحرص ابناء البر الشرقى العبور إلى البر الغربى للاستمتاع بالنيل والريف وركوب الخيول، ثم يقوم ابناء البر الغربى بزيارة البر الشرقى راكبين الفلايك الشراعية والبواخر استمتاعا بالنيل وجو المدينة، وتستمر هذه الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام وتزيد على ذلك، وتكثر فى العيد الافراح والليالى الملاح حيث يحرص كل عريس وعروسة على تحديد موعد الزفاف بعد العيد وذلك لإتاحة الفرصة لحضور افراد العائلة من جميع أنحاء الجمهورية والعالم، وتعد طقوس الزواج اهم شيء فى العادات والتقاليد الصعيدية، فالزوج عليه تجهيز الشقة والأثاث والفتاة عليها تجهيز المطبخ وأدواته، وظاهرة زواج الاقارب منتشرة فى صعيد مصر والحفل يقام فى يومين الاول يوم النساء وتغنين فيه وتضعن الحناء فى أيديهن وأرجلهن ثم يقوم العريس باصطحاب عروسة فى موكب يشبه مواكب اجدادنا الفراعنة بركوب عربات الحنطور ويصحبة الاهل والأقارب أمامهم ضاربى الدفوف يغنون ويرقصون على انغام المزمار البلدى والربابة، ثم يقومون بزيارة أضرحة اولياء الله الصالحين تبركا بهم لإتمام الزواج ويوم الدخلة وهو للرجال والنساء حيث تقام الوليمة، وهو طعام العرس، ثم يأخذ العريس عروسة لمنزلة فى موكب كبير يجوبون فية شوارع الاقصر، وفى اليوم التالى للعرس صباحا يعد اهل العروس طعاما خاصا من الارز واللبن لأهل العروسين والأحباب.
- "الشواطئ كلمة السر فى احتفالات عروس البحر الأبيض":
الإسكندرية:
هوية الامم فى تراثها الباقى فى اعماق ابنائها ى يتوارثها الخلف عن السلف. ومصر من الشعوب التى تتمتع بخصوصية فمظاهر الاحتفال بالأعياد ومنها انتقلت الى العديد من الدول ولان التقاليد جزء من نسيج أى مجتمع فالاحتفال بالمناسبات الدينية والاجتماعية لشعب مصر ذات خصوصية تجعله منفردا بها عن غيره من الشعوب. ولعيد الاضحى احتفال ذات مذاق خاص لدى عروس البحر الابيض فقد يختلف الاحتفال بالأعياد بالأرياف عنه بالمدن رغم ان كليهما يجعل منه مناسبة خاصة لكل فرد من افراد الاسرة المصرية مع شروق اول أيام العيد يبدأ الالاف من ابناء الإسكندرية للخروج فى شكل تجمعات اسرية الى ساحات الصلاة وتتبع بعض الساحات والمساجد بعض الطقوس الخاصة ومن اهمها اقامة مسابقات على بعض الاجهزة توزع على المصلين بينما يحرص المصلون على اصطحاب لعب وحلويات للأطفال يتم توزيعها عليهم
وعقب الصلاة يخرج المصلون فى جموع كبيرة كل يتجه الى ذبح الاضحية التى هى موروث الاباء يحرص عليه الابنا ورغم ماطرأ على المجتمع من تغيرات وعادات مستحدثة ظلت الاضحية ميراث شرعيا يتوارثه الابناء ويعد وسائل لربط افراد الاسرة والجيران والأقارب فى مشهد يظهر الرحمة والمودة و يحرص الاطفال على التجمع حول الاضحية لمشاهدة عملية النحر وعقب النحر يبدا توزيع لحوم الاضحية على الفقراء والمحتاجين والأهل حتى صلاه المغرب تقريبا ويعد من اهم مظاهر الاحتفال بالأعياد على الاطلاق وينتظره الاطفال بشغف من ابائهم وزويهم "العيدية" التى يمنحها الكبار الى الصغار ليتمكنوا من شراء ما يحلو لهم ومن اهم الطقوس المتبعة على الموائد السكندرية عقب العودة من صلاه العيد تناول "الفتة" تقول وفاء السيد ربة منزل طبق اللحوم وجبة شرعية وسنه كرمز لعيد الاضحى وخاصة الفتة بالثوم والخل وتعد فتة العيد احد الاطباق الرئيسية وتظل هى سيدة المائدة طوال فترة ايام العيد
