نجح الفنان الشاب محمود حجازي في لفت انتباه الجمهور في مسلسل أبو العروسة والذي يعرض الجزء الثاني منه حاليا, وفي حواره مع الأهرام المسائي تحدث حجازي عن تفاصيل العمل والصعوبات التي واجهته وحرصه علي تقديم أدوار مختلفة, وكذلك خوضه تجربة السينما من خلال فيلم122, مؤكدا أن الفيلم لم يتجن علي الأطباء في تناول فكرة تجارة الأعضاء, وتفاصيل أخري تحدث عنها في هذا الحوار:- حقق الجزء الثاني من مسلسل أبو العروسة نجاحا هل تري أنه استطاع إعادة المشاهد إلي الشاشة بمسلسل يصلح لكل أفراد الأسرة؟ بالتأكيد أعاد المشاهد للشاشة خاصة أنه عمل اجتماعي يتناول قضايا كثيرة تهم الشباب والأسرة علي مستوي تحقيق الشخص لأهدافه وطموحاته, ليكون المسلسل قريبا من الناس ويجعلهم يشعرون أنهم أمام عمل مصري خالص بمعني أن كل فرد في المسلسل له نظيره في الواقع, وهذا سر نجاحه, بدليل أن الجمهور يردد أن المسلسل يشبهنا ومليء بالقيم ويحمل رسائل نتعلم منها. من بين الشخصيات التي ارتبط بها الجمهور كانت طارق وزينة, فما الذي شجعك علي تقديم دور طارق؟ سر تحمسي للشخصية يرجع إلي أنه دور جديد علي, وهو أمر اعتدت عليه في كل الأدوار التي أختارها, فمثلا دوري في عوالم خفية مختلف عن شخصيتي بونوس وغير أدواري في القيصر وكلبش والحصان الأسود, كما أن كل عمل غير الآخر, وهذا يعود لرغبتي في التنوع وتقديم أشكال مختلفة. هل معني ذلك أنك تؤهل نفسك من البداية في عدم الانحصار داخل دور معين؟ بالفعل فقد كانت رغبتي ألا يتم حصري في منطقة واحدة, لأن هذه طبيعة الوسط الفني عندما ينجح شخص في دور معين يتم تصنيفه, وهو ما لا أرغب فيه, خاصة أنني درست الفنون المسرحية بعد الثانوية العامة مباشرة وكنت أعرف طريقي جيدا وأركز في كيفية تقديم موهبتي, حيث عملت بالمسرح كثيرا وأخرجت4 مسرحيات وسافرت لتقديم عروض بالخارج وحصلت علي جوائز بالمسرح, وقررت بعدها التوقف عن المسرح, وحققت خطوات سريعة مؤخرا لم تأخذ وقتا طويلا, لدرجة أن البعض تعجبوا من ظهوري فجأة علي الساحة لكن الأمر لم يكن فجأة لأنني أجهز وأؤهل نفسي منذ18 سنة. هل توقعت ارتباط الجمهور بالعمل والشخصية لهذا الحد؟ نعم توقعت لأن المسلسل من اسمه يتناول أبو العروسة والعروسة والعريس وأهله, وما يحمله من مواقف ومشكلات والتجهيزات وموافقات الأهل ومشكلاتهم, فالجمهور يتشوق لمعرفة كل هذه التفاصيل, حتي في الواقع إذا رأينا اثنين أصدقاء في الواقع سنجد أن الناس متشوقة طوال الوقت لمعرفة تطورات علاقتهم, فالجمهور لديه فضول ورغبة في التفاعل معهم, كما أن الشعب المصري كله لديه فضول لمعرفة تفاصيل العلاقات الاجتماعية, وساعد في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي, وأعطت لهم حرية للتدخل في شئون الغير عن طريق الاستخدام الخاطئ للحرية الذي يصل لحد السباب, خاصة أن المتفاعلين علي السوشيال ميديا مختفين وراء جهاز كمبيوتر أو لاب توب أو شاشة موبايل, ويعطون لأنفسهم مساحة اقتحام خصوصيات الآخرين. أشعر من حديثك أنك تعرضت للأذي من مواقع التواصل الاجتماعي؟ بالعكس أري أنها ميزة, لأن تفاعل الجمهور وتأكيدهم علي أنني أحدثت حالة من الجدل والقلق, هذا شيء لطيف, وطالما الدور استفز الناس فهذا نجاح بالنسبة لي, الجمهور لديه ذوق خاص وأحرص علي تقديم أدوار مختلفة يشاهدها, واعتبر أنا الشاب الوحيد الذي حقق هذه الحالة من الجدل علي التواصل الاجتماعي بداية من شخصية طلبة و كلبش وونوس. هل تضايقت زوجتك أسماء من تدخل السوشيال ميديا؟ في البداية تعرضنا أنا وأسماء لبعض المشكلات والتناقضات إلي أن تفهمنا كيفية التعامل معها, وحاولت أن أبتعد بتفاصيل حياتي عن السوشيال الميديا, وبدأت أصل لحلول تجعلني لا أتضايق من تدخلهم. حدثنا عن التناقض بين شخصيتك في الأب الروحي وشخصية طارق في أبو العروسة؟ الحقيقة أن تجربتي في الأب الروحي كانت حساسة نوعا ما, لأنني كنت أعمل وسط جيلي فسألت نفسي ما الذي تقدمه وهل ستظهر بشكل متميز أم لا, كما أن المسلسل له قاعدة كبيرة وحقق صدي جيدا وردود فعل قوية من الجزء الأول, إضافة إلي أن شخصية اليتيم جديدة علي, لولد تربي في جزيرة مع الصيادين وتربي علي العنف والقتل وتهريب المخدرات, وبالتالي فهي شخصية ليست سهلة وفجأة يكتشف أنه ابن أدهم زين العطار ابن البشوات ويذهب للعيش في القصر وتحدث له تنقلات وتطورات كثيرة في الأحداث, وهذا ما دفعني للعمل في هذا المسلسل, والعمل ناجح ومع مخرج وجهة منتجة أحبهم, فكنت متحمس للمشاركة في الأب الروحي. هل تري أن النجوم الشباب بدأوا يحصلون علي فرصهم المناسبة؟ أعتقد أن كل فترة يحدث هذا الأمر, وليس في هذه الفترة تحديدا, حيث يتم ضخ دماء جديدة في كل مهنة, ولكن الفكرة في استغلال الفرصة عندما تأتي فمثلا عندما كنت في العشرين من عمري لم أجد الفرصة ولم تكن لي أدوار رغم اجتهادي وبحثي الدائم عن فرصة, فكنت أذهب إلي مكاتب الكاستنج ويتم طردي منها, ولكن هناك وقتا محددا تأتي فيه الفرصة, وأحمد الله علي أن الفرصة جاءتني في الوقت المناسب بعد تأهيلي لأنه كان من الممكن أن تأتي في وقت أكون غير مستعد أو مهيأ له ولست علي قدر المسئولية. ماذا عن مشاركتك في فيلم122 الذي عرض مؤخرا في دور العرض؟ الفيلم تجربة جديدة وحالة مختلفة بالنسبة لي, جاء في وقت رصيدي في السينما لم يكن كبيرا, وكنت متحمسا لتقديم مشاركات في السينما لمعرفة رد الفعل, خاصة أنه ليس معني تحقيقي نجاحات في التليفزيون أن أدخل السينما وأنا فارد جناحاتي فكل شيء وله طعمه, ولكنني أحببت الفيلم والحمد لله أنه حقق إيرادات جيدة مع الناس وهذا دليل علي نجاحه, خاصة أنه ليس فيلما تجاريا بخلطة العشوائيات والمطرب والراقصة, حتي إن موعد طرحه في موسم الامتحانات والبرد يؤكد نجاحه لأنه حقق إيرادات كبيرة رغم هذه الظروف. لكن مساحة دورك جاءت صغيرة؟ وما المانع في ذلك فهناك ممثلون كبار في الفيلم قدموا مشهدا أو مشهدين وليست لدي أي مشكلة في ذلك طالما أننا نقف بجوار الصناعة. هل تري أن الفيلم تجني علي فئة الأطباء؟ كلنا لسنا ملائكة, والناس لابد أن تتفهم أننا نقدم دراما فلم نقصد التعميم بالفيلم علي كل فئة الأطباء. لكنها تؤثر في الناس؟ هل معني ذلك أنه لا توجد تجارة أعضاء؟, طالما الإجابة بنعم, فالفيلم من الواقع وكيفية تناولها أنا حر فيها, وكيف يتقبلها الناس فهو حر فيها. وكيف جاءت ردود الفعل حول دورك بالفيلم؟ دوري كطبيب طوارئ في مستشفي يفتح من جديد عقب تجهيزه بعدما كان مغلقا, جعلني ألمس التعب والمجهود الذي يبذله طبيب الطوارئ لأنه يستقبل كوارث مختلفة عن بعضها, وعليه أن يعرف كيف يتعامل مع كل هذه الحالات ويكون أمينا في الوقت نفسه, فكان هذا الدور دافعا لي للتعاطف مع أطباء الطوارئ وبدأت أركز في المجهود الذي يبذلونه وتفهمهم لطبيعة الحالات ويكون ملما بكل شيء في المهنة, فهذا بالنسبة لي كان شيئا جديدا. أما عن تأثري بالعمل, فتجارة الأعضاء أمر صعب, ولا أتخيل كيف يمكن لشخص أن يفتح جسم شخص ويأخذ منه شيئا ولا يكون أمينا علي الحالة, ويستغل مهنته لسرقة أعضاء من الناس من أجل الحصول علي المال, وهذا ما يجعلني أتعاطف مع الفيلم. شاركت زوجتك أسماء تجربة تقديم البرامج مع والدها في برنامج أنا وبنتي كيف رأيت هذه التجربة؟ سعيد بهما جدا, خاصة أنها من الشخصيات الدءوبة التي تريد أن تحقق نفسها بعيدا عن والدها, وهي شاطرة كمدونة ولديها ثقافة كبيرة وتفهم بشكل كبير في السينما في ظل الظروف التي ولدت فيها بحكم عمل والدها بالإضافة إلي اطلاعها بالحركة المسرحية, وحضور التصوير, منذ صغرها, وهو ما زرع بداخلها جينات فنانة.