لكل أمة مقدساتها التي تعتز بها وتلتف حولها وتدافع عنها بكل ماتملك وقد أكرم الحق سبحانه وتعالي أمة حبيبه( صلي الله عليه وسلم) بكثير من الأماكن المقدسة, واختص منها: البيت الحرام بمكة المكرمة , والمسجد النبوي بالمدينةالمنورة, والمسجد الأقصي بالقدس الشريف بفلسطين, فهي من المقدسات التي تعتز بها الأمة الاسلامية, والتي شرفها وقدسها وبارك فيها وحولها فهي أرض النبوات وملتقي الأديان والرسالات نزل بها أنبياء الله تعالي( سيدنا إبراهيم, ولوط, وإسحق, ويعقوب, ويوسف, وموسي, وداود, وسليمان, وزكريا, ويحيي, وعيسي) عليهم جميعا وعلي نبينا الصلاة والسلام وفيها سخر الله الجبال والطير لسيدنا دواد( عليه السلام) يسبحن معه بالعشي والاشراق, وألان له الحديد كما سخر الله فيها الريح والجان لسيدنا سليمان( عليه السلام), وعلمه منطق الطير وعلي أرضها أبرأ الله( عزوجل) الأكمه والأبرص علي يد نبيه عيسي( عليه السلام), وأحيا لهم الموتي بإذن الله. وإليها كان إسراء نبينا محمد( صلي الله عليه وسلم) بالمسجد الأقصي, حيث كانت صلاته إماما بالأنبياء والمرسلين, ومن علي الصخرة المقدسة كان معراجه( صلي الله عليه وسلم) بالبراق إلي السماوات العلي, إلي سدرة المنتهي. وغير ذلك من الحقائق التي تؤكد مكانة القدس الشريف, وتبين منزلة المسجد الأقصي. حول معني الأرض المباركة وتاريخ نشأتها ولماذا بورك فيها, وواجب الأمة الإسلامية نحوها يوضح الشيخ فكري إسماعيل- من علماء وزارة الأوقاف- أن هذه البقعة الطيبة في مدينة القدس هي بقعة مباركة بنص القرآن الكريم لقوله تعالي سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله فالقرآن الكريم يبين بأسلوب واضح أن هذه البقعة الطيبة التي ستبقي بإذن الله أرضا مقدسة مباركة, والبركة في مفهوم اللغة هنا نوعان أولاهما البركة المعنوية حيث يقول المفسرون بالنسبة للبركة المعنوية ان الله تعالي خص هذا المكان بأن جعله مكانا لكثير من الانبياء لما ورد في الحديث ان مافي موضع قدم إلا وصلي فيه نبي أو ملك فضلا عن قوله صلوات الله عليه عن هذه الأرض المباركة ائتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه بخمسمائة صلاة وورد أيضا: هو أرض المحشر والمنشر. والنوع الثاني من البركة هي البركة المادية وتتلخص في أن الأرض المباركة أرض بيت المقدس بارك الله فيها بأن حباها بالثمار والزراعة والخيرات الكثيرة فهي أرض خضراء يانعة الثمار وشاءت إرادة الله أن يخص هذه البقعة بخيرات كثيرة ومما يبرهن علي أن المسلمين مسئولون عن حمايتها إلي يوم القيامة صلاة الرسول صلي الله عليه وسلم ليلة الاسراء والمعراج إماما بالأنبياء والمرسلين جميعا وهذا معناه تسلمه القيادة وتسلم أمته القيادة والدفاع عن هذا المكان المقدس وحمايته من كل صهيوني متغطرس وكل انسان لايعرف حقيقة الإسلام. ويقول الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر إن تاريخ القدس يعود لأكثر من3 آلاف سنة وأول من بناها هم العرب اليغيثوين وأطلقوا عليها اسم قبيلتهم يغوث ثم كان فرع كنعان من نفس القبيلة بعد ذلك وكان زعيم القبيلة يدعي سالم فأطلقوا اسمه علي المدينة فصارت أور سالم وكلمة أور في الكنعانية تعني مدينة ثم تحول بعد ذلك إلي أور سالم, ثم لما هاجر إليها إبراهيم عليه السلام وكان للعبرانين وجود مع سيدنا إبراهيم عليه السلام وكما هو معروف أن اللغة العبرية ليس فيها حرف السين بل تنطق شين أصبحت أورشاليم ثم اطلق عليها الرومان الياء ثم بعد ذلك القدس أو الأرض المباركة أو القرية ثم أصبحت اسمها القدس الشريف في العصر التركي, وقد حدث لليهود فيها الأسر البابلي حينما سيقوا أسري إلي بابل ثم لما أطلق سراحهم وعادوا إلي فلسطين حاولوا الحصول علي موطيء قدم لإقامة دولة وحاولوا جهدهم مع السلاطين العثمانيين ففشلوا في مسعاهم فشلا ذريعا حتي أن السلطان عبدالحميد الثاني قال لهرتزل زعيمهم: إذا أردتم شبرا من أرض فلسطين فأتوني بتوقيع المسلمين كلهم في مشارق الأرض ومغاربها, أن كل مسلم موافق علي أن تقيموا دولة في أرض فلسطين, ففلسطين ليست ملكي إنما هي ملك للمسلمين كلهم, وحاول هرتزل حتي أنه التقي السلطان عبدالحميد الثاني أكثر من4 مرات ولكن باءت كل المحاولات بالفشل وكانت الدولة العثمانية في هذا التوقيت غارقة في الديون, وقد شاخت وكبرت وأصبحت غارقة في الديون فتدخل اليهود لسداد تلك الديون مقابل أن يسمح لهم بإقامة دولة ولكن السلطان عبدالحميد رفض وقال لن تأخدوا شبرا واحدا إلا علي جثثنا وهكذا باءت محاولاتهم بالفشل إلي أن كان الانتداب البريطاني حيث لعبت بريطانيا دورا خبيثا فألقت حمايتها علي اليهود واعتبرتهم مواطنين بريطانيين ومكنت لهم الاستيلاء بالقوة تارة وبالمال تارة وبنزع الملكية تارة ثالثة حتي اصبحت فلسطين بهذه الصورة القبيحة, وعندما عرضت بريطانيا علي اليهود إقامة وطن قومي لهم في البرازيل أو غينيا أو في أي مكان آخر