تحتفل مصر بذكري تحرير سيناء هذا العام وهي تخوض معركة شرف جديدة, أصعب وأقسي من كل المعارك السابقة علي مر التاريخ, معركة تطهير أرض الفيروز من دنس الإرهاب, وطابور خامس يتلقي تمويلا ودعم وتسليحا من الخارج, تمويلا بلا حدود.. نحتفل اليوم بهذه الذكري العزيزة والقوات المسلحة والشرطة المتمركزة بسيناء, تؤدي مهامها بكفاءة واقتدار.. وتضحية وفداء.. في تنفيذ الخطط الأمنية المحكمة لمحاصرة وتضييق الخناق علي العناصر التكفيرية والقضاء عليها في مناطق مكافحة النشاط الإرهابي, الذي دنس أرض سيناء الطاهرة بمساندة الشعب المصري, الذي يقف بإجلال واحترام للدور الوطني الذي يقوم به مقاتلو القوات المسلحة والشرطة في دحر الإرهاب واستعادة الأمن بهذه البقعة الغالية من أرض مصر, وتنفيذ الضربات الاستباقية الناجحة ضد هذه العناصر باستخدام كل القوة ضد كل من تسول له نفسه أن يرفع السلاح ضد أي مصري في سيناء, أو في ربوع الوطن بعقيدة الجيش المصري الراسخة والأصيلة هي حماية الشعب والوطن وليس الاعتداء علي أحد لتسطر قواتنا المسلحة من صفحات من البطولة والفداء من أجل الوطن. فمواجهة الإرهاب التي تتم علي أرض سيناء ونحن نحتفل بعيد تحريرها من الاحتلال لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة فالعدو في الماضي هو العدو في الحاضر ولذلك يخوض جنودنا البواسل أشرف مهمة علي الإطلاق لتحقيق الأمن والأمان للشعب المصري, في إطار العملية الشاملة سيناء2018 والتي حققت نجاحات كبري كسرت شوكة الإرهاب وأصبحنا علي مشارف نصر تحرير جديد قريبا للاحتفال بالنصر علي خوارج هذا العصر, تمهيدا لعملية التنمية في سيناء وهي بالفعل تتم علي الأرض دون ضجيج, بعد أن تم تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء الثقة والروح المعنوية للشعب المصري والإيمان والقدرة علي الانطلاق نحو المستقبل, وأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة للبناء وجني الثمار في سيناء.. يد تحمل السلاح للتطهير, ويد تبني للتعمير, فماذا يقول الخبراء عن توافق ذكري التحرير بمعركة فاصلة مع الإرهاب, تسير جنبا إلي جنب مع مشروعات كبري للتنمية والبناء؟ في البداية يؤكد اللواء فؤاد يوسف الخبير الاستراتيجي أن احتفال مصر بأعياد تحرير سيناء مختلف هذا العام, حيث تخوض قواتنا المسلحة حربا ضد أعداء الوطن المأجورين من الخارج في مناطق وعرة وشاسعة, وهذه المعركة لا تقل ضراوة عن بطولات حرب أكتوبر المجيدة التي حررت تراب سيناء المقدس, واليوم تتكرر الأحداث بتفاصيلها, حيث دفع أعداء الوطن بقلة مأجورة خائنة لتعطل مشروعات تنمية سيناء, وكان لهم جيش مصر العظيم بالمرصاد ليحمل علي عاتقه أشرف مهمة ويضحي مرة أخري من أجل سيناء وتراب مصر وشعبها, فالشكر للمقاتلين الأبطال علي ما يقومون به من أعمال جليلة, تستهدف الحفاظ علي أمن مصر وشعبها وصون مقدسات الوطن. وقال اللواء فؤاد يوسف: إن القوات المسلحة حرصت علي المشاركة بفاعلية ضمن الجهود تنمية سيناء وتطهيرها من الإرهاب واضعة هدفها الأساسي هو المواطن المصري بشمال ووسط وجنوب سيناء, وخاصة في المناطق الأكثر احتياجا والعمل علي تحسين الظروف المعيشية من خلال حزمة من المشروعات التنموية والخدمية ومشروعات البنية التحتية وفقا لاستراتيجية شاملة تحقق الارتقاء بالقوي البشرية واستغلال الموارد المتاحة, وبما ينعكس علي القضاء علي الإرهاب والتطرف الفكري كنتيجة حتمية للبناء والتعمير. وشملت المشروعات تحديث البنية التحتية وخلق مجتمعات تنموية حضارية لتوفير فرص عمل لقاطني سيناء ومدن القناة المتاخمة من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وقيادة شرق القناة بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة. ويؤكد العميد حلمي زكي أن تحرير سيناء جاء بعد تضحيات كبري عسكرية وسياسية, وأنه كان ضمن الوفد المشارك في المفاوضات النهائية لتسلم الأرض من الأعداء ورأي مدي حسرتهم بعد أن حققت مصر نصرا عزيزا علي كل مصري, ولذلك فمهما حدث لن تفرط قواتنا المسلحة في ذرة رمل واحدة من الأراضي المصرية, وعلي الصعيد الأمني لتطهير سيناء من الإرهاب وجعلها بيئة صالحة للتنمية والاستثمار, وقال إن القوات المسلحة والشرطة ستسلم سيناء قريبا خالية تماما من الإرهاب بعد أن نفذت القوات المسلحة عدة عمليات ناجحة كان آخرها العملية الشاملة سيناء2018 التي حققت نجاحات كبري علي الأرض رغم صعوبة المعركة مع قلة صغيرة تتخذ من المواطنين ومن تضاريس سيناء ستارا لها, ومع ذلك فقد وجهت القوات المسلحة ضربة قوية للغاية في إطار جهود العملية الشاملة سيناء2018, مما يؤكد معه أن مقدار المقاومة للتنظيمات الإرهابية بدأ يتلاشي, وبدأت تشكيلاتهم تتكشف, وقال: إن القوات المسلحة اقتربت من تنفيذ المهمة بشكل كبير, مما يترتب عليه أيضا أن التنظيمات الإرهابية تفقد سيطرتها بعد مقتل أميرها. وأضاف أن البيانات الصادرة من القوات المسلحة, تؤكد أن الأهداف المرصودة من أجهزة المعلومات دقيقة للغاية, وتدل علي تعاون مستمر من أهالي سيناء في سبيل القضاء علي التنظيمات الإرهابية والتكفيرية, مؤكدا أن المعلومات تعتمد بشكل كبير علي بلاغات المواطنين, حيث يتم تحليلها بشكل دقيق للغاية, يتلو ذلك أعمال الاستطلاع, وبعدها يبدأ التعامل مع البلاغات بواسطة الوسائل المتاحة. وحول سير عملية التنمية في سيناء جنبا إلي جنب مع معارك تطهيرها قال العميد حلمي زكي بطل الصاعقة في حرب تحرير سيناء: إن التنمية ستتحقق بمشيئة الله, ولذلك فإن الدولة تضع نصب أعينها الاستمرار في تنميتها والتي تقدر تكلفتها ب275 مليار جنيه, كما تم الانتهاء من إنشاء مطار مدني بسيناء كإحدي دعائم التنمية خلال الفترة المقبلة. ويؤكد اللواء محمود خلف الخبير الاستراتيجي بأكاديمة ناصر العسكرية العليا أن ذكري تحرير سيناء تعيد للشعب المصري ذكري تضحيات وبطولات جيش مصر البطل وبمساندة شعب مصر العظيم ففي الماضي استطاعت القوات المسلحة والقيادة السياسية إقناع العدو بأن الجيش المصري هو جيش من البسطاء