يخرج كل يوم من منزل أسرته كعادته بعد أن يتناول إفطاره إلي مقر عمله بإحدي الشركات بمنطقة الزمالك حيث كانت أوضاعه وأموره المادية علي ما يرام. كانت حياة سمير تسير بشكل روتيني فهو يعمل مندوب مبيعات لدي الشركة يسوق بعض منتجاتها ويجوب الشوارع ليل نهار بحثا عن عملاء لمنتجه ويعود في نهاية المطاف الي مكتبه بمكتب الحسابات الذي اعتاد المكوث فيه بعد انتهاء عمله. اعتاد سمير علي رؤية المدير المالي يضع الإيرادات بصفة يومية داخل الخزينة الحديدية حيث كان الأمر لا يعنيه ولا يهتم إلا بأموره وكيفية تسويق منتجه لدي عملائه ومع مرور الأيام صار ذلك المشهد يجذب انتباهه ولا يفارق ذاكرته ليل نهار بعد أن مر بضائقة مالية أثرت علي أحواله بشكل كبير جعلته يضطر إلي الاستدانة من بعض معارفه وأقاربه حتي زادت المديونيات علي كاهله وصار عاجزا عن الوفاء بها أو تسديد بعض منها فاستذله الشيطان الذي بدأ يتلاعب به كيفما يشاء ويوسوس له بأن السبيل الوحيد لتسديد المديونيات المتراكمة عليه الاستيلاء علي الأموال بداخل الخزينة فهي ليست فقط كفيلة بحل كل مشاكله المادية بل ستمكنه من تحقيق ما يربو إليه من الثراء السريع دون أدني مجهود. لم يتردد سمير في الانصياع إلي شيطانه حيث صار يخطط باحترافية شديدة لكيفية تنفيذ مخططه الاجرامي يدرس كل صغيرة وكبيرة بمحيط جريمته إلي أن اختمرت فكرة السرقة في رأسه وتسلل ليلا الي مقر الشركة في غفلة من حارسها وتمكن من ثني الأسياخ الحديدية الخاصة بمقر مكتب الحسابات وفتح الخزينة بمفتاح مصطنع كان قد تمكن من استخراجه مسبقا واستولي علي مبلغ مالي كبير. كان اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية يفيد بورود بلاغ إلي المقدم أحمد قدري رضوان رئيس مباحث قسم شرطة قصر النيل من حسن عبد الحليم46 سنة محام ومقيم بمنشأة ناصر بصفته وكيلا عن يحيي محمد صاحب شركة كائنة الزمالك باكتشاف موكله سرقة مبلغ950 ألف جنيه من داخل خزينة الشركة بمقر مكتب الحسابات. وبانتقال رجال المباحث وإجراء الفحص تبين وجود ثني بسيخين حديدين بالباب الخاص بمقر مكتب الحسابات وبداخله خزينة الشركة وتبين أن المفتاح متروك بها, كما تبين سلامة باقي منافذ الشركة وعدم وجود بعثرة بمحتوياتها. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان أشرف الجندي ومحمود أبو عمرة نائبا مدير مباحث العاصمة باشره العميد حاتم البيباني رئيس مباحث قطاع الغرب ضم ضباط مباحث فرقة الغرب بقيادة العقيد علي نور الدين مفتش المباحث لكشف غموض واقعة السرقة والقبض علي المتهم حيث تم وضع خطة بحث اعتمدت علي فحص العاملين بالشركة وتفريغ كاميرات المراقبة بمحل الواقعة. وبتكثيف التحريات توصل فريق البحث من خلال كاميرات المراقبة إلي مشاهدة المدعو سمير. ع26 سنة مندوب مبيعات بذات الشركة ومقيم محافظة الجيزة أمام مدخل العقار محل الواقعة يتحدث بهاتفه المحمول في مساء اليوم السابق للواقعة وأخري الساعة6.20 مساء بذات اليوم أثناء خروجه من العقار حاملا حقيبة سوداء علي كتفه وأنه وراء ارتكاب الواقعة. تأكدت تفاصيل الواقعة من خلال شهود رؤية وهم محمود أحمد52 سنة حارس العقار وخالد فرج44 سنة عامل بجراج العقار محل البلاغ وخالد محمد28 سنة نائب أمين الخزينة بالشركة ومقيم بمحافظة الغربية حيث قرر الأول والثاني بمشاهدتهما للمتهم أثناء نزوله من مقر الشركة حاملا حقيبة سوداء وقرر الثالث بأنه بذات التاريخ حضر إليه المتهم وطلب منه الدخول لمكتب الحسابات محل عمله بحجة فقده للمفاتيح الخاصة به. عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة وبإعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الأماكن التي يتردد عليها المتهم وبالقرب من محل سكنه أمكن ضبطه وبمواجهته بالتحريات وما جاء بأقوال الشهود أنكر ارتكاب الواقعة وباستدعاء المبلغ اتهمه بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهم وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.