لم تشفع توسلات الأم فى ترقيق قلب ابنها الشاب وهو يحاول دفعها من بلكونة الدور الأول وهى تقول «سيبنى يا ابنى ولو مش عايز تصالحها انت حر أنا عايزه راحتك؛ معدتش هازعلك تانى وأجيب لك سيرتها بس سيبنى، انا مريضة حرام عليك». ربما كانت الرغبة فى الحياة أو الخوف على ابنها من مصير مجهول، هو الذى جعلها تتشبث بسور البلكونة بكل قوة أثناء دفع الابن لها لإلقائها على الأرض إلا أن قواها خارت فتمكن الابن من دفعها لتسقط غارقة فى دمائها وتلفظ أنفاسها الأخيرة. بهذه الطريقة قتل الابن العاق أمه المسنة وبعد أن تأكد من وفاتها قام بالجلوس بجوار الجثة بعض الوقت ثم جرها إلى «بير السلم» وأخذ يفكر ماذا يفعل؟. شريط الذكريات مر أمامه وهو يحاول أن ينجو بنفسه من فعلته الشنعاء، منذ أن خرج إلى الدنيا ووالدته ترعاه وتحابى عليه حتى أصبح رجلاً وكيف ساعدته حتى تزوج من الفتاة التى أرادها ثم بعد ذلك حدثت خلافات عديدة مع زوجته وكانت هى من تتدخل بالصلح خاصة أنها تعرف أنه هو المخطئ فى كل مرة وكيف كان عصبيا ومتقلب المزاج..ينفعل دون سبب ويطيح بكل ما يقابله أمامه إلا أن أمه كانت تتحمله وتبرر انفعالاته لزوجته بأنه يمر بظروف نفسية حتى انهارت علاقته الزوجية. فى اليوم التالى أبلغ الشرطة بأن أمه سقطت من البلكونة وماتت وأمرت نيابة دسوق بكفر الشيخ تحت إشراف المستشار تامر الرفاعى المحامى العام الأول لنيابات كفر الشيخ بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة السيدة المسنة التى تقيم بأحد أحياء مدينة دسوق، لمعرفة أسباب وفاتها بعد ورود بلاغ لمباحث قسم دسوق بسقوطها من شرفة بلكونة بالطابق الثانى بإحدى العمارات السكنية وأمرت بإجراء تحريات المباحث. كان اللواء فريد مصطفى مدير أمن كفر الشيخ، قد تلقى إخطارًا من اللواء محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائى بورود بلاغ لمأمور قسم شرطة دسوق بمصرع سيدة 63 سنة « ربة منزل « مقيمة بإحدى العمارات السكنية بمدينة دسوق. انتقلت قوة أمنية برئاسة المقدم هشام السمادونى رئيس مباحث قسم دسوق وبمناقشة صاحب البلاغ نجلها «مصطفي» 36 سنة صاحب محل قطع غيار سيارات ومقيم بشارع المهدى المتفرع من شارع الجيش بمدينة دسوق أفاد بأن والدته اختل توازنها أثناء وقوفها بشرفة بلكونة الطابق الثانى مما تسبب فى وفاتها. أكدت التحريات التى اشرف عليها اللواء محمد عمار مدير إدارة البحث الجنائى بكفر الشيخ وقادها العميد عبد الفتاح المنشاوى رئيس المباحث الجنائية أن نجل المتوفاة على خلاف مع زوجته وأنها غادرت منزل الزوجية منذ مدة وأنه يعانى أزمة نفسية بسبب ذلك ويتردد على أحد الأطباء النفسيين وأن والدته طلبت منه يوم الحادث بأن يقوم بإعادة زوجته ولكنه رفض وقام بدفعها من البلكونة على إثر المشادة، لتسقط على رأسها وتوفيت فى الحال وبتضييق الخناق على نجلها اعترف بارتكابه الواقعة؛ فتم اقتياده إلى قسم شرطة دسوق وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2188 إدارى قسم شرطة دسوق وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس المتهم ونقل الجثة إلى مشرحة مستشفى كفر الشيخ العام وانتداب الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة.