الغزل والنسيج واحدة من الصناعات التي تحظي باهتمام رئاسي, لأنها تأتي علي رأس الصناعات الإستراتيجية في مصر, حيث شهدت هذه الصناعة طفرة كبيرة خلال العامين الماضيين.. الأهرام المسائي طرقت أبواب الخبراء والعمال والفنيين للخروج بحلول لعودة عصرها المزدهر كإحدي القلاع الرائدة والتي وصلت منتجاتها إلي العالمية ونافست منتجات شبيهة في الخارج.. وكانت السطور التالية. خطة شاملة للتطوير بالدقهلية شهدت صناعة الغزل والنسيج تدهورا شديدا منذ فترة ليست بالقصيرة ليتأثر مصنعان بالدقهلية يتبعان قطاع الأعمال بالدقهلية وهما مصنع الغزل والنسيج بسندوب ومصنع الغزل في ميت غمر.. بالرغم من أن قطاع الغزل والنسيج يعد ثاني أكبر القطاعات الصناعية إنتاجا, والأول في توفير فرص العمل حيث يعمل فيه ما يقرب من30% من إجمالي العمالة بالنشاط الصناعي,و هو من القطاعات الصناعية الإستراتيجية الواعدة, التي تلعب دورا مهما في اقتصاد الوطن.. يقول طارق السيد عامل بمصنع الغزل بميت غمر إن التدهور بدأ منذ بدأ المسئولون عن الزراعة ينسون أننا بلد القطن طويل التيلة وزرعنا القطن قصير التيلة وصنعناه والأكثر من ذلك تم استخدام تلك الماكينات التي نستوردها للقطن قصير التيلة وفتح السوق المصري أمام الشركات العالمية التي أصبحت منافسا قويا للشركات المحلية, والسبب الجوهري هو تدهور صناعة القطن طويل التيلة وتراجع المساحات الزراعية, واللجوء للقطن متوسط وقصير التيلة. الذهب الأبيض وأكد محمد عبد الغني عامل أنه في أوج تألق شركة الغزل بالدقهلية في فترة الستينيات كان يتم تدريبنا وتعليمنا حتي نحوز شرف العمل بالشركة وكانت تلك التدريبات سببا لرفع الكفاية الإنتاجية, وقال: هناك اهتمام بالعامل من حيث الخدمات والرواتب والمكافآت والحوافز بخلاف الرعاية الصحية والثقافية والرياضية وهذا الأمر انقرض تدريجيا وكأنه متعمد للقضاء علي صناعة مهمة جدا في بلدنا وقال إن شهرة الغزل والنسيج المصري وقوتهما أتتا من أن الجميع يعلم أننا بلد زراعي في الأصل ومنتج للذهب الأبيض الذي اشتهرنا به عالميا وما إن ضربت زراعة القطن كانت النتيجة أن الغزول تحولت إلي سيئة جدا ولا تواكب السوق العالمي فاقتحم المستورد مصر وتدهورت الصناعة الوطنية. خطط عاجلة وقال الدكتور سعد الجندي أستاذ الاقتصاد إن شركتي الغزل بميت غمر والغزل والنسيج بسندوب كانتا تمثلان أكبر التحديات بالنسبة لسياسة الخصخصة التي كانت تتبعها الحكومة في فترة معينة. وقال إن تدهور حال تلك الشركات يعد إهدارا لأصول الدولة لذا لابد من العمل بإجراءات قوية للإصلاح الداخلي وإعادة الهيكلة.. وأضاف أن هناك خطة عمل يجب أن تتبع للارتقاء بأي صناعة من حيث تحسين نظم التكاليف والتسعير للمنتجات, ووضع خطة تسويقية فعالة وفتح أسواق تصديرية جديدة, مع توعية العاملين بأهداف خطة التطوير التي تنعكس إيجابيا علي أداء الشركة والعاملين.مطالبا بوضع خطط ودراسة عاجلة لحصر ماكينات الشركة وقوتها الاستيعابية الإنتاجية, والنهوض بقطاعات الشركة أولا بأول وفق جدول زمني يتناسب مع البرنامج الحكومي بالوزارة.وأوضح ضرورة حصر جميع مطالب العمال والنهوض بالعنابر الإنتاجية ووضع خطة لإعادة هيكلة وتدوير أصول الشركات وفق المعايير الدولية والحكومية المعروفة, والتي تتناسب مع مناخ الاقتصاد والاستثمار العالمي والدولي في المرحلة المقبلة. أصول الشركات وأكد المهندس عبد الله مجاهد استشاري صناعة الغزل والنسيج أن الشركة القابضة نجحت في تقليل الخسائر بشكل جيد في الشركات التابعة للشركة القابضة,وهناك اتجاه لتطوير العديد من الشركات, بالإضافة إلي الحصر الدقيق لأصول الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام لتعظيم الاستفادة منها ومن ضمنها شركة الدقهلية للغزل والنسيج, وميت غمر للغزل, بالاضافة إلي التعاون مع وزارة التجارة والصناعة لبحث طرق تذليل العقبات والمشاكل أمام تلك الشركات ومن الممكن الاستعانة بخبرات القطاع الخاص لانتشال الشركات المتعثرة, مع الأخذ في الاعتبار إعادة تأهيل العمالة والموظفين ورفع كفاءتهم ومهاراتهم وتحسين بيئة العمل.