تتحرك عقارب الساعة ويقترب شهر رمضان.. ويتسيد التمر كحالة غذائية فريدة فاكهة الغني والفقير, الشهر الكريم و أجواء وطعام الجميع.. الصائمون وغيرهم إفطارا وسحورا. وحسب الدراسات الأخيرة إن إنتاج العالم من التمور نحو6.7 مليون طن سنويا وتحتل مصر المركز الأول علي العالم من حيث الإنتاج, حيث يلائم المناخ الصحراوي الجاف أشجار النخيل. الأهرام المسائي تجول بين المدن والقري بالمحافظات الأشهر ذات الإنتاج المميز والذي بات ماركة مسجلة بالأسواق المحلية والعربية والعالمية فكانت السطور التالية.. تحتفظ تمور الوادي الجديد بصدارتها كسلعة مصرية مميزة في الأسواق العالمية والمحلية خاصة في الشهر الكريم مع زيادة طلبيات عشاقه ومحبيه إذا جاز التعبير- من المحافظات المختلفة والدول العربية والإسلامية, وبلغت صادرات تمور الوادي الأسابيع القليلة الماضية25 ألف طن لمختلف دول العالم خلاف تغطية الاحتياجات المحلية, ومازالت الحجوزات تتواصل وفي زيادة مستمرة. المحصول الذي حبا الله به الواحات دون غيرها, له قصص أسطورية لا تنتهي يتباهي بها الكبار والعواقل والحكماء من أهل الواحات وأشهر ما يردده الجميع هنا في الوادي وخارجه.. إنها فسيلة عزيزة لم تنجح زراعتها وإنتاجها غير في الواحات, وذلك بناء علي تجارب سابقة, ويقال إن أحد المحافظين في الوادي الجديد حاول التوسع في زراعتها وتم نقل فسائل لأماكن أخري غير الواحات ورغم نجاح شجرة النخيل بها لكنها لم تنتج التمور المتعارف عليها في الواحات. فيما تتوالي الجهود التي يقودها اللواء محمد الزملوط محافظ الإقليم حاليا للوصول بالإنتاج إلي الضعف وطرح المحافظ عدة أفكار منها100 نخلة بكل مدرسة وزراعة أشجاره في الشوارع بدلا من الأشجار الأخري التي لا تدر دخلا وخلافه, هذا خلاف العمل علي تطوير المنتج بالعبوات والصناعات ليحقق أرباحا أكبر.. الأهرام المسائي شاركت أبناء الوادي فرحتهم بالموسم الرمضاني فكانت السطور التالية.. أوضح إبراهيم خليل مدير عام الثقافة الأسبق وأحد أبناء الواحات, أن التمر كان ولا يزال هو العمود الفقري لاقتصاد أبناء الوادي الجديد.. وكان يتم استقبال موسم البلح بالأفرح الشعبية وهناك قطار يعمل من واحة الخارجة إلي نقادة بمحافظة قنا فكان الوسيلة لقدوم التجار لشراء بلح الواحات, وكان يتم التبادل بين احتياجات سكان الواحات من سلع غذائية وخلافه مع تجار قنا مقابل البلح, وكان كل فرد من سكان الواحات يجهز لزواج أبنائه من مكتسبات الموسم أوالتعليم أو العلاج وخلافه. وأضاف خليل أن أهل الواحات كانوا يعتمدون كذلك علي أشجار النخيل في تصنيع احتياجاتهم من أدوات حفر العيون الجوفية لاستخراج المياه من باطن الأرض. وقال: إن المحافظة تشتهر بسمعتها العالمية في إنتاج أجود أنواع التمور والتي تعتبر المحصول الإستراتيجي لمزارعي المحافظة حيث تمتلك المحافظة قرابة2 مليون شجرة نخيل من أجود الأنواع علي مستوي الجمهورية وتحقق فائضا من إنتاج التمور يتم تصديرها للخارج. ويري محمود الشاذلي ابن الواحات, رئيس الجمعية المركزية الزراعية أن المحصول رغم أنه يحقق أرباحا وفوائد اقتصادية كبيرة لأبناء الواحات لكنه لا يزال في حاجة إلي حماية سمعته التي اكتسبت شهرة عالمية وتنافسه منتجات دول أخري, وهو ما يحتاج إلي دعم زراعته والعمل علي وضع ضوابط لخروج التمور من المحافظة. وأضاف الشاذلي, أن المحصول كان يعتمد قديما في تسويقه علي مصانع حكومية واليوم دخل القطاع الخاص السوق وحقق نجاحا وهذا في حد ذاته يخدم تمور الواحات لكن يجب أن يكون هناك ضوابط يلتزم بها الجميع. وأشار الدكتور مجد المرسي مدير عام القطاع الزراعي بالمحافظة إلي أن المنتج دخل في سباق مع كبري الدول المنتجة للتمور وهناك بروتوكولات تم توقيعها مع دولة الإمارات الشقيقة لدعم تطوير المنتج والارتقاء به ليحظي بسمعة تسويقية أكبر خلال المرحلة القادمة. في المقابل يري محمود سعيد أن التمور في الوادي الجديد تحتاج إلي تدخل حكومي قوي لوضع الضوابط اللازمة لتسويق المنتج وإعطاء مزايا للاستثمار الزراعي حتي يقدم المستثمرين علي زراعة أشجار نخيل البلح لأن تمور الواحات تمثل اقتصادا قويا ليس لأصحابه والمنتجين فحسب بل للوطن الأم من حيث توفير العملة الصعبة حال التوسع في تسويقه بالأسواق العربية والأوروبية. من جانبه أكد اللواء محمد الزملوط, محافظ الوادي الجديد, أنه فور توليه المحافظة قرر إنشاء بورصة للتمور بالواحات, وتخصيص قطعة أرض بكل مركز للبدء في تفعيل البورصة لتكون فرصة للارتقاء بالمحصول اقتصاديا وحتي لا يترك المحصول سنويا في يد جشع التجار. وقال إنه تم التوسع في عرض المحصول بكل المحافظات خلال الشهر الكريم معلنا استعداد مجمع التمور الرئيسي التابع لمحافظة الوادي الجديد لموسم شهر رمضان, بتجهيز البلح السيوي الأعلي جودة علي مستوي المحافظة لسد احتياجات السوق المحلية من التمور, لافتا إلي أن محافظة الوادي الجديد حققت العام الماضي من إنتاج التمر ما يزيد علي40 ألف طن من التمور الخام من أعلي الأصناف جودة والتي يقوم بتصنيعها56 مصنعا موزعة علي مستوي مركزي الخارجة والداخلة, ويحتل مجمع التمور الرئيسي المركز الأول من حيث كمية الإنتاج.