إجراءات صارمة بعد فيديو السخرية من مدرسة الإسكندرية    اليوم، ضعف المياه عن 10 قرى بالأقصر بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات العديسات    أوتاوا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    بث مباشر.. ليفربول يواجه ليدز يونايتد في معركة مصيرية للبريميرليج الليلة    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات    كشفتها الأجهزة الأمنيةl أساليب جديدة لغسيل الأموال عبر المنصات الرقمية    عائلة أم كلثوم يشاهدون العرض الخاص لفيلم "الست" مع صناعه وأبطاله، شاهد ماذا قالوا (فيديو)    ملامح خريطة دراما رمضان 2026    في ذكرى رحيله.. «واحد من الناس» يحتفي بعمار الشريعي ويكشف أسرارًا لأول مرة    منتخب مصر في كأس العالم 2026: مواعيد وأماكن المباريات    «آخرساعة» تكشف المفاجأة.. أم كلثوم تعلمت الإنجليزية قبل وفاتها ب22 عامًا!    آمال ماهر تتألق بأغانى من السنة للسنة ولو كان بخاطرى فى مهرجان الفسطاط.. صور    الداخلية تكشف حقيقة تغيب فتاة الشرقية وتحدد مكانها خلال ساعات    إعلام فلسطيني: طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف شرق مدينة غزة    مصر والإمارات على موعد مع الإثارة في كأس العرب 2025    رغم العزوف والرفض السلبي .. "وطنية الانتخابات" تخلي مسؤوليتها وعصابة الانقلاب تحملها للشعب    عاجل.. صدام قوي بين الجزائر والبحرين اليوم في كأس العرب 2025 وتفاصيل الموعد والقنوات الناقلة    بوتين: نسعى لعالم متعدد الأقطاب للحفاظ على هوية الدول واحترام سيادتها    «تصدير البيض» يفتح باب الأمل لمربي الدواجن    حفل توقيع كتاب «حوارات.. 13 سنة في رحلة مع البابا تواضروس» بالمقر البابوي    عمرو مصطفى وظاظا يحتلان المرتبة الأولى في تريند يوتيوب أسبوعًا كاملًا    بدائل طبيعية للمكمّلات.. أطعمة تمنحك كل الفائدة    قائمة أطعمة تعزز صحتك بأوميجا 3    قائمة بيراميدز - عودة الشناوي أمام بتروجت في الدوري    منافس مصر - مدافع نيوزيلندا: مراقبة صلاح تحد رائع لي ومتحمس لمواجهته    خبير اقتصادي: الغاز الإسرائيلي أرخص من القطري بضعفين.. وزيادة الكهرباء قادمة لا محالة    شاهد لحظة نقل الطفل المتوفى بمرسى المعديات فى بورسعيد.. فيديو    أيمن يونس: منتخب مصر أمام فرصة ذهبية في كأس العالم    اليوم.. محاكمة عصام صاصا و15آخرين في مشاجرة ملهى ليلي بالمعادي    منافس مصر – لاعب بلجيكا السابق: موسم صلاح أقل نجاحا.. ومجموعتنا من الأسهل    النائب عادل زيدان: التسهيلات الضريبية تدعم الزراعة وتزيد قدرة المنتج المصري على المنافسة    كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب    الأردن يرحب بتمديد ولاية وكالة الأونروا حتى عام 2029    رويترز: تبادل إطلاق نار كثيف بين باكستان وأفغانستان في منطقة حدودية    محمد موسى يكشف كواليس جديدة عن فاجعة مدرسة «سيدز»    «بيصور الزباين».. غرفة تغيير ملابس السيدات تكشف حقية ترزي حريمي بالمنصورة    نتنياهو بعد غزة: محاولات السيطرة على استخبارات إسرائيل وسط أزمة سياسية وأمنية    وفاة عمة الفنان أمير المصري    عالم مصريات ل«العاشرة»: اكتشاف أختام مصرية قديمة فى دبى يؤكد وجود علاقات تجارية    تفاصيل مثيرة في قضية "سيدز"| محامي الضحايا يكشف ما أخفته التسجيلات المحذوفة    "بيطري الشرقية" يكشف تفاصيل جديدة عن "تماسيح الزوامل" وسبب ظهورها المفاجئ    أزمة أم مجرد ضجة!