و أكد أن الدولة تسعي حاليا للبدء في تداول أسهم عدد من شركات قطاع الأعمال في البورصة, ومن الممكن أن تكون شركتا الغزل والنسيج بالدقهلية من تلك الشركات كما وجه الرئيس السيسي بالقيام بحصر دقيق لأصول شركات قطاع الأعمال العام لتعظيم الاستفادة منها. وقال إن الحكومة قامت بالعديد من الإجراءات لدعم الصناعة بمصر مثل قانون تيسير إجراءات استخراج التراخيص الصناعية, وهذا القانون سيسهل كثيرا الاستثمار في مصر, سواء في قطاع الغزل والنسيج أو سائر القطاعات الصناعية الأخري. حماية العمال وقال عبد الفتاح إبراهيم حسين رئيس النقابة لعمال الغزل والنسيج: نحن دائما صامدون لو وقع أي مكروه بالبلد سيهرب البعض إلا العمال وأتشرف بانتمائي اليهم بصفتي من عمال الغزل والنسيج فتلك الصناعة عانت كثيرا, فنحن العمال والفلاحين استفدنا من قانون الإصلاح الزراعي بعد ثورة1952 والآن ننتظر قانونا يحمي العمال, فنحن من نصمد وقت الأزمة, فالعمال بحاجة إلي اهتمام وزير القوي العاملة لكي تعود الصناعة إلي سابق عهدها وقانون العمل سيكون حماية اجتماعية للعمال فنحن لا نريد أكثر من حقنا نريد فقط الأمن الوظيفي فالعمال والفلاحون أولي بالرعاية فهم من حموا مصر ونحن وراء الحكومة لإصلاح البلد وعودته لمساره. تحسين الأوضاع وأكد النائب أحمد همام عضو مجلس النواب عن دائرة السنبلاوين وتمي الأمديد أنه قدم طلب إحاطة عن ضعف صناعة الغزل والنسيج في محافظة الدقهلية, مما يسيء إلي سمعة الصناعة المصرية. مؤكدا أن تلك المصانع تخسر بشدة وتشكل عبئا علي الدولة, وأشار إلي أن السبب في ذلك عدم وجود متابعة لتلك المصانع, مما يؤدي إلي إهدار المال العام, وقال إن هناك الكثير من العمال الذين ينتظرون العمل وتلك المصانع أولي بهم, كما أن هناك موظفين بالمصنع أوضاعهم سيئة جدا وفي حاجه ملحة إلي تحسين أوضاعهم الوظيفية. الطاقة التشغيلية من جانبه أكد الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية أن مصنع الغزل والنسيج بالمنصورة يعد من أكبر مصانع الجمهورية وسيتم تطوير كل جوانبه, مضيفا أن الشركة القابضة ستقوم بهذا التطوير ليكون المصنع واجهة الشركة القابضة لصناعة الغزل والنسيج, وقال إن الدولة بدأت في تنفيذ خطة تطوير شاملة لصناعة الغزل والنسيج في الشركات التابعة للوزارة خلال3 سنوات, بما فيها شركة الغزل بميت غمر وسندوب ولفت إلي أن خطة التطوير في الشركة تستهدف رفع الطاقة التشغيلية في الوردية الواحدة وزيادة عدد ورديات العمل بما يرفع الطاقة الإنتاجية. كفاءة العاملين وأشار إلي أن هناك اتجاها قويا لتطوير شركات قطاع الأعمال العام علي نحو سيسفر عن تعظيم اسهام هذا القطاع بأصوله العديدة والمتنوعة في الاقتصاد الوطني, لاسيما في ضوء ما تتمتع به شركاته من إمكانات ومقومات كبيرة تؤهلها للاسهام بفاعلية في عملية التنمية الشاملة التي تسعي إليها الدولة حاليا, بتطوير تلك الشركات من خلال حوكمة أدائها وإصلاحها إداريا لزيادة إنتاجيتها علي نحو يسهم في انطلاق الاقتصاد.مع القيام بحصر دقيق لأصول شركات قطاع الأعمال العام لتعظيم الاستفادة منها.وخطة التطوير ستكون علي مدي طويل وعلي مدي قصير وهناك اتجاه للاستعانة بخبراء لدعم ومساعدة الشركات المتعثرة, ولتحسين إدارة استثمارات الدولة, موضحا أن الهدف الأساسي هو تطوير أداء تلك الشركات والعمل علي إعادة تأهيل العنصر البشري والاستفادة من الطاقة البشرية من خلال رفع كفاءة العاملين ومهاراتهم وتحسين بيئة العمل. وفي آخر زيارة لوزير القوي العاملة للدقهلية تم الاتفاق علي عقد لقاءات وجلسات مع أصحاب الشركات والمصانع بالتعاون مع جامعة المنصورة لدعم العلاقة بين الطرفين فيجب أن يأخذ كل منهما حقه.