وفى اول ايام عيد الاضحى تشهد القاعات المخصصة للأفراح اقبالا شديدا حيث ارتبطت حفلات الزفاف والخطوبة بالأعياد تقول نسمة مصطفى انا فرحى تانى يوم العيد والفرحة فرحتين فرحتى بالعيد وفرحتى بزفافي. اما زوجها احمد فيقول اجمل شيء ان فرحتك تكون فرحتين فرحة عيد وفرحة ليله العمر
فيما تشهد شواطئ الإسكندرية فى العادة احتفالات غنائية كبرى خاصة بالمعمورة والمنتزة تمتد الى الساعات الاولى من اليوم التالي
كما تشهد الشواطئ ازدحاما شديدا طوال ايام العيد يشارك ابناء الثغر فيها فيما يقرب من مليون مصطاف يأتون من جميع المحافظات لتشتعل الاسكندرية ليلا ونهارا حركة مستمرة لا ينام فيها ليل الثغر
والعيد بالنسبة للأطفال له بهجة خاصة تبدأ بليلة العيد حيث يجهزون ملابسهم من الليل وفى الصباح يحرصون على جمع "العيدية" و"الخروج" فجماعات "شلة" للتنزه.
ويظل الشعب السكندرى او معظمة حريصا بشدة على زيارة المقابر عقب صلاه العيد للرجل ويتم تخصيص اليوم الثانى للنساء.
- ""اللمة" كلمة السر فى احتفالات أسوان بالأضحى":
أسوان:
النوبة تستقبل فطار العيد بأو. "أليري". و"فتح الخشم" بديلا عن الخطوبة عند البشارية. ولحم "السَلات" و"الجّبنة" و"الفتة" أطباق رئيسية فى قبائل أسوان.
هى عادات تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل فى أسوان، التى يتمسك أهلها مهما كانت ظروفهم المالية بسنة ذبح الأضاحى، التى تختلف حسب قدراتهم مابين العجول، والخراف البلدى والمهجنة، والبشارى ذو الدهن الخفيف
ولأن القبائل التى يتكون منها نسيج المجتمع الأسوانى متعددة، فمنها النوبة العظيمة الزاخرة بعاداتها وموروثاتها الثقافية فى كل المناسبات، والجعافرة ذات الأصول العربية، والأصوالية الذين يسكنون المدينة العاصمة، والبشارية والعبابدة الذين ينتشرون فى ربوع الأودية والجبال، والمغتربون القادمون من محافظات أخرى تختلف طباعها بإختلاف كل محافظة، فالاحتفالات بعيد الأضحى متنوعة فى هذا الفيسفساء وإن كانت جميعا تتفق على "اللمة" الحلوة فى ليالى العيد
عموما تبدأ قبائل أسوان احتفالاتها بالعيد الكبير بشراء الأضحية فى العشر الأوائل من ذى الحجة حيث تتشاور الأسر التى لا تمتلك "الزرائب" والأحواش فى نوعية الخراف التى تعرض فى سوق منطقة البشارية الشهير من كل صنف ولون. بشارى. بلدي. مهجن. أبودليق وجميعها مسميات تجارية يعرفها الأسوانيون جيدا
أوووو. أليرى. مصطلح يعنى مبروك لقد تحققت الأمانى السعيدة باللغة النوبية، التى لايفك طلاسمها سوى النوبيين فقط، سواء كانوا من الفاديجكا أو الكنوز، هذا المصطلح هو أول ما يستقبلك به أهل الكرم من النوبة فى العيد. وكما يقول جمال قاسم مرشد سياحى نوبى من غرب أسوان أن عيد الأضحى له مذاق خاص جداً عند النوبيين، فالأضحية التى تذبح تمسكا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لا تختص بأهل البيت فقط ولكن هى ذبيحة تكاد أن تكون عامة، حيث يشارك كل بيت نوبى بصوانى الفتة واللحم المحمر والمشوى فى ولائم الغذاء طوال أيام العيد الأربعة، ويضيف أحمد بابا دول من ذات المنطقة النوبية قائلا آن النوبة تعتبر عيد الأضحى موسما لإقامة الأفراح المؤجلة، بسبب أن لمة العيد الكبير تكون مختلفة تماما عن العيد الصغير، حيث يحرص المقيمين خارج أسوان على الحضور إلى هنا لمشاركة الأهل الاحتفال بالأضاحى ومن نوبيى مدينة أسوان إلى نصر النوبة التى تضم 44 قرية يسكنها الفاديجكا والكنوز والعرب، حيث ينتقل بنا سمير حقار رئيس مركز ومدينة نصر النوبة وأحد أبناء المركز إلى الزمن الجميل، الذى وعلى حد قوله لايزال النوبيون يتمسكون بموروثاته الجميلة، ويقول حقار إن الأهالى خرجوا الأول لاستقبال قطار النوبة الذى حمل أبناء النوبة من القاهرة والإسكندرية إلى الأصل والجذور والأهل قبل وقفة عرفات بيومين، حيث كانت محطتى كوم أمبو وكلابشة تكتظ بأهالى النوبة وسط فرحة شديدة برؤية الأهل والأحباب
وعن عادات النوبة فى العيد يقول العمدة عبدالرازق عبدالحليم، عقب الإفطار تبدأ الزيارات المتبادلة بين الأهل والأسر ومعها دعوات الأفراح التى لا تنقطع طوال أيام العيد لاستغلال تواجد أهل بحرى من النوبيين والقادمين من القاهرة والإسكندرية والمحافظات الأخرى، وفى المساء يتجمع أبناء كل قرية ليستعيدوا ذكريات بلاد الذهب القديمة
ومن النوبة إلى أولاد العمومة البشارية والعبابدة، الذين يحرصون على أن، تقام معظم موائد الإفطار والغذاء خارج البيوت العتيقة طوال أيام العيد
وبعد الذبح مباشرة تتبارى السيدات والرجال معا فى شى اللحوم "البشارية" على الزلط وهو مايعرف بلحم السَلات. وعن مذاقه حدث ولاحرج . فهو روعة مابعدها روعة
وعقب تناول "السلات" و"الفتة" و"السناسن" المصنوعة من العجين الرقيق على الدوكة، تبدأ حلقات الجّبنة، وكما يقول الشيخ محمد شريف أبشر فإن مشروب القهوة العربية المحمصة والمعروفة بالجبنة بتشديد الجيم وفتحها واجب ضيافة لا يرد و إلا يعد الرفض إهانة لا تغتفر، ويضيف أبشر أن حلقات احتساء القهوة سواء خارج البيوت أو فى جمعية البشارية والعبابدة فى مدينة أسوان تعقد لحل أى مشاكل بالعرف والمودة والاحترام.
- ""الكمونية" تجمع أهالى مطروح":
مطروح:
من مظاهر العيد وطقوسة التى تتفق عليها جميع مناطق محافظة مطروح الأكلات الشهيرة التى تميز مائدة أهالى المحافظة، وفى مقدمتها الكمونية التى يحرص جميع ابناء قبائل مطروح على تناولها بعد ذبح الاضحية مباشرة حيث تعد وجبة الافطار الرئيسية، وهى عبارة عن كبده الاضحية وبعض لحومها حيث يتم تحميرها مع البصل وإضافة الصلصة عليها والبهارات حيث يجتمع جميع افراد الاسرة على هذه الوجبة لتناولها ثم يعقبها الشاى الاخضر والأحمر بعدها مباشرة ثم يقوم رب الاسرة وأولاده من الذكور بجولة للتهنئة بالعيد لعواقل القبيلة والأقارب فى محيط دائرة المنزل.
