بين ولي العهد وطاقة القدر وقانون عمر, يستمر وجود الفنان حمادة هلال علي مائدة رمضان نظرا لما حققه خلال السنوات الماضية من نجاح ليفرض نفسه بين نجوم الشهر الكريم, وفي هذا العام يطرح هلال قضية جديدة شائكة تتلخص في تعويض المسجون ظلما عن سنوات عمره التي ضاعت منه, ووجود طريقة تضمن له أن يحيا حياة كريمة بعد خروجه من السجن لا منبوذا من المجتمع وكأنه خرج إلي سجن أكبر. كل هذا من خلال قانون عمر الذي يقدم فيه شكلا جديدا من خلال قصة مستوحاة من الواقع نجح المؤلف فداء الشندويلي أن يصيغها دراميا في أول تعاون له مع حمادة هلال, الذي يتحدث عن تفاصيل العمل والصعوبات التي واجهها, ورفضه لبعض المشاهد التي تتنافي مع الشهر الكريم..وتفاصيل أخري في هذا الحوار:- ما هو قانون عمر؟ هو عبارة عن مشكلة وقعت لبطل العمل عمر, يدخل علي إثرها السجن ظلما وتضيع سنوات من عمره هباء, ليلقي العمل الضوء علي حقوق الشخص المظلوم الذي تظهر براءته بعد أن يكون قد قضي سنوات من عمره مقيد الحرية, وخسر عمله وأهله, وأصبح منبوذا من المجتمع سواء في بلده أو حتي إذا سافر إلي الخارج, لنطرح فكرة وجود قانون خاص لمن سجن ظلما من خلال ورقة تثبت براءته وحسن سيره وسلوكه بل وتوجد له عملا, لتتغير حياته للأفضل لا أن يواجه جحيما بعد خروجه من السجن, وهي فكرة جريئة, ورغم ذلك فأن المسلسل لا يناقش هذه القضية فحسب, ولكن هناك العديد من الخطوط الدرامية, لأن مشكلة عمر ليست في سجنه ظلما فقط ولكن هناك مشكلات أخري ستواجهه. ألا تخشي من توجيه اتهام لك بانتقاد القضاء؟ نحن هنا لا ندين القضاء أو القانون, ولا نستطيع توجيه اتهام لأي كيان, لأنني أعلم أن أي قاضي يحكم علي مذنب يكون بناء علي أدلة, حتي وإن كان بداخله شعور أنه مظلوم ولكن لا يستطيع تنفيذ ذلك, ليصبح حكمه مدعوما بالأدلة والبراهين التي أمامه, ولكن نتحدث عمن سجنوا ظلما وظهرت براءتهم فيما بعد هل يكون هناك قانون يضمن لهم أن يعيشوا حياتهم الطبيعية مرة أخري. هل تري أن قانون عمر من الممكن أن ينجح في تعديل في بعض القوانين كما حدث مع بعض الأفلام؟ أتمني ذلك بالطبع, وأن يكون مسلسلي مؤثرا إلي هذا الحد, وتصل رسالته لعدد كبير من الأشخاص, مثلما حدث مع فيلم أريد حلا الذي أثر في المجتمع بشكل كبير ووجد بعده حلولا للعديد من القضايا الزوجية بالخلع, ونحن هنا نريد نصرة مظلوم خرج من السجن بعد أن ثبتت براءته وبدلا من أن ينبذه الناس لا بد أن يعرفوا أنه ليس له علاقة بذنب لم يقترفه, وأن تساعده الدولة ولو بمشروع يبدأ به حياته من جديد, وللأسف هناك ملايين خرجوا ببراءة ولم يساعدهم أحد وضاع مستقبلهم. هل نفس الشيء سيحدث مع عمر؟ بالطبع سيتم نبذه رغم إثبات براءته, وهو ما سنراه خلال الأحداث. هل استوحيتم هذا العمل من قصة حقيقية؟ بالطبع هناك عدد من النماذج الحقيقية وأشعر أن المؤلف فداء الشندويلي استخلصها من أحدهم. يتكرر في أعمالك اللعب علي موضوع الظلم هل هي محاولة لكسب تعاطف الجمهور مع البطل؟ لا أري ذلك فمثلا في مسلسل ولي العهد لم أقدم دور شخص مظلوم ولكن كنت مغلوبا علي أمري حيث تورطت في حياتي ومع شقيقاتي, وفي طاقة القدر كنت أجتهد للوصول إلي طموحي رغم ما واجهته من مصاعب, بينما في قانون عمر نجد فرقا بالطبع مع الشخص الذي يتم حبسه زورا ويظل سنوات من عمره خلف الأسوار فهذا هو الظلم بعينه. أشرت إلي أن أحداث العمل متلاحقة وسريعة هل هي رغبة منك في الابتعاد عن المط والتطويل مثل أغلب المسلسلات لاستكمال ال30 حلقة؟ هذه هي الدراما الصحيحة التي نعرفها من زمان, لذا أحاول دائما الابتعاد عن المط والتطويل, فقد سبق أن قدمت مسلسلين هما ولي العهد وطاقة القدر للمؤلف أحمد أبو زيد وكان يميزهما إيقاعهما السريع وكثرة أحداثهما, وقد حقق لي المؤلف فداء الشندويلي ذلك هذا العام, بل أري أنه قدم أحداثا أسرع, وهذا لا ينفي أن هناك شكلا آخر للسرد يفضله بعض المشاهدين. انتقام عمر لن يكون مسلحا وهو شكل غير تقليدي عما اعتدناه مؤخرا في الدراما هل هو حرص منك لعدم التحريض علي العنف؟ العمل بالطبع يحمل بعض مشاهد الأكشن, ولكني بالتأكيد لن أعلم الجمهور القتل لأنني أخشي علي تفكير من يشاهدني, وفي المسلسل سيفكر عمر كيف يأخذ حقه فالله يعطينا قوة إما أن نستخدمها في الخير أو الشر, ولذلك فأن قوة العقل أقوي من العضلات, وكيف نجعل الشخص يفكر بترتيبات الله, وليس بقوة الشر. معني ذلك أنك مع الرأي القائل إن أعمال البلطجة علي الشاشة تؤدي للعنف في الواقع؟ بالتأكيد خاصة إذا كان المشاهد طفلا صغيرا ويحب الفنان المؤدي لهذه المشاهد, وبالتالي لن يتردد في أن يقلده في كل شيء سواء كان جيدا أو سيئا دون تفكير, وفي أول مشاجرة بسيطة سيتذكر ماذا يفعل فنانه المحبوب في هذه المواقف وينفذ, ومن الممكن أن تصل لحمل السكاكين, خاصة أنه إذا أحب منظر الدم في التلفزيون سيفضل أن يراه في الحقيقة. تفتش دائما عن القصص القريبة من الطبقة الشعبية مثل طاقة قدر العام الماضي, وهذا العام شاب فقير يعمل في ورشة سيارات, فما السبب؟ لا بالطبع فهناك علي سبيل المثال مسلسل ولي العهد حيث كنت أجسد شخصية شاب ثري وفي طاقة القدر جسدت شخصية شاب يعيش في حي شعبي, ولكن لديه طموحا جعله من الأثرياء أما في قانون عمر فأجسد شخصية مهندس ميكانيكا من طبقة متوسطة وتحدث له كوارث. ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟ كانت هناك بعض المشاهد الصعبة في السجن وكذلك مشاهد الأكشن, وأيضا خلال التصوير الخارجي في منطقة العين السخنة انقلب بي الجيت سكي في منطقة مليئة بقناديل البحر, ولم يستطع أحد إنقاذي وكانت إصابتي نفسية خوفا من القناديل وكان ذلك في الشتاء والمياه باردة, لكنني شعرت بانتعاش وقتها, وكأن المياه شفتني من أشياء كثيرة وأعطتني طاقة إيجابية كبيرة. أما مشهد السجن فقد تعرضت فيه لإصابة حيث كان عبارة عن مشاجرة مع أحد المساجين, وأثناء البروفة كان المفروض أن أضرب المسجون بركبتي ومع تنفيذ المشهد أصبت في عصب الركبة وظللت ثلاثة أيام غير قادر علي تحريك قدمي وتوقف التصوير, ورغم كل ذلك فقد رأيت أنه مشهد كوميدي بالنسبة لي لأنني مفروض أنني بطل ملاكمة وأظهر في صورة رجل قوي ومع أول مشاجرة صرخت الحقوني. ألم تقلق من ظهورك كبطل ملاكمة وهو ما يتلامس مع دورك في فيلم حلم العمر؟ لا, لأنه سيتلامس فقط إذا كان البطل في قانون عمر له جولات ملاكمة, ولكن هذا لن يكون موجودا, وسيتم فقط الاستعانة بصور تشير إلي أنني كنت بطلا في الملاكمة, وبالمناسبة هذه الصور مأخوذة من أفيش حلم العمر حتي يعلم المشاهد أن عمر كان ملاكم. معني هذا أنك لن تستخدم الملاكمة ضمن أحداث العمل؟ البطل سيستخدمها فقط في مشاهد الأكشن وبعد خروجه من السجن بسبب المضايقات التي سيتعرض لها. لماذا لم تقدم أغاني في العمل أو حتي تغني التتر؟ لأن المخرج أحمد شفيق كان يرغب في الفصل بين حمادة هلال الممثل والمطرب ولن أستطيع التدخل في رغبته ولكن هناك أغنية دعائية قمت بغنائها وتم طرحها وهي ست الناس عن والدته التي تمر بمراحل صعبة. رغم اعتماد أعمالك علي قضايا مهمة إلا إنك تلصق بها خطوط كوميدية هل هذا مقصود؟ هي ليست كوميدية بالمفهوم المتعارف عليه ولكنها شوية لطافة, وخطوط كوميدية مثل خط مصطفي أبو سريع حتي لا تكون الوجبة دسمة بجانب وجود خطوط أخري رومانسية. هل كان لك دور في اختيار فريق العمل؟ لا لم أتدخل فهناك أشخاص نقوم بترشيحهم جميعا مع الجهة المنتجة ومنهم من وافقت عليهم ومنهم لا ولكن لا أتمسك بشخص معين. لماذا قررت هذا العام الخروج من عباءة المؤلف أحمد محمود أبو زيد الذي تعاونت معه في جميع أعمالك؟ طلب مني أحمد هذا العام الحصول علي أجازة لكي يفكر في قصص جديدة أما أنا فلا أجد أي مشكلة في التركيز علي مؤلف واحد ولكن عندما ابتعد أحمد أبو زيد, عرضت علي الجهة المنتجة سيناريو فداء الشندويلي ووافقت عليه لأنه مؤلف متميز. كيف تري المنافسة في شهر رمضان هذا العام؟ مثل كل عام تكون منافسة قوية وكل فنان سيحصل علي رزقه, وهناك حسابات أخري لا يعلمها أي شخص بمعني أن هناك أعمالا لا يعتقد أحد نجاحها ولكنها تحقق نجاحا علي عكس المتوقع وأتمني أن أكون كذلك. كيف أصبح وجودك في رمضان ثابتا؟ أتمني أن يديم ربنا علي نعمة النجاح وأظل متواجدا بشكل لائق لأن شغلتنا في الأساس سمعة, وهو الشيء الذي سأورثه لأبنائي مع أعمالي, بينما النجومية زائلة. هل من الممكن أن تشترك في عمل خارج رمضان؟ لا اتمني ذلك فخارج رمضان أقدم فيلما وأركز فيه ليحقق إيرادات, أما شهر رمضان فهو للتلفزيون. لكن فيلمك الأخير شنطة حمزة لم يحقق إيرادات كبيرة؟ أعلم أن قصة الإيرادات تعلي من شأن المطرب أو الممثل ولكن الأهم من ذلك تقديم أعمال ذات جودة عالية قبل التفكير في الإيرادات ولو كان شنطة حمزة إنتاج شركة ذات خبرة كانت إيراداته ستصل إلي25 مليون جنيه, والدليل علي ذلك أن أفلامي منذ عيال حبيبة حتي حماتي بتحبني كانت إيراداتها متميزة, لكن في النهاية الشركة بذلت مجهودا حسب قدرتها, كما أنه كيف لعمل لا يوجد به لفظ خادش أن يحصل علي تصنيف فوق15 عاما. هل تري أن الرقابة أخطأت في التصنيف العمري؟ لا أعلم ولكن كيف يكون هذا تصنيفه ووقتها أشرت للمسلسلات التي أصبحت تقدم شبه دعارة في المنازل, وبعدها تم الالتزام ووضع تصنيف عمري للمسلسلات. هل تري أن التصنيف العمري قد يمنع من هم أقل عمرا من مشاهدة الأعمال؟ الرقابة تجتهد في هذا الشأن, وبالنسبة لي فأنا أمنع أولادي من مشاهدة هذه الأعمال رغم أنني أعلم أنه فن ولا يجوز انتقاده, ولكن تربيتي كده ولا أفضل مشاهدة هذه النوعية من الأعمال الجريئة وأؤكد أنني لا أمانع في تقديم المشاهد الرومانسية البسيطة التي من الممكن أن يتعلم منها الرجال أشياء جيدة مع زوجاتهم مثل كلمة حلوة أو أسلوب معاملة أفضل, وفي رأيي أننا لا يجب أن نتعامل علي أن رمضان شهر واحد في السنة ولابد أن نعتبر كل الشهور رمضان. ماذا عن الغناء وألا تري أن ألبومك الأخير عيش يا باشا لم يحقق مبيعات؟ لا أري أن ألبومي الأخير قد ظلم, ويمكن أن يتصور البعض ذلك لأن الأغاني طرحت علي الانترنت بشكل متتال تدريجيا لأن المنتج كان يريد الربح, ولن يحقق مكاسب إلا بهذه الطريقة, أما إذا طرح الألبوم كاملا فلن يربح.