يعد شباب أسوان من أنضج شباب مصر فكرا وتنويرا, ففي ساحرة الجنوب المحافظة السياحية العالمية يخلو سجل أسوان تماما من العمليات الإرهابية القذرة التي استهدفت استقرار الوطن, حتي في أحلك الظروف عندما عانت مصر من الفوضي وانتشار الجماعات المتطرفة, ظهر المعدن الحقيقي لشباب الجنوب الذي دافعوا بكل قوة عن مقدراتهم ومدنهم السياحية في وجه عصابات الشر التي استهدفت زعزعة الاستقرار وسرعان ما اختفت كالفئران. ولعبت مراكز الشباب الأسوانية دورا مهما ورئيسيا في توعية أعضائها بمخاطر الإرهاب الأسود من خلال الندوات وورش العمل التي نظمتها مديرية الشباب والرياضة بأسوان بالتنسيق مع المحاضرين من أساتذة جامعة أسوان والمعاهد المختلفة, بخلاف جذب الشباب نحو مختلف الأنشطة حتي لا يقعوا فريسة للتطرف. التوعية دائما ويبدأ طاهر أنور طاهر رئيس مركز شباب بدر بمدينة أسوان الحديث قائلا إن المركز الذي يقع في قلب المدينة حرص علي استضافة العديد من الندوات التي تناقش المشكلات الاجتماعية الخطيرة كالإرهاب والإدمان والتحرش الجنسي, وقال إن المشاركة الكبيرة من الأعضاء والمجتمع المحيط قد نجحت وأتت ثمارها, حيث خلت أسوان من الجرائم الإرهابية تماما, وقال رئيس المركز إن الفكر يحارب بالفكر والتوعية, وأن مخاطر الإرهاب والتطرف تلعب دورا خطيرا في إعاقة التنمية بمختلف مجالاتها, وأضاف طاهر بأن إقبال الفتيات علي الندوات كان كبيرا, وهو ما يحسب لمديرية الشباب والرياضة التي تحرص علي ترسيخ مبدأ التوعية دائما. طاقات الشباب ويتدخل أشرف جمعة عبد المجيد رئيس مركز شباب مدينة أسوان قائلا إن النشاط الرياضي والاجتماعي لعبا دورا مهما في استقطاب شباب وفتيات المدينة, الأمر الذي أدي إلي انعدام الفكر المتطرف تماما في أسوان, وكشف جمعة عن أن المركز قد استضاف ما يقرب من25 ندوة وورشة عمل مختلفة للتوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف, وأكد أن دور مراكز الشباب هو السعي نحو الاستفادة من طاقات الشباب المخزونة, خاصة مع انتشار المقاهي وارتفاع نسبة البطالة, مشيرا إلي أن وزارة الشباب تخصص ميزانية كبيرة في هذا المجال. الولاء والانتماء وأوضح كمال الدين حسين مدير مركز شباب حي قدري عثمان بالمحمودية أن التصدي للإرهاب ومواجهة الأفكار المتطرفة يبدأ من داخل الأسرة, وقال إن هناك تواصلا مستمرا بين مسئولي الأنشطة وأسر الأعضاء, وذلك لإعداد النشء رياضيا وثقافيا من خلال المتخصصين التربويين والرياضيين, مشيرا إلي أن عدد الأعضاء المشتركين في المركز أكثر من5 ألاف عضو يمارسون الألعاب والأنشطة الثقافية المختلفة, وكذا بالمشاركة المجتمعية في النظافة وندوات التوعية بمخاطر المخدرات وترسيخ الولاء والانتماء للوطن, وكشف مدير المركز عن تردد مابين350 إلي400 عضو يوميا.. وقال إن المركز في إطار التنسيق مع مديرية الشباب والرياضة يعملون جاهدين لجذب الشباب وتجهيزه لسوق العمل.. فيقام بصفة دورية دورات تدريبية في مجالات صيانة المحمول والأجهزة الكهربائية والتبريد والتكييف وصناعة الجلود- وأعمال النجارة والسباكة, حتي لا يقعوا في براثن التطرف. الانحراف السلوكي وأشاد الدكتورحمدي عبد الحارس البخشونجي الأستاذ بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان بدور مراكز شباب المحافظة في حماية الشباب الأسواني من الانحراف نحو التطرف الفكري, مشيرا إلي أن وسائل علاج الانحراف السلوكي في المجتمع يقوم علي نشر العلم السليم ومواجهة المشكلات الاقتصادية والفتوي للمتخصصين من العلماء وأخيرا المواجهة الأمنية, وأضاف بأن تقويم السلوك يبدأ من المنزل ودور الأسرة في الحفاظ علي ابنائها من الأفكار المنحرفة, وقال أن مواجهة الإرهاب يجب أن ترتكز علي إقناع الشباب بأهمية الحوار وغرس قيم الأديان الصحيحة والمعتدلة, وأكد أن دور مؤسسات الدولة وخاصة مراكز الشباب في مواجهة الإرهاب مهم للغاية لوقاية الشباب من الأفكار الهدامة, وذلك من خلال عقد الندوات التي يديرها الخبراء و المتخصصون وأيضا من خلال تكثيف الأنشطة التي يمارسونها لتفريغ طاقاتهم. وأوضح البخشونجي بأن القصور في التربية يعد الشرارة الأولي نحو الانحراف, لافتا إلي ضرورة التوعية بمخاطر الإرهاب الذي يستهدف حصد الأرواح البريئة وتدمير الممتلكات مع تسليط الضوء علي النماذج الناجحة والإيجابية في المجتمع لتشجيع الشباب علي العطاء وقبول الرأي والرأي الأخر. درع الوطن من جانبه, أشار فتحي عبد الحافظ وكيل مديرية الشباب والرياضة بأسوان إلي حرص وزارة الشباب علي تكثيف ندوات التوعية بمخاطر الإرهاب داخل مراكز الشباب بمختلف مدن ومراكز المحافظة, وقال إن آخر الندوات التي أقيمت تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة, قد تناولت التوعية. بالأمن المصري والعربي تحت شعار الشباب درع الوطن, وذلك بمركز شباب بدر, حيث شارك في الندوة150 شابا وفتاة بحضور اللواء محمد محمد محمد علي الغباري المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا, وأضاف عبد الحافظ قائلا إن دور مراكز الشباب في توعية الشباب وحمايتهم من التطرف مهما للغاية, ومن هذا المنطلق ومع تعدد الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية في ظل بنية تحتية قوية في المنشآت الرياضية ومراكز الشباب في أسوان, خلت المحافظة من أي عمليات إرهابية إجرامية في ساحرة الجنوب.