في أقصي جنوب محافظة المنيا, وتحديدا ضمن الحدود الادارية لمركز دير مواس تقع قرية نزلة سعيد التي غيبها النسيان عن المدنية والتطوير, ورغم أن أهالي القرية ضجوا بالشكوي للمسئولين الا ان شيئا لم يتغير, حتي ثورة25 يناير التي غيرت وجه مصر أو كادت, واستبشر بها سكان القرية خيرا, يبدو أن رياح التغيير التي أوجدتها الثورة وطالت العديد من أوجه الحياة في مصر لم تصل بعد لتلك القرية الصغيرة التي يقطنها أكثر من6 آلاف نسمة يفتقرون لأبسط مقومات الحياة. وتفتقر القرية لأبسط الخدمات الأساسية, والموجود منها في حالة مزرية, فالقرية كمعظم قري بل ومدن المنيا تفتقر لخدمات الصرف الصحي, ولاتضم مستشفي أو مستوصفا أو حتي وحدة صحية صغيرة, وتقع أقرب وحدة صحة بكفر خزام علي بعد5 كيلو مترات عن نزلة سعيد بل ان الطريق الترابي الذي يربط القرية بطريق مدينة دير مواس طوله أكثر من7 كيلو مترات وهو طريق ترابي غير مرصوف, مما يعيق حركة السيارات عليه, ويمثل مشكلة مزمنة لأهالي القرية الذين يعمل معظمهم خارجها, وكذلك أبناء القرية من الشباب الذين يرتادون الجامعة, أو حتي طلبة الثانوية العامة أو الفني, كما أن التعامل مع الجهات الرسمية يرغم الناس علي سلوك ذات الطريق ذهابا وإيابا, وتعددت شكاوي أهل القرية للمسئولين, وما من مجيب, ويتحمل أهالي القرية كل هذا العبء رغم وجود طريق آخر ترابي كذلك يربط القرية بالمدينة مرورا بعزبة الهوري, ولايتجاوز طوله كيلو مترا واحدا, ورغم ذلك فهو مهمل, ولم يتم رصفه أو حتي تمهيده. أما التعليم فيمثل مشكلة إضافية لأهالي نزلة سعيد فالقرية تضم مدرستين فقط بنيتا منذ السبعينيات, ولم يتم ترميمهما منذ ذلك الحين, مما اضطر القائمين عليهما للعمل بنصف عدد الفصول الموجودة بالمدرستين, وتقسيم العمل علي فترتين خوفا من أن يتسبب الوجود الكثيف للطلاب في وقت واحد الي تفاقم الصدوع التي طالت جدران مبني المدرستين, وهو ماقد يؤدي لانهيارهما, أو انهيار أجزاء منهما مما يشكل تهديدا كبيرا للطلاب. وبالنسبة للخدمات الأمنية فهي معدومة أيضا, رغم وجود مشاحنات متكررة بين أهالي القرية, وأهالي قرية كفر خزام المجاورة, إلا أنه لاتوجد نقطة شرطة بنزلة سعيد مما جعلها عرضة للبلطجة خاصة مع تكرار انقطاع التيار الكهربي بشكل مستمر ليلا نتيجة تكرار سرقة الكابلات والمولدات الكهربائية. يقول محرم أحمد جاد الرب الموظف بهيئة الطرق والكباري بالمنيا, وأحد سكن القرية: تعيش القرية علي الجهود الذاتية لأهل الخير من المقتدرين, وأننا نعاني من انعدام الخدمات الأساسية فقد توفي5 من أبناء القرية لأننا لم نتمكن من إسعافهم بسرعة لعدم وجود أي خدمة صحية بالقرية, وأقرب وحدة صحية تقع في قرية مجاورة علي بعد5 كيلو مترات ورغم ان فرصة العمل الوحيدة المتاحة بالقرية هي العمل بالزراعة إلا أن معظم أراضي القرية ملك للدولة, وقد طلبنا من المسئولين حل مشاكلنا منذ سنوات دون جدوي, حتي نواب مجلس الشعب وأعضاء المجلس المحلي رفعوا أيديهم عن القرية.