ليس في استطاعته أو بمقدوره شن حرب شاملة لتحرير سيناء, ولكنه يمكن أن يقوم بمناوشات للتأثير علي المعنويات فقط, وأعطت القوات المسلحة للعدو من المظاهر التي تؤكد له صحة ذلك بأن مصر لن تحارب قبل30 عاما, حيث قامت القوات المسلحه بتنفيذ مشروع تدريب5 مرات تم خلالها استدعاء قوات الاحتياط لمدة3 أسابيع ثم يتم إعادتها, حتي كانت إسرائيل علي قناعة تامة بأن كلام الرئيس السادات عن الحرب مجرد تهريج ورفع لمعنويات الشعب المصري, وكان الجنود يقومون بصيد الأسماك علي الشواطئ ووصل هذا إلي مداه حتي أن عددا كبيرا من الجنود كانوا يمارسون الرياضة والألعاب علي الجبهة حتي قبل قيام الحرب ب90 دقيقة, وتركنا بعض الجنود في ممارسة الألعاب لحين اندلاع الحرب لتحقيق عنصر المفاجأة, لأن القوات المسلحة وصلت إلي قناعة بأن تحقيق عنصر المفاجأة سوف يشل تفكير العدو ويفقده القدرة علي المواجهة. كان انهيار خط بارليف بداية انهيار الجيش الذي لا يقهر.. ولكن ظهرت العبقرية العسكرية المصرية في كل شيء بدءا من انهيار أكبر ساتر ترابي صناعي في تاريخ الحروب وخلفه خط بارليف المنيع الذي يعد أكبر ساتر ترابي صناعي في التاريخ انهار في6 ساعات فقط, وهذا يمثل إعجازا وإنجازا حققه الجيش المصري في زمن قياسي, وهذا لم يكن ليتم إلا بالعمل والترتيب الدقيق لنحو أكثر من نصف مليون مقاتل يعملون في تناغم منتظم, واستطاعت عبقرية سلاح المهندسين العسكريين التفوق علي القوة الغاشمة للعدو, فأغلقت فتحات النابالم قبل الحرب مباشرة واستخدمت المياه في مواجهة الخط الذي انهار أمام العبقرية المصرية, كما حققت الضربة الجوية والمدفعية الميدانية نتائج مذهلة حيث دمرت خطوط الدفاع الأمامية للعدو وحققت إنجازا كبيرا تمثل في تدمير شبكات الاتصال للعدو, وبالتالي أصبحت إسرائيل لا تعرف ماذا يحدث في سيناء وظلت لمدة24 ساعه لا تعرف ماذا حدث, لدرجة أن موشي ديان كان موجودا علي الجبهة صباح يوم6 أكتوبر وزار النقاط وانصرف معتقدا أن كل شيء علي ما يرام ومصر لن تحارب كالعادة, ولو فكروا في الحرب فسوف تفعل بهم إسرائيل الأفاعيل, وبعد24 ساعة كان يصرخ بعد أن علم بحجم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي. وقال: ونحن نحتفل اليوم في ظل معركة تطهير جديدة تجري علي أرض سيناء ومناطق أخري من إرهاب دخيل علي الشعب المصري ومن المفارقات أن الصفحات المضيئة والانتصارات العظيمة في التاريخ المصري كانت نتيجة تلاحم الشعب مع الجيش, وفي حرب6 أكتوبر1973 أثبتت القوات المسلحة وشعبها أن مصر ترفض الذل والهوان مهما كانت المحن والشدائد, وأن مصر أقوي من المحن وأصلب من الشدائد وهو ما يحدث اليوم أيضا حيث يقف الشعب المصري العظيم صفا واحد في ظهر قواته المسلحة والشرطة وهي تعيد تطهير سيناء من خوارج العصر. وقال اللواء محمود خلف إن انتصار أكتوبر هو في الأساس انتصار للعقلية المصرية قبل أن يكون انتصارا عسكريا, حيث استطاعت القوات المسلحة التغلب علي العقبات التي وقفت أمام الانتصار