وعادة ما يتم استقبال الضيوف فى "المربوعة"، وهى حجرة منفصلة في المنزل ويتم تقديم وجبات اللحم والأرز والشوربة المغربى وعادة ما يكون الارز بالصلصة او الأصفر ب"الكركم" حيث لا يقدم الارز الابيض فى تلك الوجبات.
وفى عيد الاضحى عادة يذهب ابناء القبائل الى البيت الكبير بيت الاب لقضاء العيد هناك تاركين منازلهم فى المدن والتوجه الى المناطق الصحراوية حيث التجمعات السكانية للقبائل ويأكل الرجال وأطفالهم من الذكور فى مائدة منفصلة عن مائدة النساء والفتيات، وهو تقليد عرفى متبع نظرا لوجود ضيوف عادة من الرجال.
- "فى سوهاج "الصحبة" تحلى حول صينية "الفتة بالثوم"":
خلال احتفالات عيد الاضحى المبارك فى مصر عامه تتشابه العادات والتقاليد ولكن فى سوهاج تختلف بعض الشيء بقيام اهل القرى بتنظيف وتزيين المنازل وارتداء الملابس الجديدة وتكثيف الزيارات لتبادل التهنئة بين الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران، ومظاهر الاحتفالية بالعيد لدى السوهاجيين متنوعة، ولكن ما يتميز به السوهاجيون التواصل فيما بين الأقارب والأصدقاء.
يقول محمد صبرى موظف ان عيد الاضحى المبارك له طقوس وعادات متوارثة، خاصة للأضحية حيث يتجمع أهل المنزل حول الجزار لمشاهدة عملية الذبح والجلوس بالمنزل حتى تناول بعض مما تعده ربة المنزل من اضحية العيد، وهم يكبرون ويهللون بفرحة العيد بالإضافة الى تناول الحلويات المنزلية التى تعدها ربة المنزل.
يضيف عوض محمود من عادات وتقاليد البيت السوهاجى خلال احتفالات عيد الاضحى المبارك تنظيم سباق ركوب الخيل بشوارع المدن، خاصة بمدينة سوهاج، بالإضافة الى قيام الشباب بتنظيم مسابقة للدراجات.
ويشير بسام عبدالحميد الى ان اضحية العيد تحتل المرتبة الاولى لتقاليد السوهاجيين، وعيد الأضحى يعرف بالمحافظة بالعيد الكبير، وهو عيد فداء وتضحية.
وتشير سامية الشيبانى إلى أن من عادات وتقاليد السوهاجيين شراء خروف "الاضحية" قبل العيد بمدة طويلة لتسمينه بالأعلاف حتى يزداد وزنه، بالإضافة الى قيام ربة المنزل بطحن الغلال وتزين المنزل ليكون فى ابهى صوره استعدادا للعيد واحتفال بعض الاسر بزواج ابنائهم وشراء الحلى لبناتهم فهذه عادة للمرأة الريفية بالمحافظة. ويقول حسنى عبدالرحمن: خلال ايام عيد الاضحى المبارك تكتظ الأسواق بالمواطنين شباب وفتيات لشراء احتياجاتهم من ملابس وإكسسوارات وحلوى وغيرها ومن أهم الطقوس التى تميز عيد الأضحى المبارك بالمحافظة استعداد الأهالى لتقديم الأضاحى وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين وزيارة ذويهم لتهنئتهم قبل العيد وخلال أيامه.
ويضيف صلاح عبداللطيف ان اهم ما يشتهر به اهالى سوهاج هو اكلة الفتة بالثوم أثناء الاحتفال بعيد الأضحى لأنها ورثت عن الأجداد ومن العادات الجميلة فى قرى سوهاج، هى العيدية التى تعطى للأطفال من البنات والأولاد والنساء المتزوجات لأنهم يعتبرونها نوع من صلة الرحم وهذه العادة موجودة فى كل قرى المحافظة بالإضافة الى زيارة القبور فى العيد.
