يؤكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب أن مصر والصين تربطهما علاقات تاريخية قوية منذ سنوات طويلة, مشيرا إلي أن مصر لها فضل الاعتراف بالدولة الصينية عام1956 وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهو موقف دفعت مصر ثمنه غاليا من الغرب عموما ومن الولاياتالمتحدةالأمريكية الذين كانوا يرفضون هذا الموقف, لافتا في الوقت نفسه إلي تغير الزمن وتبدل المواقف حيث وصل التعاون الأمريكي الصيني للقمة باعتبارهما أكبر شريكين تجاريين في العالم. ويوضح السفير جمال بيومي أن التعاون الاقتصادي بين مصر والصين بني في الأساس علي أن الدولتين ناميتان تتقاربان في أمور مثل متوسط دخل الفرد السنوي الذي يصل في الصين إلي6 آلاف دولار فضلا عن أن الصين كانت تسعي للانضمام إلي دول مجموعة عدم الانحياز وهي بالفعل قريبة منها, مضيفا أنه بعد الطفرة الاقتصادية القوية التي حققتها الصين إثر التحول إلي الاقتصاد الحر وأصبحت أكبر شريك تجاري للولايات المتحدةالأمريكية فهي تبحث عن شركاء جدد ومصر أهل لذلك لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي يصل إلي11 مليار دولار مما يضع الصين في مقدمة شركاء مصر التجاريين وتسهم العلاقات التاريخية الطيبة بينهما في إمكان أن تتضاعف هذه الشراكة مستقبلا, مشيرا إلي أنه يمكن استثمار ذلك خاصة في المنطقة الصناعية الحرة التي ستنشأ في منطقة محور تنمية قناة السويس بالإضافة إلي تمويل المشروعات الكبري التي ستنشئها مصر في مجالات مختلفة. وفي مجال العلاقات المصرية الإفريقية والتعاون المشترك يشدد السفير جمال بيومي علي أن مصر لها وجود حقيقي وتاريخي في القارة, خلاف الصين التي يمكن وصف وجودها بأنه وجود عملي حيث تدخل للاستثمار في مشروعات محددة, مؤكدا أنه يمكن أن يتضاعف هذا الاستثمار إذا ما زاد التعاون المصري الصيني في إفريقيا بشكل أقوي, نافيا ما يتردد في بعض وسائل الإعلام من أن مصر ابتعدت عن إفريقيا لسنوات, قائلا سفاراتنا موجودة والعلاقات كانت مستمرة حتي في وقت الابتعاد الرئاسي الذي حدث من الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد حادث محاولة اغتياله في أديس أبابا. ويشير السفير جمال بيومي إلي أن مصر هي الوجه المقبول في إفريقيا, فتاريخيا ساندت جميع حركات التحرر والاستقلال وهي موطن الأزهر الشريف للأفارقة المسلمين وهي موطن الكنيسة الأرثوذكسية للأفارقة الأرثوذكس ومصر سوداء وبيضاء وشرق إفريقية وتعدد وجوهها يجعلها الوجه المقبول في إفريقيا والصين تعي ذلك جيدا وتحتاج إلي التعاون معها لزيادة وجودها العملي في المشروعات في إفريقيا. وحول التعاون المصري الصيني في الاستثمار في مصر أوضح السفير جمال بيومي أن الصين مرشحة للاستثمار بشكل كبير في مجال المواصلات والطرق والسكك الحديدية والتصنيع في مشروعات محور تنمية قناة السويس والاستثمار الزراعي من خلال المشروعات المشتركة في إفريقيا خاصة في محصول القمح الذي تحتاج مصر إلي زراعة رقعة كبيرة منه لسد الاحتياجات من هذا المحصول الحيوي والأرض وبشكل عام الإفريقية مناسبة جدا لهذا الاستثمار المشترك.