عاشت رشدية حياة سعيدة مع ماهر لم يعكر صفوها تدخلات الأهل الذين يعيشون معهم في منزل واحد رغم كثرتها حيث تزوج ماهر في شقة بمنزل والده المكون من4 أدوار يسكن بها شقيقاه ولكنهم يأكلون ويشربون في شقة الوالدين المسنين حيث تقوم زوجة كل ابن من الثلاثة بإعداد الطعام يوما في شقتها وإنزاله إلي شقة الأبوين ليتناول الجميع الطعام في وقت واحد. كانت البركة تعم علي المنزل العامر ببركة الوالدين ورضاهما ومع مرور السنين وإنجاب كل منهم أبناء تدخلت أسرة رشدية لتنغص حياة ابنتها وزوجها. أثناء زيارة ماهر وزوجته لأسرة الزوجة في يوم جمعة كما اعتادوا تحدث الأب والأم مع زوج الابنة مدعين أن معيشة الكل مع بعضهم لم يعد أمرا مقبولا فالشاب يتزوج ثم ينفصل عن أبويه ليبني أسرته بعيدا عن أي تدخلات أو أفكار بالية كما يقولان. لم يصغ ماهر السمع لأصهاره مؤكدا أنه لن يستطيع ترك والديه أو إخوته ليعيش وحده حتي لو كان في المنزل نفسه مؤكدا لهما أنه نشأ مع والديه ووجدهما هكذا مع أعمامه وجده وجدته ولم ينفصل الأب عن الأعمام إلا بعد وفاة الوالدين. رغم كل هذه التبريرات التي ساقها ماهر إلا أن والدي رشدية كان لهما رأي آخر وهو أنه لابد من انفصال ماهر عن والديه وأشقائه حتي يستطيع تكوين أسرة مستقلة وألا تقوم ابنتهما علي خدمة ثلاثة أسر من مأكل ومشرب وخلافه في يومها وفقا للبرنامج المعيشي للأسرة الكبيرة بعدها عاد ماهر وزوجته إلي شقتهما في منزل الأسرة ولكن شيئا ما في النفوس قد تعكر. كلما أعدت رشدية الطعام تذكر زوجها ما يدور بنفسها وأنها تفعل شيئا لا ترضي عنه استمرت الحياة هكذا ولكن مع مرور الوقت لاحظ الوالدان والأشقاء أن زوجة ماهر تقصر في يومها وتقوم بإعداد طعام سريع كي لا تبذل جهدا مثلما كانت تفعل من قبل. مع استمرار الحياة حدثت مشكلات كثيرة بعضها طبيعي وبعضها مفتعل بفعل كيد النساء بين رشدية وزوجات أشقاء زوجها حتي أنهن لفظن وجودها معهن في المعيشة وهو ما كانت تسعي إليه المتمردة حتي وقعت أزمة حقيقية عندما قام ماهر بعد أن نفد صبره بالاعتداء بالضرب علي زوجته فقامت بالذهاب إلي والديها غاضبة بصحبة أبنائها ومرت أيام وأسابيع وشهور دون أن يأتي ماهر لمصالحتها وبدلا من التريث والتعقل من أجل الأبناء تقدمت رشدية إلي محكمة الأسرة بطلب الخلع بتحريض من والديها فتسببت في هدم أسرة كانت محاطة برعاية الله وبر الوالدين.