يستعد أبناء الإسماعيلية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم ولمدة يومين متتالين، حيث يفضل البعض منهم تصنيع الفسيخ المنزلى والآخر يقوم بشراء الأسماك الطازجة من الأسواق للاستمتاع بتناولها داخل مساكنهم أو فى الأندية الاجتماعية، والشاطئية، والحدائق المفتوحة، والغابة الشجرية، والملاحة، ونمرة 6.. وسط حالة من البهجة والسرور تنتاب الكبار والصغار فى طقوس اعتادوا عليها سنويا وحتى نقف على عاداتهم وتقاليدهم فى هذه المناسبة السعيدة التقى « الأهرام المسائى « شرائح مختلفة من « الشارع الإسماعيلاوى. تقول فاطمة أبو الحسن - ربة منزل - إنها تنتظر قدوم شم النسيم لكى تجتمع مع أسرتها فى مكان واحد حسب العادات والتقاليد.. وتحرص قبل هذه المناسبة على شراء الفسيخ «الإسماعيلاوي» الذى يختلف فى مذاقه وجودته عن غيره بالمحافظات الساحلية الأخرى وقالت : نقوم بإعداده على طريقتنا الخاصة بجانب لوازمه من السلطة الخضراء والطحينة والخبز البلدى والمشروبات المثلجة وذلك فى أجواء سعيدة للغاية».. وفى المساء نخرج صحبة الزوج والأبناء للجلوس بالحدائق الخضراء المفتوحة. ويضيف رفعت عبد الحميد - مهندس زراعى - أنه يذهب بصحبة زوجته وأولاده فى اليوم الأول للاحتفال بأعياد الربيع لمشاهدة كرنفال الزهور بالطريق الدائرى، واليوم الثانى يتوجه لزيارة والده ووالدته فى منزل العائلة خلال شم النسيم لتناول الرنجة المدخنة المطهية بطريقة جيدة لا تؤثر على الصحة العامة بعد القضاء على ملوحتها بغسلها بالليمون والخل وزيت الزيتون ووضعها فى أطباق صغيرة تقدم منفردة لكل فرد فى الأسرة ومعها الخس والجرجير والطماطم. ويشير محمد ناجى موظف - إلى أن أعياد الربيع لها طابع خاص بالإسماعيلية تبدأ بالكرنفال والسهر ليلة شم النسيم حتى الساعات الأولى من الصباح فى احتفالات بالشوارع والميادين للاستماع بالموسيقى والغناء وحرق اللمبى أحد قادة الاحتلال الانجليزى قبل ثورة 52 وفى اليوم التالى يدعو أبناءه وأشقاءه على مائدة الغذاء لتناول البورى المشوى والجمبرى الإسماعيلاوى « الفراولة « مع الأرز الأبيض والسلطة الخضراء فضلًا عن الفسيخ والسمك المدخن. ويوضح وليد أبو غنيم - محاسب - أنه ينتظر بفارغ الصبر قدوم شم النسيم للاحتفال مع أبنائه حيث يشترى أسماء البورى والهليلى الطازجة من الأسواق قبل حلول هذه المناسبة بأربعة أيام نظرًا لشدة الإقبال عليها من جمهور المستهلكين تمهيدا لشيها بأساليب وطرق خاصة تساعد على نضجها وتناولها على مائدة الغذاء ومعها الأرز الأبيض والخبز والسلطة الخضراء والمخلل، وتكون الفاكهة وشرب الشاى والمثلجات لهضم الطعام وهذه تعد الوجبة الأساسية لأبناء الإسماعيلية فى عيد الربيع ثم الخروج للتنزه فى المساء وارتياد الأندية الاجتماعية أو الحدائق المفتوحة حسب حالة الطقس والازدحام الذى تشهده هذه المناسبة، حيث يتوافد على الإقليم الآلاف من أبناء المحافظات الأخرى للاستمتاع بها. ويؤكد بدوى عبد السلام - تاجر- أن طقوس الإسماعيلاوية فى شم النسيم تتشابه عاداتهم وتقاليدهم مع باقى سكان المحافظات الساحلية، حيث يكون الطبق المفضل على مائدة الغذاء الفسيخ بأنواعه المختلفة «البورى والطوبار والسردين» فضلًا عن الرنجة المدخنة التى يستخدمون فى إعدادها الليمون والخل بكميات تساعد على خفض نسبة ملوحتها، وأحرص على دعوة أسرتى لتناول هذه الوجبة اللذيذة التى يصاحبها البصل الأخضر والخس والخيار والطماطم والجزر ومن بعدها المشروبات الساخنة والمثلجة فى أجواء رائعة وجميلة. وأشاد أحمد كمال الدين - طالب جامعى - بالاحتفالات التى تشهدها الإسماعيلية ليلة شم النسيم حيث يتوجه بصحبة زملائه لمنطقة المحطة الجديدة بالإسماعيلية التى يقام داخلها احتفالات غنائية يتابعها الكبار والصغار وتنتهى بإشعال النيران فى «اللمبي» أحد رموز الاستعمار لحرقه ويذهب فى اليوم التالى لقضاء وقتا جميلا فى نادى «الدنفاه» أحد الأندية الشاطئية المطلة على بحيرة التمساح التابعة لهيئة قناة السويس والنزول للاستحمام بعد تناول السمك المشوى والجمبرى وشوربة الخلول فى المطعم الملحق بالمنشأة السياحية وهو الوجبة المفضلة لنا عن غيرها من الأكلات الأخرى التى تشاركنا فيها شرائح كثيرة من المجتمع الإسماعيلاوى. ومن جانبه قال أحمد الشعيرى - تاجر أسماك- إن حركة البيع والشراء بدأت مبكرا وقبل حلول أعياد الربيع بحوالى أسبوع حيث يفضل أبناء الإسماعيلية تناول الفسيخ المملح بأنواعه فى هذه المناسبة، خاصة البورى الفاخر الذى يبدأ سعره من 70 وحتى 150 جنيهاً للكيلو الواحد وتقبل عليه الطبقات القادرة مادياً والشعبى منه يكون قيمته 60 وحتى 70جنيهاً للكيلو والهليلى 55 جنيهًا والرنجة يتراوح ثمنها ما بين 25 وحتى 30 جنيهاً للكيلو. وأضاف أن الأسماك الطازجة يبدأ سعر البورى من 40 وحتى 70 جنيهًا للكيلو والطوبار من 40 وحتى 50 جنيهًا للكيلو والشبار السوبر ما بين 30 و35 جنيهاً والصغير من 20 وحتى 25 جنيهاً والجوابى 40 جنيهاً والدنيس من 100 وحتى 120 جنيهًا والجمبرى المستورد من 130 وحتى 150 جنيهاً. وأشار أحمد الشعيرى إلى أنه ينصح المستهلكين الحصول على احتياجاتهم من الأسماك المملحة والطازجة بالتحديد «البورى والطوبار» عن طريق المحال التجارية صاحبة السمعة التى تراعى ضميرها ولا تستخدم المواد الحافظة الضارة بصحة الإنسان فى صناعتها..وأوضح أنه عند إعداد الفسيخ على مائدة الطعام لابد لربة المنزل أن تستخدم الليمون والخل بمقادير متساوية حتى تتناوله العائلة ولا يترك أثرا سلبيا على أصحاب أمراض ضغط الدم والأخرى التى يحذر فيها الطبيب البعد عن الأملاح ولابد أن يعى الجميع عند شراء الفسيخ أن تكون السمكة متماسكة وليست منتفخة أو مهترئة ولونها من الداخل وردياً مع البعد عن تناول رأسها.