توالت أمس ردود الفعل العربية والعالمية الرافضة والغاضبة، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن سيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، بعد تغريدة وصفها المراقبون بالهوجاء. يأتى ذلك فى وقت قال فيه مسئول كبير بالإدارة الأمريكية أمس: إن مسئولين أمريكيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان، ومن المرجح أن يوقعها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسبوع المقبل. وقال المسئول إنه من المرجح أن يوقع ترامب الوثيقة الرئاسية أثناء زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو واشنطن الأسبوع المقبل. وأكدت مصر على موقفها الثابت باعتبار الجولان السورى أرضا عربية محتلة، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولى رقم 497 لعام 1981 بشأن بطلان القرار الذى اتخذته إسرائيل بفرض قوانينها وولايتها القضائية وإدارتها على الجولان السورى المحتل، وعلى اعتباره لاغياً وليست له أى شرعية دولية. كما تؤكد ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة. ومن جانبها تعهدت الحكومة السورية، أمس، باستعادة هضبة الجولان التى تحتلها إسرائيل، فيما أدان حلفاؤها وخصومها، على حد سواء، تصريحات ترامب، التى تعد تحولا جذريا فى السياسة الأمريكية بشأن وضع المنطقة التى احتلتها إسرائيل فى حرب 1967، ثم ضمتها عام 1981 فى خطوة لم تحظ باعتراف دولى. وقال المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن شرعية القدس والجولان يحددها الشعبان الفلسطينى والسورى، مضيفا أن أى قرارات تتخذها الإدارة الأمريكية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطى الشرعية للاحتلال الإسرائيلى، وستبقى حبرا على ورق. وقال: إن هذا التصعيد الإسرائيلى، والذى يقابله انحياز أمريكى أعمى، سيؤدى إلى مزيد من التصعيد والتوتر فى المنطقة. ومن جانبه أكد الأردن موقفه الثابت بأن الجولان السورى أرض محتلة وفق لجميع قرارات الشرعية الدولية. وعبرت دول مجلس التعاون الخليجى أمسعن أسفها لقرار ترامب بشأن الجولان، وقال عبد اللطيف الزيانى الأمين العام للمجلس، فى بيان: إن تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التى يتمسك بها المجتمع الدولى والأممالمتحدة، وهى أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية فى الخامس من يونيو 1967 . ونددت إيران بالتصريحات ووصفتها بأنها غير مشروعة وغير مقبولة، كما انتقدت تركيا وهى حليفة لواشنطن وواحدة من خصوم دمشق، وقالت: إنها تدفع الشرق الأوسط إلى شفا أزمة جديدة، وإنه لا يمكن السماح بإضفاء الشرعية على احتلال الجولان. ومن جانبها قالت روسيا حليفة الرئيس بشار الأسد فى الحرب: إن تعليقات ترامب تهدد بزعزعة استقرار المنطقة. ومن جانبه قال الاتحاد الأوروبى إن موقفه لم يتغير بشأن الجولان، وصرحت متحدثة باسم التكتل بأنالاتحاد الأوروبى لا يعترف، كما يتماشى مع القانون الدولى، بسيادة إسرائيل على الأراضى التى تحتلها منذ يونيو 1967، بما فيها هضبة الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضى الإسرائيلية . ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن فرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان، وأن الاعتراف به يتعارض مع القانون الدولى. كما قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية أمس : إن هضبة الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل، مؤكدة رفض بلادها للخطوات الأحادية. وأكدت الصين من جانبها ضرورة التزام جميع الأطراف بقرارات مجلس الأمن والقانون الدولى، فيما يتعلق بالأراضى العربية المحتلة، التى تتضمن هضبة الجولان. وشكر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى تغريدة، ترامب على تصريحاته، التى ادعى أنها جاءت فى وقت تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل، ويقول محللون: إن هذه التصريحات قد تساعد نتنياهو فى خضم معركة حامية لإعادة انتخابه.