- "فى المنيا. زواج ومصالحات وتهانى الأقباط للمسلمين":
المنيا:
تختلف أشكال الاحتفالات بالمحافظات بعيد الاضحى المبارك وأن كانت المظاهر واحدة وللمنيا عروس الصعيد طقوس ومظاهر احتفال خاصة تميزها عن غيرها من المحافظات الأخرى حيث أن غالبية سكان المنيا يفضلون الاحتفال بالعيد على كورنيش النيل والممتد لمسافة 6 كيلو مترات والذهاب للحديقة الدولية وتنظيم رحلات للمناطق السياحية والترفيهية
يؤكد عيد المهدى موجه تربية اجتماعية أن من أهم طقوس واحتفالات المنيا بالعيد هو حل الخلافات والمشاكل بين المتنازعين عن طريق قيام لجان المصالحات ووفود من كبار العائلات بالصلح بين الناس والقيام بزيارات لمنازل الطرفين وغالبا تنتهى 80% من الخصومات بالعيد، كما اننا بالعيد نقوم بذبح الاضاحى وتوزيعها على الفقراء والأهل والأصدقاء ونقوم بجمع جلود الاضاحى وتسليمها للمعاهد الازهرية والجمعيات الشرعية وبيت مال المسلمين للاستفادة منها. ويرى محمد هاشم مدير جمعية وطنية الزراعية أن من أهم مظاهر العيد التجول بالقرية لزيارة الأصدقاء وصلة الرحم وخاصة زيارة منازل الأسر التى مات عائلها خلال العام والذهاب للمقابر وقراءة الفاتحة على الاموات، كما أن من أهم مظاهر العيد قيام شباب المنيا بتنظيم رحلات إلى الأماكن السياحية بالمحافظة مثل البهنسا وتل العمارنة وأحيانا يخرج بعض الشباب لزيارة بحيرة قارون والشلالات بالفيوم فى زيارة اليوم الواحد.
ويضيف شكرى أنور أن العيد هذا العام تزامن مع دخول المدارس وهذا عبء كبير على الأسر الفقيرة ومسئولية مجتمعية على القادرين للتخفيف على هؤلاء وإدخال البهجة الى قلوبهم خاصة الاطفال.
فى حين يرى أحمد طنطاوى أن العيد فرصة لإتمام حالات الزواج وعقد القران مستغلين بوجود الأهل والأقارب من كل مكان بالعيد ولتصبح الفرحة فرحتين بالعيد والزفاف، ومن مظاهر الاحتفال بالعيد بالمنيا الترابط والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين كما يوضح بشارة فهمى مؤكدا مشاركة الأقباط لإخوانهم المسلمين الاحتفالات بالعيد وتهنئتهم والمعايدة عليهم ومشاركتهم الاحتفالات بالحدائق والمتنزهات.
فيما تختلف مظاهر الاحتفال وأشكاله حسب المراحل العمرية فنجد الأسر تفضل الذهاب للحدائق والكورنيش فى حين أن الأطفال من سن 8 إلى 12 سنة يفضلون الذهاب لمحال الكشرى والوجبات الجاهزة وشراء البالونات والمسدسات بأنواعها والشباب فى سن ال20 يستأجرون الدراجات النارية ويركبون المراكب الشراعية فى رحلات نيلية تجمعهم بأصدقائهم وأحبابهم وهناك من يركب الخيل ويتجول به بالشوارع والبعض يركب الحناطير بعد وضع الزينة عليها والتجول بها بالشوارع.
- "الكبدة والشوربة فطار "الفيوم". و"الرقاق" و"الكوارع" على الغداء":
الفيوم:
يحرص أهل الفيوم مع حلول العيد الاضحى أو "العيد الكبير"، كما يطلقون عليه ممارسة طقوس وعادات توراثتها الأجيال منذ قديم الزمان، ورغم التطور الكبير فى جميع مناحى الحياة إلا أن تلك العادات المرتبطة بالعيد الأضحى لا تزال مستمرة وراسخة فى محافظة الفيوم.
وتسود أيام العيد أجواء من السعادة والفرحة والترابط الأسرى وصلة الرحم، والعطف على الفقراء، ولم تختلف أجواء عيد الاضحى عن باقى محافظات مصر، فهناك قواسم مشتركة كثيرة بين مختلف أهالى مصر.
وفى يوم الوقفة يحرص أهالى الفيوم على صيام ذلك اليوم المبارك، والسهر حتى وقت متأخر لأداء صلاة العيد حيث تتوجه الاسر رجال ونساء وأطفالا إلى ساحات الخلاء لأداء الصلاة وهم يرتدون الجلباب الابيض، بينما يحرص الأطفال على ارتداء ملابس جديدة (لبس العيد)، ومن بعد الصلاة يتبادل المصلون التهانى حتى أن عددا كبيرا من أبناء الفيوم المقيمين بمحافظات أخرى لضروف العمل، يحرصون على أداء صلاة العيد وسط أهلهم بالفيوم، وتدور حلقات من السمر وتبادل الأحاديث التى لا تخلو من الفكاهة والذكريات الجميلة.
ومن ضمن العادات والتقاليد العريقة والمعتقدات الشعبية عند ذبح الأضحية، التى يعتبر البعض فى الفيوم، أنها تبعد الحسد والعين، وتجلب الخير والرزق الواسع، مثل تغطيس اليد فى دماء الأضحية وطبعها على الجدران، ونثر الملح والحناء أثناء الذبح، وتجميع كميات من الدم، فى أقمشة بيضاء اللون ليلتحف بها كل من يشكو مرضا.
وتبقى الزيارات العائلية بعد عملية ذبح الأضحية عادة أصيلة بجميع أنحاء المحافظة، حيث يتبادل الأهالى الزيارات، أو يتجمعون فى منزل واحد، ويتناولوا الغذاء معا ويتبادلون أطراف الحديث، ويجدون العيد فرصة للود وصلة الرحم التى قطعتها، وصعوبات العمل التى جعلت الاهالى لا يتزاون إلا فى عطلة الأضحى التى يجدونها مناسبة للم شمل العائلات المنتشرة بين المحافظات. وتفرغ القاهرة من قاطنيها حيث ينتمى القسم الأكبر منهم إلى جذور صعيدية.
ويجتمع أطفال كل أسرة للعب والمرح، وسط أجواء عائلية تسودها المودة، كما تحرص كل عائلة أن تتبرع بثلثى الأضحية للفقراء والأهل ويتبقى الثلث للاسرة وفقا للسنة النبوية المشرفة.
وترتبط دائما بحيرة قارون بعيد الأضحى حيث يتوجه العديد من أبناء الفيوم، إلى ضفاف البحيرة للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة، بينما يذهب البعض الآخر لشلالات وادى الريان، وفى كل عيد أضحى لن تجد موطئ قدم فى تلك الأماكن السياحية المهمة بالمحافظة والتى تعبر عن سحر الطبيعة.
ويحرص أهالى الفيوم على طقوس معينة فى تناول الطعام، أول أيام عيد الأضحي، حيث تخصص أكلات معينة عند الافطار أو الغذاء، وهذه الأكلات لم تتغير منذ مئات السنين، بل ارتبطت بفرحة العيد، حيث يتناول الفيومية فى الإفطار كبد الخروف والشوربة، بينما فى الغداء يحرصون على تناول "الفتة"، وصوانى الرقاق، و"الكوارع".
ويحرص عدد كبير من مواطنى الفيوم، خاصة بالقرى على زيارة القبور فى أول أيام العيد، خاصة النساء اللاتى تجدهن يسرن فى تجمعات يحملن الزهور وزعف النخل، يتجهن نحو المقابر، وذلك على الرغم من كراهة زيارة القبور فى أول أيام العيد، ويقرأن الفاتحة لامواتهن، ثم يعدن مرة أخرى للاحتفال بالعيد مع أسرهن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.