من خلال الفكر, كما يؤكد أن ثورة30 يونيو بمثابة العبور الثاني حيث تلاحم الشعب والجيش فتحقق الانتصار مثلما حدث في نصر أكتوبر.. واليوم تترجم القوات المسلحة عبورا ثالثا لدحر الإرهاب الذي يلفظ أنفاسة الأخيرة وعن نتائج العملية الشاملة سيناء2018 حتي الآن والتي تتواكب مع ذكري تحرير سيناء, قال إن النتائج تؤكد للجميع أن قواتنا المسلحة في أعلي درجات الاستعداد القتالي, وأن هناك تنسيقا كاملا وتنسيقا بين فروع الجيش, موضحا أن مصر أظهرت قوتها العسكرية المستمدة من تماسك الشعب, وأفشلت خطة محكمة لضرب المجتمع المصري وأن القوات المسلحة دائما في حالة استعداد قتالي, ونراها في المناورات العسكرية التي نجريها بصفة دورية, فخلال المناورات أو مشروعات الحرب, ندرس الفعل ورد الفعل, أي نقوم برسم سيناريو تخيلي, في حالة ما إذا قام العدو بفعل ما, ماذا سيكون رد فعلنا لحماية أراضينا, وهكذا.. فرجال الجيش دائما في درجة استعداد عالية, بسبب دراستهم لرد فعلهم, في حالة الهجوم عليهم, سواء كان الهجوم من قوات نظامية أو جماعات مسلحة إرهابية.. فالوضع في سيناء ليس صد هجوم فقط, ولكنه صد وتدمير لقوات العدو وهو ما يراه الشعب المصري من خلال نتائج العملية الشاملة سيناء2018 أو قبل ذلك من عمليات نوعية مثل عملية الواحات التي سطر خلالها أبطال القوات المسلحة صفحة مضيئة وجديدة من البطولات. وقال: ونحن نحتفل بذكري التحرير لسيناء الحبيبة لا بد أن أطمئن الشعب المصري وأطالبه بعدم القلق علي سيناء لأن القوات المسلحة لن تفرط في سيناء ولن تقبل بوجود إرهابي واحد علي أرضها, لكن الجيش كعادته يعمل في صمت ولا يتحدث إلا بعد تنفيذ المهام, ويحافظ علي السرية والقوات المسلحة تتواجد علي أرض سيناء بقوة ليست مسبوقة منذ حرب73, ورغم أن الشعب يريد معرفة ما يحدث أولا بأول ولكن القوات المسلحة تخوض حربا ضد الإرهاب بتفويض شعبي وسوف تحقق الانتصار خلال فترة وجيزة ولكنها تراعي الحفاظ علي الأرواح وإنجاز المهام بأقل الخسائر وفي سرية تحافظ علي نجاح عمليات القبض علي الإرهابيين علي قيد الحياه لإغلاق الملف إلي الأبد. وقال اللواء محمود خلف, المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: إن العملية العسكرية الشاملة سيناء2018 تعطي رسالة بأن هناك قدرات عالية للقوات المسلحة, فهي تعمل بكل الاتجاهات بالبر والجو والبحر, وإننا علي استعداد للعمل بأكثر من ذلك لكوننا لدينا أقوي جيش في المنطقة, وتأكيد علي أن هناك إصرارا علي تنظيف مصر من الإرهابيين, وأضاف أن سيناء2018 افتتاحية لإستراتيجية الخلاص من الجماعات الإرهابية, مناشدا بضرورة عدم الاستماع لما تنشره بعض وسائل الإعلام عن العملية العسكرية الشاملة إلا عن طريق المتحدث باسم القوات المسلحة فنحن في حالة حرب حقيقة ومستمرة يشترك فيها جميع عناصر الدولة. وشددعلي أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي في الحرب علي الإرهاب ولديه من الإرادة علي مواجهة المخاطر في سبيل النصر.