كشف الدكتور عبدالهادي زارع رئيس لجنة الفتوي الرئيسية بالأزهر الشريف في حواره ل الأهرام المسائي عن أعمال لجنة الفتوي و أنشطتها الاجتماعية بجانب إصدار الفتاوي حول الامور الفقهية المختلفة ومحاكم الأسرة كالإصلاح بين المتنازعين وتدريب المفتيات والوعاظ علي كيفية الفتوي وإنزال الحكم الشرعي علي الواقع والقضايا المستجدة بما لايتصادم مع الشرع الحنيف خاصة في قضايا الطلاق وأضاف زارع أن الفتاوي الشاذة يمكن السيطرة عليها من خلال مؤسسات الافتاء الرسمية في الدولة كمجمع البحوث الاسلامية ولجنة الفتوي الرئيسية بالأزهر الشريف ودار الإفتاء باعتبارهم يتبعون منهج الاتباع لسنة الرسول صلي الله عليه وسلم وانها شذت لاتباع اصحابها منهج الابتداع واتباع الهوي إلي نص الحوار: ما هي طبيعة عمل لجنة الفتوي؟ بيان أمور الدين والقيام بالإبلاغ عن سيد الخلق صلي الله عليه وسلم فيما يخص الحكم الشرعي للناس والتصدي لفوضي الفتاوي واضطرابها والأخذ بيد المجتمع للابتعاد عن الفتاوي المتطرفة والمتعصبة التي تفتقد منهج الوسطية. والاعتدال حيث يتم تكليف بعض الشباب من أعضاء هيئة التدريس والمدرسين المساعدين من كليات الشريعة والقانون وادراسات الاسلامية كباحثين متخصصين للبحث في الآراء الفقهية للرد علي الأسئلة والفتاوي التي ترد إلي اللجنة والأخذ بأيسر المذاهب واختيار الرأي الذي يتناسب وتدعيم كيان الأسرة ما المنهج الذي تعمل من خلاله اللجنة؟ منهج اللجنة في الفتوي يقوم علي الرأي الجماعي باعتبار ان الفتوي في الأزهر الشريف مؤسسية لبيان الأحكام الفقهية التي تتناسب والوقائع والأحداث مع مراعاة القواعد الفقهية الكبري وأهمها قاعدة تغير الفتوي بتغير الحال والزمان والمكان والعرف والبيئة لإنزال علي الواقع والقضايا المستجدة وفقا للسؤال المرسل إلي اللجنة. ما عدد الفتاوي التي تصدرها اللجنة سنويا؟ أصدرت لجنة الفتوي أكثر من مائة الف فتوي خلال العام الماضي, استمعت خلالها اللجنة للأطراف الشاكية خاصة في الخلافات الزوجية لتعريفهم بالحكم المناسب في كل مسألة لحثهم علي ما يناسبهم للارتقاء في حياتهم, كما أصدرنا مايقرب من553 فتوي لمحاكم الأسرة لإصدار الحكم النهائي في الدعاوي القضائية المرفوعة أمامها سواء الخاصة بالنكاح أو الطلاق أو الفققة والحضانة أو الميراث أو ثبوت النسب أو نفيه وغيرها من الفتاوي التي تحيلها المحكمة المختصة للجنة الفتوي لأخذ الرأي الشرعي فيها لإصدار الحكم بناء علي الفتوي المقدمة لها من لجنة الفتوي الرئيسية بالأزهر الشريف بجانب إصدار مايقرب من29 ألف فتوي استقبلها الموقع الإلكتروني لمجمع البحوث الإسلامية من مختلف البلاد وراعت اللجنة في فتواها مكان ورود السؤال نظرا لتغير الفتوي بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأعراف والبيئات. ما هي طبيعة الفتاوي عن طريق الإنترنت؟ بالنسبة للفتاوي التي ترد لموقع مجمع البحوث الإسلامية وموقع البوابة الإلكترونية للازهر الشريف فإنه يتم الاجابة عليها وتصل للموقعين الإلكترونيين ومن أراد أن يراجع أو يسأل الكترونيا فليرجع لبوابة الأزهر أو موقع مجمع البحوث الإسلامية وذلك من أي مكان في العالم, وأغلب الأسئلة التي ترد عن طريق الإنترنت تتعلق بشئون الأسرة والميراث وفقه الأقليات, حيث يحرص السائل علي أخذ الفتوي من مؤسسة الأزهر الشريف للوثوق به والاطمئنان إلي صحته. كيف يتم بحث الدعاوي المرفوعة إلي المحاكم في قضايا الطلاق والميراث؟ المحكمة ترسل الأوراق والثبوتات إلي اللجنة لبيان الحكم الشرعي في موضوع الدعوي وبمجرد اخطار اللجنة يمثل الطرفان أمامها لمناقشتهما خاصة في موضوع الدعوي ومدي امكانية اسقاط إحدي الطلقات التي رفعت الدعوي من اجلها ويقسمان علي ما أقرا به في توصيف الطلقات وبناء علي هذا تصدر الفتوي ثم ترفع إلي المحكمة. حينما يأتي الزوج والزوجة وبنيهما عدة طلقات شفهية يبدأ عرضهما علي اللجنة لمناقشتهما في طبيعة المشكلة وألفاظ الطلاق التي تمت والحالة التي كانت عليها الزوجة أو الزوج. ماذا عن دور اللجنة في مواجهة التفكك الأسري ؟ في كثير من دعاوي الطلاق يتم تشكيل لجان علي أعلي مستوي من أعضاء هيئة التدريس العاملين في لجنة الفتوي للبحث في أقوال الفقهاء عن قول يري بعدم وقوع الطلاق حفاظا علي كيان الأسرة من التفكك وعدم تشرد الأبناء. ما أهم الفتاوي أو الجديد منها؟ دعوي اثبات نسب عن طريق البصمة الوراثيةd.n.a إلا أن اللجنة لم يصلها إثبات علي تنازع النسب فردت الأمر الي أصلة وغلبت ان الولد للفراش اتباعا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم وحفظا لنسب المولود من الضياع طالما أن العلاقة بين الزوجة والزوج صاحب الفراش قائمة ولم يحدث بينهما افتراق أو طلاق. ما تقييمكم لمكاتب الفتوي بمحطات المترو؟ هذه المقار فتحت علي سبيل التجربة لبيان مدي استفادة الجمهور والمترددين علي تلك المحطات وقد نجحت التجربة بالفعل وكان عليها اقبال شديد خاصة في الفتاوي السريعة اما ما كانت تحتاج لمناقشة فيوجه المستفتي للجنة الفتوي الرئيسية بالأزهر الشريف. لماذا لم تستمر طالما كانت التجربة ناجحة؟ نظرا لضيق المكان آنذاك أرجئ فتحها في وقت لاحق بعد اعداد مقار مناسبة تتسع لعدد كبير من المستفتين للقضاء علي الزحام والتكدس حتي لايضار المارة وعقب الانتهاء من التجهيزات ستعاد هذه اللجان إلي مقراتها مرة أخري. ما هي أهم الأسئلة التي كانت مطروحة من الجمهور في تلك المكاتب؟ الأسئلة التي تسير حركة الناس في بيوتهم من الأسئلة السريعة التي يتعرض لها الناس في حياتهم اليومية في الفقه والعبادات أو النذور والتبرعات والأضحية بم تفسر ظهور الفتاوي الشاذة ؟ ظهرت لاتباع أصحابها منهج الابتداع واتباع الهوي. وكيف يتم السيطرة عليها؟ السيطرة تتم من خلال مؤسسات الإفتاء الرسمية في الدولة كمجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوي الرئيسية بالأزهر الشريف ودار الإفتاء لأن هؤلاء جميعا يتبعون منهج الاتباع عن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم كما أن الفتوي لابد أن توثق بدليل مناسب لواقع الفتوي يستمد شرعيته من الأدلة الشرعية والأصولية كالقرآن الكريم والسنة النبوية والاجماع والقياس والقواعد الفقهية والأصولية وأهمها قاعدة تغير الفتوي بتغير الزمان والمكان والأشخاص والأعراف والبيئات وذلك كله من خلال تعدد المذاهب الفقهية وتنوع الرؤي والأفهام لإنزال الحكم الشرعي علي الواقعة المعروضة والنوازل المستجدة تدعيما لكيان الأسرة ورعاية لمصالح المجتمع والناس وفقا لمقاصد الشريعة الإسلامية. ماذا عن انشطة اللجنة الرئيسية بجانب الفتوي؟ بالاضافة لعملها في مجال الافتاء سواء للجمهور أو محاكم الأسرة او بعض المؤسسات فإنها تقوم بتدريب الوعاظ علي الفتوي لتأهيلهم للعمل في مركز الفتوي العالمي بالأزهر الشريف للرصد والإفتاء وكذلك تقوم أيضا بتدريب المفتيات اللاتي تقدمن في مسابقة إعداد المفتيات لتأهيلهن للعمل كمفتيات يملكن الخبرة وذلك علي أيدي نخبة من ابرز أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في الفقه وأصوله والفقه المقارن حتي تخرج الفتوي طبقا لواقع الحال وذلك بواقع20 متدربة شهريا علي مدار العام. كيف يتم التدريب؟ تحضر المتدربات إلي الفتوي في اللجنة الرئيسة للفتوي للاستماع الي الأسئلة المطروحة وكيفية الإجابة من خلال الجلوس بجوار المفتي لمناقشة المستفتي والتعرف علي المشكلة والواقعة لصقلهن بموهبة الفتوي حتي تكون الفتوي مناسبة لحال السائل والواقع المعاش لتغيرها طبقا لتغير الزمان والمكان والحال والعرف والبيئة, وهذه الدورات التدريبية مستمرة طوال العام بناء علي تكليف فضيلة الامام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف تلبية لاحتياجات المجتمع للعنصر النسائي في مجال الإفتاء خاصة فيما يتعلق ببعض الفتاوي التي تتسم بالخصوصية النسائية ما الهدف من تدريب المفتيات؟ للعمل في مجال فتوي النساء في القضايا التي تتحرج المرأة الحديث فيها امام الرجل بالاضافة لتصحيح المفاهيم الخاطئة وقطع الطريق علي أصحاب الفتاوي الشاذة ومواجهة الفكر المنحرف والفتاوي الشاذة متي يتم الدفع بهن في مجال الافتاء؟ فور الانتهاء من تدريبهن يتم توزيعهن علي مراكز الإفتاء علي مستوي الجمهورية بجانب عملهن في مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء للإجابة علي مسائل النساء والفتيات وكل ما يتعلق بمشاكل الأسرة قبل تفاقمها خاصة في القضايا التي تخشي المرأة اطلاع الرجال عليها من الفتوي.