، مسئول بيطري يكشف خطورة ظهور تماسيح بمصرف الزوامل في الشرقية    مسئول أمريكى: قوة الاستقرار الدولية فى غزة قد تُصبح واقعًا أوائل عام 2026    تباين الأسهم الأوروبية في ختام التعاملات وسط ترقب لاجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل    رسالة بأن الدولة جادة فى تطوير السياسة الضريبية وتخفيض تكلفة ممارسة الأعمال    الصحة تفحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس    دعاء الرزق وأثره في تفريج الهم وتوسيع الأبواب المغلقة وزيادة البركة في الحياة    بيل جيتس يحذر: ملايين الأطفال معرضون للموت بنهاية 2025 لهذا السبب    وزارة الداخلية تحتفل باليوم العالمي لذوى الإعاقة وتوزع كراسى متحركة (فيديو وصور)    القاصد يهنئ محافظ المنوفية بانضمام شبين الكوم لشبكة اليونسكو لمدن التعلم 2025    عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة يوضح أسباب تفشّي العدوى في الشتاء    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    استشاري حساسية: المضادات الحيوية لا تعالج الفيروسات وتضر المناعة    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(افتح قلبك مع د. هبة يس).. هى الحداية بتحدف كتاكيت؟!!
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 01 - 2013


أرسلت (م) إلى افتح قلبك تقول:
أنا سيدة أبلغ من العمر 39 عاما، أعمل بمهنة مرموقة، وناجحة فى عملى جدا والحمد لله، بدأت قصتى منذ 13 عاماً عندما دخلت فى علاقة تشبه الأفلام، فقد تعرفت على شاب كان هو أول رجل فى حياتى، منذ البداية أخبرنى أنه كان متزوجاً وطلق زوجته، ومع ذلك أحببته جدا، وشعرت وقتها أنه الرجل الوحيد المناسب لى من بين كل الناس، زادت علاقتنا مع الوقت لدرجة أنى ارتكبت (غلطة عمرى) ووافقت على الزواج به من وراء أهلى، على وعد بأن يتقدم ليطلبنى من أهلى بشكل رسمى.
بعد الزواج اكتشفت أن زوجته ما زالت على ذمته، وأنه لم يطلقها كما قال لى فى البداية، ومع ذلك قبلت أن أكون زوجة ثانية من فرط حبى وتعلقى به، ومع الضغط تقدم بالفعل ليطلبنى من أهلى، الذين رفضوا بشدة طبعا لأنه متزوج، وللفارق الكبير بيننا اجتماعيا وعلميا.
إلا أن الغشاوة التى كانت على عينى جعلتنى استمر فى المعارضة والمحاولة مع أهلى لمدة 5 سنوات، حتى يقبلوا به، لدرجة أنى صارحت أمى بأنى تزوجته بالفعل فى السر، حتى تقف بجانبى وتساعدنى فى إتمام الأمر، تعقدت الأمور أكثر، وزاد رفض والدى للموضوع وللشخص، لدرجة أن والدى استعان بالشرطة لضمان عدم تعرض هذا الشخص لى مرة أخرى.
مررت بمواقف كثيرة، وفعلت كل ما يمكن أن يخطر على بالك حتى أتمم هذه الزيجة، إلا أنه مع كثرة المشاكل اتضح لى الكثير من الأمور التى كنت أغفلها من قبل، بالإضافة إلى حدوث مشاكل كثيرة من جانب زوجة هذا الشخص، فأخذت قرار أن أنهى هذا الأمر وابتعد نهائيا عنه، ففاجئنى هو الآخر بأنه باعنى بمنتهى السهولة، وتركنى وكأن شيئاً لم يكن، مما برهن لى على أنه لم يكن جدير بى فعلا أبدا، ثم حاول بعد فترة الرجوع إلى، إلا أننى أغلقت فى وجهه الباب تماما وانتهى الأمر.
