بخلاف دول كثيرة في العالم, تحظي مصر بأن نصف تعدادها من الشباب الذي سيتسلم راية قيادة الوطن في المستقبل القريب, هذه الحقيقة الثابتة بالأرقام والإحصائيات من الصعب أن تنعكس بثمارها الإيجابية علي التنمية مالم تعمل الدولة من جانبها علي إعداد الكوادر الشبابية وتأهيلها لتولي المناصب القيادية, وهو مابدأت القيادة السياسية في تنفيذه واقعيا بعد سنوات طويلة من الإهمال والاعتماد علي جمود الفكر القديم. اليوم وفي مصر الجديدة أصبحنا نري لقطات مضيئة يحرص من خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي علي محاورة الشباب والاستماع لأرائهم ومقترحاتهم في المؤتمرات الشبابية التي تعقد كل ثلاثة شهور بحضور الوزراء والمتخصصين من كبار رجال الدولة. ومنذ تولي الرئيس السيسي مسئولية قيادة دفة الوطن في ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة, وهو دائما ما يوجه ويطالب بالاهتمام بشباب مصر. ويقينا فإن البداية تكون من مراكز الشباب التي يفتح الأهرام المسائي ملفها للوقوف علي المعوقات التي تعرقل دورها في كيفية الاستفادة من طاقات شباب مصر وتأهيلهم في جميع المجالات. حيث يوجد في أسوان هناك192 مركزا للشباب في المدن والقري, منها ماهو فاعل في المجتمع ومنها من يحاول أن يؤدي رسالته طبقا للإمكانيات المتاحة لديه, وتصنيفها34 مركزا في مدينة ومركز أسوان,13 مركزا في دراو,31 مركزا في كوم أمبو,40 مركزا في نصر النوبة,70 مركزا في إدفو. ففي مدينة أسوان وفي حي المحمودية الذي يسكنه عشرات الآلاف من المواطنين يتواجد واحد من أفضل مراكز شباب الجمهورية وهو مركز شباب حي قدري عثمان, حيث يقول رئيس مجلس إدارته حسين ياسين وهو بالمناسبة نائب رئيس اتحاد مراكز شباب المدن علي مستوي الجمهورية إن رسالة مراكز الشباب رسالة عظيمة ولها تقديرها الخاص من القيادة السياسية, فالمركز لايتوقف دوره عند الأنشطة الرياضية فقط كما يعتقد البعض ولكن هناك رسالة تربوية يؤديها بإعداد النشء وتربيته التربية الأخلاقية السليمة لحمايته من أخطار المخدرات والعنف والتطرف ويشير ياسين إلي أنه كمسئول عن اتحاد مراكز شباب المدن يتابع بصفة دورية الخطط الخاصة بالتوعية الثقافية والدينية والسياسية داخل كل مركز في مدن المحافظة المختلفة, وهي الخطط الزمنية المتفق عليها مابين وزارة الشباب والاتحاد لتفعيل دور الشباب والاستفادة من طاقاتهم في التنمية المجتمعية وخدمة البيئة المحيطة, وقال إن مراكز المدن تتبني فكرة برلمان الشباب والطلائع وهي فكرة رائعة تتبلور من خلالها أهم مايدور في ذهن الشباب والنشء, كيف يفكرون وماذا يطلبون, كما تحرص المراكز علي استضافة الندوات الدينية والثقافية والسياسية التي تساهم في توجيه الشباب التوجيه السليم نحو الانتماء وحب الوطن وحمايته, بالإضافة إلي الاهتمام غير المسبوق بقضايا المرآة. وعن مركز شباب حي قدري عثمان, يؤكد رئيس مجلس الإدارة أن ضعف الميزانية المخصصة للأنشطة أصعب مايواجه مراكز الشباب, وهنا نحاول بقدر الإمكان التغلب عليها من خلال استغلال عائد إيجارات ملعب كرة القدم الخماسي الذي يخصص بالمجان للأعضاء, لافتا إلي أن إجمالي عضوية المركز تفوق5000 عضو من سن6 