رغم أن عدد سكانها تجاوز6 آلاف نسمة, لاتزال قرية عباس رحمي التابعة لمركز مطاي بمحافظة المنيا تعيش في عصر الكتاتيب وباستثناء كتاب واحد لتحفيظ القرآن يتبع جمعية سنابل لتنمية المجتمع بالقرية, لا توجد أي منشأة تعليمية أخري. وبعد أن فاض الكيل بسكان القرية بعد معاناة أطفالهم من الانتقال يوميا الي مدرسة القرية المجاورة, يقطعون مسافة6 كيلو مترات ذهابا وايابا, اتفقوا علي شراء0041 متر مربع من أحد المزارعين ومن خلال حملة التبرعات لشراء الأرض جمعوا83 ألف جنيه وبعدها عجزوا عن جمع مبالغ أخري, فلجأوا الي اللواء فؤاد سعد الدين محافظ المنيا الأسبق الذي قرر تخصيص مبلغ81 ألف جنيه لاستكمال باقي ثمن الأرض وأصدر المحافظ قرارا بتخصيص الأرض لصالح هيئة الأبنية التعليمية لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي. ورغم مرور أكثر من4 سنوات علي قرار التخصيص وإدراج المدرسة في خطة هيئة الأبنية, إلا أن المدرسة لاتزال حلما لم يتحقق علي أرض الواقع بسبب عدم وجود اعتمادات مالية. صلاح قطب المذيع بقناة الصعيد أحد أبناء قرية عباس رحمي يقول إن القرية تعاني من ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم بسبب عدم وجود مدرسة للتعليم الأساسي بالقرية خاصة وأن هناك عددا من الأطفال راحوا ضحايا حوادث طرق وهم في طريقهم للذهاب والعودة الي مدرسة قرية إدقان المسك التي تعمل بنظام الفترتين الدراسيتين ومن بين هؤلاء ضحي خلف علي(8 سنوات) بالصف الثاني الابتدائي ونادر عبدالحكيم عبدالعليم بالصف الثالث الأعدادي بالاضافة الي أحد المدرسين بالقرية وهو رضا إبراهيم قطب وجميعهم لقوا مصرعهم في حوادث تصادم سيارات بسبب الانتقال الي مدرسة القرية المجاورة. ويقول مكرم متياس مدرس إن جميع أبناء القرية مسلمين ومسيحيين شاركوا في جمع التبرعات لشراء الأرض اللازمة لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي وحصلنا علي موافقة وزير الزراعة في71 أكتوبر عام6002 ثم صدر قرار محافظ المنيا في25 يناير7002 بتخصيص مساحة الأرض(1400) متر مربع بالمجان لصالح هيئة الأبنية التعليمية وحصلنا علي موافقات الأوقاف والري والصرف والكهرباء والطرق وكل هذا بالجهود الشخصية لأبناء القرية ولم يتبق سوي تدبير الاعتمادات اللازمة لانشاء المدرسة. واضاف عزالدين إبراهيم رئيس مجلس إدارة جمعية سنابل للتنمية بقرية عباس رحمي.. الجمعية هي المؤسسة الوحيدة التي تقدم خدمات لمساعدة الفقراء بالقرية ولا يوجد أي وسيلة للتعليم سوي الكتاب الملحق بالجمعية لتحفيظ القرآن الكريم ونحن في أشد الحاجة الي انشاء مدرسة للتعليم الأساسي بالقرية لأن استمرار تعليم أولادنا في مدرسة قرية إدقان المسك أمر غاية في الصعوبة. وأوضح موريس نجيب إداري بمدرسة عناني الثانوية أن قرية عباس رحمي يوجد بها ما يكفي لإدارة المدرسة من مدرسين وإداريين كما أن الأرض جاهزة للبناء فلماذا يتجاهل المسئولون بالمحافظة وهيئة الأبنية التعليمية المطلب الوحيد لنا. وأضاف وائل حسين ليسانس حقوق أن التعليم قاطرة التنمية في أي مجتمع ونحن لا نطالب بمدرسة ثانوية ولكن نطالب بمدرسة تعليم أساسي فقط وهو حائط الصعيد الأول لعملية تسريب التعليم وتفشي الجهل والأمية.