بعدها مررت بأسوأ فترات حياتى، أصبحت أشعر بالألم فى كل أجزاء جسمى، حتى أثناء بلعى للماء، خسرت من وزنى الكثير، وأصبحت إنسانة حزينة ومكسورة إلى أقصى درجة، حتى أن والداى ذهبوا بى لأطباء نفسيين ليساعدونى على عبور هذه المرحلة، لكنها مرت والحمد لله، وخرجت منها وأنا متخذة لقرار أنى سأخبر زوج المستقبل عن كل شىء قبل الزواج مرة أخرى، وهذا ما خالفنى عليه أهلى طبعا بشدة، فقد كان رأيهم أن أقوم بعمل العملية التى تعيدنى عذراء وأكتم هذا السر تماما إلى الأبد.
وبعد عامين تعرفت على شاب آخر، يعمل فى مهنة مرموقة أيضا ولكن بمرتب ضعيف جدا، تحاورنا وتقاربنا، وحكيت له عن كل شىء، فوجدته شخصا متفهما إلى أقصى درجة، ما جذبنى له أكثر، وجعلنى أتمسك به أكثر وأكثر، أحببته جدا ورأيت فيه هدية الله لى، ليخبرنى أنه سامحنى وفتح لى بابا جديدا للحياة.
أتخطبنا لمدة سنة ونصف، لم أحمله أى تكاليف للخطبة أو الزواج، فلم أطلب شبكة أو مهر أو غيره، حتى الشقة فقد وفرها لنا أهلى، واتفقنا على أن نرتب حياتنا خارج مصر، لأنى وقتها كنت فى انتظار سفرى للعمل بالخارج، فما كان منه إلا أن ترك وظيفته، التى طالما شعر أنها لا ترضى طموحه، والتى حلم كثيرا بتركها، انتظارا لسفره معى، فترة خطوبتنا كانت مليئة بالمشاكل، لأنه شخص حساس جدا، وكان يعتقد دائماً أنى وأهلى نلمح إلى أنه اجتماعيا وماديا أقل من مستوانا، الشىء الذى كان يدفعنى دائما إلى الاعتذار والمصالحة وأحيانا البكاء، حتى يرضى ويعود لطبيعته معى.
وقبل إتمام الزواج بفترة بسيطة فوجئت به يقول لى إن له شرطا حتى نتزوج ونسافر معا، وهو أن أعطيه نصف مرتبى كل شهر، سواء وجد هو عمل أم لا، كنوع من أنواع المقابل ل (غربته) وسفره معى، على أن أتكفل أنا بمصروفات البيت والمعيشة حتى يجد هو عمل له، تعجبت جدا من هذا الشرط، وحاولت إثناءه عنه، لكنه كان مصمماً ولم يكن هناك الكثير من الوقت للجدال، فوافقت، وتم الزواج وسافرنا، وفعلا كنت أعطيه نصف مرتبى، وأنفق أنا من النصف الباقى على بيتنا وعلى نفسى.
سعيت كثيرا لإيجاد عمل له، وكنت أعرض عليه وظيفة كل عدة أيام، إلا أنه كان يرفض باستمرار ويتحجج بأى شىء، حتى انفعل مرة وتشاجرنا وطلب منى ألا أعرض عليه أى وظائف مرة أخرى، وأن أتركه (براحته) يفعل ما يريد فى الوقت المناسب له، طبعا قبلت على مضض وسكت، لمدة تزيد على السنة، وقلت ربما يتغير الوضع مع الوقت، ثم جاء ابنى إلى الحياة، فاعتقدت أن المسئولية ستدفع زوجى لأن يقول لى إنه سيعفينى أنا من كل هذا وسيبدأ هو المشوار، إلا أن ذلك لم يحدث بكل أسف، بقى الحال على ما هو عليه، ظللت أنا أعمل خارج البيت، وداخله، وأراعى ابننا الصغير، لدرجة أنى أصبحت أعمل لمدة 18 ساعة كل يوم، فى حين أن زوجى يبقى مستلقيا طوال النهار والليل على الأريكة يتابع التليفزيون والنت، ويأخذ نصف مرتبى كل شهر!!!.
تعبت من هذا الوضع، وتناقشت وتشاجرت أكثر من مرة، فكان رده النهائى أنه مستعد لأن يعمل هو، وأن يعول هو أسرتنا بشكل كامل دون مساعدتى لكن بشرط أن نعود إلى مصر بشكل نهائى، وحينها سأكون مطالبة بالعيش فى حدود إمكانياته _التى ستكون ضعيفة بالطبع_ وعدم مطالبته بأى شىء غير ما يستطيع هو تقديمه لى، فهو لا يجد نفسه فى العمل بالخارج، ويريد أن يبدأ عمله الخاص فى مصر،
أنا متأكدة من أن الوضع سيكون صعباً إذا تركت عملى هنا وعدنا إلى مصر، لكنى ومع شدة تعبى وإرهاقى وضجرى من هذا الوضع، فكرت فى أن أضعه أمام الأمر الواقع ونعود فعلا، وأتركه يجد لنا طريقة لكى نعيش هناك، لكنى أخاف أن أندم بعد أن افعل، خاصة وإن لم يصدق هو ووجد لنفسه عملا نعيش منه.
فكرت فى أن أجد حلا وسطا، وقلت له إنى سأظل متكفلة بمصروفات بيتنا وحياتنا حتى يجد عمل، لكن على أن يعفينى من إعطائه نصف مرتبى، لكنه رفض بشده، وقال لى إنه كان عهداً وأنا ملتزمة بتنفيذه طالما وافقت عليه من البداية، لأن (المؤمنين) لا يخلفون عهودهم!!.
زوجى شخص ملتزم، وحنون على ابنه، وبه الكثير من الصفات التى يحمد عليها، لكنه لا يساعدنى إطلاقا فى أى شىء، لا داخل ولا خارج البيت، أحيانا أشعر بأنه شخص جيد لكنه تائه لا يعرف ماذا يريد، وأحيانا كثيرة أشعر أنه شخص استغلالى إلى أقصى درجة، أنا فى صراع يومى، وأريد أن أتخذ القرار الصحيح، وأنت أول من أطلعه على كل هذه التفاصيل، فحتى أهلى لا يعرفون شيئا عن كل هذا، لأنه طلب منى ألا أخبر أحدا عن أنه لا يعمل حتى الآن.. فهل أجد عندك حل؟
وإليكى (م) أقول:
أحيانا كثيرة.. عندما نوضع فى موقف ما لا نرغبه، ولم نكن نتوقعه، ولا نجد له حلا، نرفض رؤية الحقيةه، التى تكون دائما واضحة مثل الشمس، لا يمكن إنكارها، ويمكن لكل صاحب عقل وقلب أن يراها، وهى أن هذا الوضع الذى نحن فيه لن يتغير بمفرده، ولن يحل من تلقاء نفسه، نظل ننتظر العصا السحرية التى ستغير حياتنا إلى الأفضل، ونظل نعتقد فى أننا سنستيقظ يوما ما لنجد أن كل شىء أصبح على ما يرام.. هكذا، وحده، وفجأة، لنكمل حياتنا سعداء مطمئنين، وكأن شيئا لم يكن..
أنت كذلك يا عزيزتى، ترفضين رؤية الحقيقة، وهى أن زوجك لن يتغير، ولن يأتى اليوم الذى سيقوم فيه بدوره، هكذا من تلقاء نفسه، دون ضغط أو فرض أو عناء، الرجل (الطبيعى) لا يستمتع بالركون إلى الراحة بينما تعمل وتشقى زوجته، حتى وإن تعارض الواقع مع طموحه وأحلامه وإمكانياته، تجدينه يسعى ويحاول ويكافح، ويبدأ من أى مكان حتى يصل يوما ما إلى حيث يريد، إن لم يكن ذلك بدافع المسئولية والرجولة، سيكون بدافع إثبات نفسه وتحقيق ذاته على الأقل.
الرجل (الحق) يتحمل ويتحامل على نفسه حتى لا تتعب زوجته (حرمه)، وحتى لا يحتاج ذويه، ينتهز أى فرصة، بل وحتى أن لم تكن هناك فرصه يخلقها هو، حتى يثبت أنه (رجل) وأنه جدير بهذه الصفة، وأنه قادر على التكفل بمن يعول.. هذا هو الرجل، الذى لا يستحل مال زوجته أو يتنعم بالراحة على حسابها، مهما كانت الظروف والأسباب.
أما عن زوجك.. فى البداية كان يعمل فى مكان لا يعجبه ولا يرضى طموحه، ومع ذلك لم يحاول تغييره، ثم جاءت ظروف سفرك والتى قد تكون بمثابة فرصة يحلم بها الكثير من الشباب مثله، حتى يبدأ فى مكان أفضل ويبحث لنفسه عن عمل يرضى أحلامه ويحقق طموحه، ولكنه لم يفعل، رأى فى سفرك فرصة من نوع آخر، وهى أن يأخذ مرتباً - الذى هو نصف راتبك - وهو جالس مستريح فى البيت، يتابع شاشات التليفزيون والنت كربات البيوت !!.
ثم وبعد أن اكتشف انك لن ترضى بهذا الوضع بسهولة، وبدلا من أن يقرر أن يبدأ فى القيام هو بدوره الطبيعى فى حياتكما، فكر فى كذبة جديدة، وحجة جديدة، وهى أنه لا يجد نفسه (فى الغربة)، وأنه يريد أن يبدأ عمله الخاص فى مصر، ألم يكن فى مصر من قبل وقال نفس الكلام؟، ألم تكن لديه الفرصة هناك حتى قبل أن يراكى كى يبدأ هناك ويحقق نفسه، كما يريد؟، ما الذى منعه؟ كيف تصدقيه يا سيدتى؟ كيف تنطلى عليك هذه الحيلة الجديدة؟.. من يريد أن يفعل شيئا يفعله، فى أى مكان وتحت أى ظروف، حتى وأن طال الأمد ولكنه يسعى ويحاول، يفشل تارة وينجح تارة، حتى يوفقه الله إلى مراده.. لا يضع يده فى المياه الباردة، ويبحث فى كل فرصه عن عيب أو حجة حتى لا يتحرك، ويقوم غيره عنه بدوره!!.
قد أقبل بأن تتكفل المرأة بجزء من نفقات بيتها وأولادها ومعيشتها، نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية فى بلادنا، وقد أتفهم أن تقوم هى بكل الحمل أحيانا لفترة ما، إذا كان هناك أزمة أو ظرف طارئ، كمرض زوجها، أو فقدانه المفاجئ لعمله، لكنى لا يمكن أن أقبل أن يكون هو بكامل صحته وعافيته وطاقته، وأمامه بدلا من الفرصة فرصتان وثلاثة، ومع ذلك يبقى مستريحا متنعما بدفء الأريكة، راضيا لزوجته الشقاء خارج البيت وداخله...لماذا؟، أى رجل هذا؟!!.
ثم عن أى (العهود) يتكلم؟، وعن أى (مؤمنون) يجرؤ أن يتحدث؟، ألم يجعل الله الزواج (عهدا) وميثاقا غليظا، يلتزم فيه الزوج (الرجل) بالإنفاق على أهله، والتكفل بزوجته وأولاده؟، ومن أجل ذلك كانت له (القوامة) على الزوجة؟، أليس هذا عهدا؟، أليس هذا شرعا؟، أليس هذا حقا أحق أن ينفذ ويتبع؟، لن أشكك فى قولك بأن زوجك (ملتزم)، فربما يكون يحافظ على صلاته وصيامه وعباداته، ربما يكون ملتزما بفروضه مع الله، لكن أين هو من التزامه بحقوق الناس؟، أين هو من التزامه بحقوق أهل بيته؟، ألم يقل رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول)؟.. أين هو من كل ذلك؟.
سامحينى يا عزيزتى لو كنت أتحدث عنه بقسوة، فأنا لا أقصده هو بعينه، ولكنى أتحدث عن أى شخص يعيش بنفس الطريقة، ويرضى لنفسه نفس المكان.. أين ذهب الرجال؟؟؟؟.
عودة إلى مشكلتك أنت، تأكدى تماما من أنه لا يعنى شيئا مما يقول، وأنه لن يختار أن يعمل وأن يتعب هو إلا مرغما أو مضطرا، فالتجربة خير دليل، وكفاكى تجارب فى نفسك وفى ابنك، لا تتركى عملك سعيا خلف السراب، سوف تخسرين كل شىء إذا قررتى التخلى عن ظروف مستقرة ومضمونة، والعودة إلى مصر حيث لا شىء مضمون إطلاقا، لا عمل لك، ولا عمل له، ولا أى مصدر دخل ثابت، خاصة فى ظل الظروف الحالية، ستخسرين أنت مورد رزقك، فى حين أنه هو لن يتغير ولن يفعل شيئا.
الحل هو انك تتوقفين عن منحة نصف مرتبك فورا، وليفعل ما يفعل، صارحيه بمنتهى الحسم أنك سئمتى هذا الوضع، ولن ترضى به بعد الآن، وأنه عليه أن يبحث عن عمل كأى رجل، أى عمل، حتى وإن كان بسيطا، ولكنه يجب أن ينفق على بيته وعلى ابنه، حتى وأن تشاركتما الإنفاق، لكنه يجب أن يكد ليكون سبباً فى جلب الرزق لهذا البيت، وأن رفض أو ثار أو افتعل المشاكل هدديه بأنك ستخبرين أهلك وأهله بكل شىء، وأن استمر فى تخاذله وتكاسله أخبريهم بالفعل، فلم يعد لديكى شيئا تخسريه، الحياة بهذه الطريقة لن تستقيم، ولابد من (وقفة) لوضع النقاط على الحروف.
اثبتى على رأيك، ودافعى عن حقك وحق ابنك بإصرار، وصعدى الموضوع إذا لزم الأمر، فهذا هو الطريق الوحيد _ بكل أسف_ حتى ينتبه ويتذكر ويشعر أنه ما زال رجلاً، له ما له وعليه ما عليه فى هذه الحياة.
أما إذا رأيتى أن تنفيذ هذا صعب، وأنك ستخافين من تطور الأمور، وأن مجرد بقائه فى حياتك أهم من راحتك وصحتك وسلامتك النفسية، وأهم من نمو ابنك بشكل سوى وسليم.. فأنصحك بالبقاء كما أنت، ارضى بوضعك الحالى، وتأقلمى وتكيفى بأى شكل كان، كثيرات هن من يعشن حياتهن بهذه الطريقة، يتجرعن الألم والمرارة والهم، لكنهن لا يقوين على أخذ أى فعل لتغيير حالهن.. لك مطلق الحرية فى الاختيار، أنا لا أرغمك على فعل شىء، ولكنى أرى من الأمانة أن أخبرك بأن صمتك لن يغير شيئا، وأن شخصا مثل زوجك لن يشعر من تلقاء نفسه، فكما يقول المثل المصرى ( هى الحداية بتحدف كتاكيت؟!!).
لاشك أن زوجك استغل ظروفك _ ولو جزئيا_ حتى ينتفع هو بكل مقومات الزيجة المريحة، تزوج بدون أى أعباء، لا شقة، لا شبكة، لا مهر، ولا حتى وظيفة مستقرة، لا شىء مما يتعب من أجله الآخرون فى الظروف العادية، وقد يكون اعتبر كل هذا مقابلا منطقيا لقبوله بالزواج منك بظروفك ال(غير طبيعية)، لكن كل هذا لا يدفعه إلى ما هو فيه من تخاذل، وتكاسل، واستحلال لتعبك ومالك، فهو شخص غير سوى من البداية بكل تأكيد، فزواجه منك ليس ذنبا مطلوب منك أن تكفريه ما بقى لك من عمر، بأن تدفعى له المقابل من تعبك وصحتك وعمرك، هو قدم تنازلات عندما رضى بالزواج منك، وأنت أيضا قدمتى تنازلات فى المقابل، وبدأتما الحياة، فلا مبرر أبدا لأن تظلى تقدمين فى تنازلات و(استرضاءات) طوال الوقت، ثمنا ل(تكرمه) بالبقاء معك... أفيقى، انظرى إلى الواقع كما هو، وأدركيه، واعلمى أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.