تزوج عمر من هبة بعد قصة حب طويلة شهد لها الأقارب والجيران وأخيرا توج هذا الحب بالزواج فى ليلة من أسعد الليالى ونظرا لأنهما يعيشان فى إحدى قرى كفر الشيخ قرر عمر قضاء أسبوع عسل فى مدينة الاسكندرية فقام بتأجير حجرة بأحد الفنادق المتوسطة لمدة أسبوع وما أن صعد الزوجان الفندق حتى طالبته زوجته بالخروج للتنزه خارج الفندق طالبها عمر بالبقاء بالحجرة للاستمتاع بالجلوس سويا ومشاهدة التلفاز والراحة حتى صباح اليوم التالى خاصة انهما قادمان من السفر وهذا هو ثالث أيام الزفاف وفى اليومين الأول والثانى كانا يعيشان وسط ضجيج الأسرة إلا انها اصرت على الخروج وتظاهرت بالغضب مما اضطر عمر للموافقة على خروجهما وسألها عن رغبتها فى المشى والتنزه أو دخول السينما إلا أنها فضلت التنزه والعشاء فى أحد المطاعم رغم اصطحابهما كميات كبيرة من الاطعمة الجاهزة التى أعدتها الأسرة لها قبل السفر ولكنها أرادت العشاء فى الخارج فلبى لها رغبتها رغم ظروفه المادية البسيطة وهكذا مرت الأيام كلها معاناة مادية بالنسبة لعمر الذى ندم ندما شديدا خاصة انه الذى اقترح السفر فى المقابل سعادة غامرة لهبة التى لم يكن عندها اى استعداد للعودة لولا اعتراف عمر بنفاذ النقود التى كانت معه ومنذ ركوبهما سيارة الأجرة فى طريقهما الى العودة لقريتهما بكفر الشيخ والزوجة هبة حالها لا يسر ورغم محاولات عمر للتخفيف عنها لمعرفته انها لا ترغب فى العودة إلا أنها كانت فى واد آخر تضع يدها على خدها ولا تحاول حتى ان ترد على كلام زوجها بأى طريقة فما كان من عمر ألا أن تركها حتى عادا الى منزلهما. دخلت هبة وهى لا تريد السلام على أسرة زوجها وتريد ان تصعد الى شقتها بالدور الثانى فما كان من زوجها إلا أن قام بشدها إلى حجرة والده ووالدته للسلام عليهما سويا بعدها صعدت هبة الى شقتها وظل عمر مع والديه يحكى لهما رحلة السفر الى الاسكندرية فأشفقا عليه من كثرة المصروفات التى أنفقها على الرحلة ودعيا له بأن يعوضه الله بالمال الوفير فشكرهما ودعا لهما بطول العمر وصعد الى شقته وهو يفكر فى الاستقرار الأسرى بينما زوجته هبة ظلت تفكر فى كيفية اقناع زوجها بالسفر الى الاسكندرية أو القاهرة للعمل والعيش هناك خاصة أنها لم تعد مقتنعة بالبقاء فى القرية باعتبارها عيشة فقر من وجهة نظرها رغم انها ولدت وتربت وكبرت فى هذه القرية التى تتمرد على المعيشة فيها. نامت هبة ليلتها بعد ان نكدت على زوجها دون أن يعرف السبب وفى صباح اليوم التالى وقبل ان تعد له الافطار جلست لتقنعه بالسفر والعمل فى الاسكندرية او القاهرة إلا أنه رفض الفكرة رفضا باتا وقال لها انا أعمل نجارا هنا ولن استطيع الذهاب الى أى مكان آخر لا أعرفه فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت الى مشاجرة عنيفة بين الزوجين تخاصما على أثرها لعدة أيام وبعد ان حكى عمر لوالديه ما حدث نصحاه بتحقيق رغبة زوجته حتى يسعد وأنهما سيتحملان خاصة ان أحد أشقائه يعيش معهما وعليه ان يشق طريقه. صعد عمر الى زوجته وقام بأخبارها بموافقته على تلبية رغبتها فى السفر ولكن الى القاهرة التى ربما يستطيع ايجاد فرصة عمل له بها فطارت من الفرحة وقامت بإعداد الحقائب للسفر صباح اليوم التالى ولم تترك لزوجها أى فرصة حتى لاستعادة تفكيره وما ان وصلا الى القاهرة وقاما باستئجار شقة متوسطة الحال فى وسط البلد وقاما بإفراغ الحقائب حتى طالبته بالخروج فأجبرها على البقاء. وقال لها ان عليها أن تصبر لتجنى ثمار عمله ثم يخرجان ويتنزهان كيفما شاءا إلا انه فوجئ بطلبها الخروج وحدها فعارضها فبكت. لم يكن عمر يدرى ان زوجته هبة تمردت على المعيشة معه وتريد أن تعيش فى عالم آخر بعد أن بهرتها أضواء المدينة. فبعد يومين من المشاجرات والنكد فوجئ عمر بعودة زوجته وحدها وطلبها الخلع فى محكمة الأسرة بكفر الشيخ فما كان منه إلا أن قام بتطليقها طلقة بائنة نادما على اليوم الذى التقى فيه بها ولكنه قضاء الله وقدره.