سنوات فما فوق. ويتدخل كمال الدين حسين مدير المركز قائلا, نعاني فقط من عدم وجود سور خارجي للمركز وخاصة حول الملاعب وهو ماينعكس علي التحكم في الدخول والخروج, أما عن الأنشطة والفعاليات فحدث ولاحرج, فنحن نستقبل يوميا أكثر من700 متردد من الشباب والفتيات, وقال إن المركز يخدم نحو40 ألف نسمة ونحتاج إلي حمام للسباحة, خاصة وأن الوزير وعدنا بإدراجه في خطة الوزارة عند زيارته للمركز منذ4 سنوات. وفي مركز شباب بدر يصرخ طاهر أنور طاهر رئيس المركز من ضعف الدعم المخصص لمركزه قائلا إنه لايتعدي12 ألف جنيه سنويا, في الوقت الذي يشارك فيه المركز في دوري القسم الرابع لكرة القدم وبطولتي مواليد99 و2003 ودوري مراكز شباب الجمهورية, ويضيف بأن المركز يخدم منطقة وسط وشرق المدينة ونحو100 ألف نسمة علي الأقل. وحول تأثير الملاعب الخاصة علي إيرادات المركز, أشار رئيس المركز إلي أن ملعب الكرة الكبير والخماسي هما المنقذان دائما لمركزه من خلال العائد الجيد الذي يتحقق من خلالهما بالإضافة إلي اشتراكات آكاديمية البراعم, وأضاف بأن مركز شباب بدر دائما مايحرص علي إقامة الندوات الدينية والثقافية وأيضا السياسية التي تعمل علي ترسيخ مبدأ الانتماء للوطن وتوعية الشباب من مخاطر العنف والتطرف والإرهاب, وأوضح بأن المركز يتبني إبراز المواهب الفنية وعلي رأسها فرقة الفنون الشعبية التي تحصد العديد من الجوائز علي مستوي الجمهورية, كما يعد المركز المفرخ الأول للاعبي كرة القدم بنادي أسوان باعتباره نادي المحافظة الشعبي, هذا بالإضافة إلي التميز في دورات الحاسب الآلي التي تؤهل الشباب للعمل. وعن توجيهات الرئيس السيسي المستمرة بشأن الاهتمام بالشباب, قال طاهر أنور إن توجيه الرئيس هو تكليف ملزم للجميع بتهيئة الظروف الملائمة للشباب للإبداع والنبوغ مبكرا, خاصة في المراحل العمرية التي تتشكل فيها شخصية النشء, لذا فالرسالة واضحة وتتبناها وزارة الشباب من خلال الاهتمام بالموهبين والمتفوقين رياضيا. علي الجانب الأخر, أكد هاني رشدي وكيل وزارة الشباب بأسوان إن المديرية وفي ظل السياسة العامة للدولة تقوم بتنفيذ برامج ثقافية واجتماعية ورياضية وسياسية تهدف لغرس القيم والولاء وروح التعاون بين الشباب, بالإضافة إلي استكشاف المواهب واستثمار طاقات الشباب وتدريبهم علي ممارسة الديموقراطية وممارسة الحياة السياسية من خلال مشروع برلمان الطلائع والشباب, وقال إن هناك خطة متابعة محلية سنوية لمتابعة جميع الهيئات الشبابية وتضم متخصصين في جميع المجالات. وفيما يتعلق بمجال تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل, أشار محمد صلاح الدين حسين وكيل المديرية لقطاع الشباب إلي أن هناك تعاونا مع عدد من الجهات من بينها مبادرة مايكروسوفت لبناء قدرات الشباب في برامج الإرشاد والتوجيه الوظيفي, ومشروع برنامج مشواري باليونيسيف والذي يهدف إلي تربية النشء والشباب علي المهارات الحياتية و المشروعات الصغيرة, أما التدريب علي ممارسة الديموقراطية فيتم من خلال برلمان الطلائع الذي ينمي مشاركة الشباب في صنع القرار وتنمية الوعي السياسي وترسيخ مفهوم الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر.