اجتمع الثلاثي عيد وسيد وحسن علي هدف واحد هو تجارة السموم البيضاء, فلم يكن أي منهم يفكر سوي في جمع ما يمكن جمعه من المال الحرام للإنفاق علي ملذاته بعد أن عانوا معاناة شديدة في مشوار حياتهم الذي بدأ بالبؤس وانتهي بالتعاسة. في أقصي قري شمال أسوان, نشأ سيد الابن الأكبر وشقيقه الأصغر حسن وسط ظروف غاية في الصعوبة لعائلة حالتها أبسط ما تكون, يكاد عائلها يكافح في كل مكان حتي يسد رمق الأفواه الجائعة التي تنتظر عودته مساء كل يوم, أملا في أن يشب أبناؤه ليكونوا خير سند له يتوكأ عليهم مستقبلا عندما تنال منه السنون. وظل الأب يجاهد من أجل لقمة العيش تاركا رعاية أولاده الخمسة إلي زوجته التي قبلت هذا التحدي دون أن تضع في اعتبارها أنها ستصطدم بواقع مرير في المستقبل, خاصة بعد أن تخطي الأبناء مرحلة الطفولة ودخلوا في أخطر مراحل العمر وهي مرحلة المراهقة التي انهارت فيها الأم مستغيثة بزوجها الذي فوجئ بأن ولديه وقرتي عينه في طريقهما نحو الضياع, فحاول في مرات عديدة أن يعيدهما إلي صوابهما تارة بالنصح وأخري بالعنف دون جدوي حتي استسلم للأمر الواقع تاركا أمره بيد الله, ليخرج الولدان سيد وحسن متعاهدين علي إثبات ذاتهما ولو عن طريق المال الحرام. وبعد خروج الشقيقين من كنف أبيهما لم يجدا سوي أصدقاء الشر أمامهما, فبدآ خطوة جديدة من خطوات طريق الإجرام من خلال توصيل المخدرات إلي المدمنين في مقابل أموال زهيدة لم ترض طموحهما, فاتفقا معا علي أن يستقلا بذاتهما, وكانت أول عملية ناجحة قادها حسن بمثابة الخيط الذي قادهما للتعرف علي الصديق الجديد عيد لاستكمال مشوار الشر. ومع نشاط ربع دستة الأشرار في التجارة المحرمة, ذاع صيت الثلاثي بين القري الشمالية للمحافظة, خاصة بعد أن ظهرت علامات الثراء عليهما, فصارا يرتديان أفخر الجلابيب البلدية التي تنم في القري عن رغد العيش ولعب الشيطان لعبته بإغرائهما بالمزيد من المال, وفي الوقت الذي استسلم فيه عيد وسيد وحسن لوساوس الشيطان الرجيم, كان رجال مباحث مديرية أمن أسوان يترصدون خطواتهم تحينا منهم للحظة المناسبة للقبض عليهم متلبسين, حيث وضع العميد أسامة حلمي مدير المباحث الجنائية بالمديرية خطة الإيقاع بالثلاثة, بناء علي توجيهات اللواء فتح الله حسني مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن وبالتنسيق مع إدارة الأمن العام وقسم مكافحة المخدرات. وبعد تقنين الإجراءات وفحص المعلومات التي أكدت أن الشقيقين مطلوبان في قضيتين آخريين, تحركت قوة مدعومة بتشكيل من الأمن المركزي نحو بؤرة وجودهم, حيث تم ضبطهم جميعا وبحوزتهم4 كيلو جرامات من البانجو وربع كيلو حشيش و150 جرام أفيون وسلاح ناري فرد روسي محلي الصنع, لتسقط ربع دستة الأشرار في انتظار كلمة العدالة التي ستقتص بالتأكيد للمجتمع.