في لفتة إنسانية رائعة, تحمل معاني الحب والانتماء والأخلاق الرفيعة, وتنفيذ منهج الوسطية والاعتدال الذي تربي عليه بالأزهر الشريف,وتؤكد علي المعني الحقيقي لمهنة الطب, وكانت محل حديث وسائل التواصل الاجتماعي أمس, حمل طبيب شاب, بمستشفي الحسين الجامعي, يدعي مصطفي رمزي, وهو طبيب مقيم بقسم المخ والأعصاب, طفلا مريضا يدعي ياسين, لحضور صلاة عيد الأضحي. وكشف الدكتور أحمد سليم, عميد كلية طب الأزهر, لالأهرام المسائي أن الطبيب عندما علم برغبة الطفل المحجوز بقسم المخ والأعصاب, ويعالج منذ فترة بالمستشفي, لأنه يعاني من وجود مياه علي المخ, وتم إجراء اللازم له, وكان قد خرج من المستشفي بعد استقرار حالته, وعاد لخلع الدرنقة الموجودة لديه, حمله وسط المارة بالشارع, وهو يمشي مرتديا ملابس العمل, ولم يتردد لحظة, رغم أن الطفل عليه علامات المرض الشديد, ليذهب به إلي الجامع الأزهر الشريف لحضور صلاة العيد. ومن جانبه, أكد الدكتور محمد المحرصاوي, رئيس جامعة الأزهر, في تصريحات خاصة, أنه سيكرم الطبيب بعد إجازة عيد الأضحي, لما قدمه من عمل نبيل, موضحا أن الدكتورة هالة زايد, وزيرة الصحة والسكان, طلبت بيانات الطبيب لتكريمه أيضا, مشيرا إلي أن الأطباء يقدمون أعمالا بطولية يجب تسليط الأضواء عليها. وأضاف المحرصاوي أن ما قام به الطبيب هو ما يتم تدريسه لطلاب كلية طب الأزهر, مشيرا إلي أن الجامعة استحدثت منهجا خاصا للأخلاق الطبية, يدرس لطلاب الطب, علاوة علي ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال في التعامل مع المرضي, قائلا: إن جامعة الأزهر بكافة مستشفياتها تقدم الخدمة مجانا لكافة المرضي علي مستوي الجمهورية. وقال رئيس جامعة الأزهر: إنه تم الانتهاء من وضع توصيف مقررات الفقه للكليات المستحدثة بالجامعة, وذلك في إطار خطة التطوير التي بدأتها الجامعة للمناهج, ومنها كلية الطب, مشيرا إلي أن المناهج الجديدة التي تم الانتهاء من توصيفها ستكون مقررة علي الطلاب من العام الدراسي القادم. وأوضح أن منهج الفقه الجديد الذي يدرس لطلاب كلية الطب سيتناول أخلاقيات المهنة, المسائل المتعلقة بالتعليم والتدريب الطبي, وطبيعة العلاقة بين الطبيب والمريض, وما يترتب عليها من أحكام, وكافة القضايا المتعلقة بالمهنة, حتي يكون الطبيب الأزهري مختلفا عن غيره, وعلي دراية بكافة الأحكام المتعلقة بعمله.