تمسكوا بأرض فلسطين فارتكبت المجازر وتم الاستيلاء بالحيلة حينا وبالقوة حينا أخري وبالقوة أحيانا كما ترد طرد الفلسطينيين من أرضهم وظلوا في الشتات حتي الآن. ويقول الباشا إن القدس لن تكون يوما عاصمة دولة يهودية مهما كان الزمان قد زال دولتهم عن العرب فالزمان قد زال قبل ذلك واستولي الصليبيون عليها أكثر من100 سنة حتي أنهم منعوا الصلاة في الأقصي وجعلوا الأنفاق أسفل الأقصي مخازن لمواد التموين لهم ومرابط لخيولهم بل وشربوا الخمور علي الصخرة المقدسة إلي أن بعث الله رجلا استطاع ان يحرر القدس وهو صلاح الدين, وأقول أبشر فإن كان صلاح الدين الأيوبي قد لحق بربه فسوف يرسل الله لنا صلاحا آخر وسوف يجليكم انتم ومن ناصركم رغم أنوفكم فسيد الخلق صلي الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتي ينطق الحجر والشجر ويقول يامسلم ياعبد الله ورائي يهودي فاقتله وكما يعلم الجميع أن هناك طوائف يهودية ترفض إقامة دولة اسرائيل في القدس انطلاقا من معتقدات يهودية لكن المصالح الاقتصادية والعسكرية والبترولية وبسط النفوذ والهيمنة فإن ترامب الآفاق كما أعلنت كاتبة امريكية أنه في خلال198 يوما من رئاسته أطلق11 ألفا و988 كذبة. ويشير الدكتور نوح العيسوي- مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف- إلي أن القضية الفلسطينية هي قضية كل مسلم وأن الاعتداء عليها وعلي مقدساتها يعني الاعتداء علي كل المسلمين فقد جعل الله تبارك وتعالي لكل أمة مقدساتها التي تعتز بها, وتلتف حولها, وتدافع عنها بكل ماتملك حيث أكرم أمة حبيبه المصطفي( صلي الله عليه وسلم) بكثير من الأماكن المقدسة, واختص منها: البيت الحرام بمكة المكرمة, والمسجد النبوي بالمدينةالمنورة, والمسجد الأقصي بالقدس الشريف بفلسطين باعتبارها من المقدسات التي تعتز بها الأمة الإسلامية, والتي شرفها وقدسها الحق سبحانه تعالي وبارك فيها وحولها, كما أشار إلي ذلك القرآن العظيم, وسنة النبي الكريم( صلي الله عليه وسلم), حيث قال الحق سبحانه:, إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا], آل عمران:97,96], وقوله أيضا:{ سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}, الإسراء:1], فهذه الآية ذكرت المساجد الثلاثة, اثنان منها تصريحا( المسجد الحرام, والمسجد الأقصي), والثالث تلميحا وهو( المسجد النبوي). وورد في الصحيحين يقول نبينا( صلي الله عليه وسلم):( لاتشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد, مسجدي هذا, والمسجد الحرام, والمسجد الأقصي) فعن أبي ذر( رضي الله عنه) قال: قلت: يارسول الله, أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام, قال: قلت: ثم أي؟ قال المسجد الأقصي, قال: قلت: ثم أي؟ قال المسجد الأقصي, قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة, ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله, فإن الفضل فيه مما يدل علي أن الصلاة في هذه المساجد أفضل من غيرها كما بين المصطفي, فعن أبي الدرداء( رضي الله عنه) قال: قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم):( الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة, والصلاة في مسجدي بألف صلاة, والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة). وأما عن القدس الشريف فهي زهرة المدائن, وهي الأرض المباركة المقدسة بنص كتاب الله تعالي لقوله تعالي:{ ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا علي أراباركم فتنقلبوا خاسرين} فهي أرض النبوات وملتقي الأديان والرسالات, نزل بها أنبياء الله تعالي( سيدنا إبراهيم, ولوط, وإسحق, ويعقوب, ويوسف, وموسي, وداود, وسليمان, وزكريا, ويحيي, وعيسي) عليهم جميا وعلي نبينا الصلاة والسلام. فيها سخر الله الجبال والطير لسيدنا داود( عليه السلام) يسبحن معه بالعشي والإشراق, وألان له الحديد لقوله تعالي{ وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين}, الأنبياء:79] وقوله تعالي أيضا{ ولقد آتينا داوود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد}, سبأ:10]. وفيها سخر الله الريح والجان لسيدنا سليمان( عليه السلام), وعلمه منطق الطير{ فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب}, ص:36],{ وورث سليمان داوود وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين. وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}, النمل:16,17]. وعلي أرضها أبرأ الله( عز وجل) الأكمه والأبرص علي يد نبيه عيسي( عليه السلام), وأحيا لهم الموتي بإذن الله قال تعالي{ ورسولا إلي بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتي بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين}, آل عمران:49]. وإليها كان إسراء نبينا محمد( صلي الله عليه وسلم) بالمسجد الأقصي, حيث كانت صلاته إماما بالأنبياء والمرسلين, ومن علي الصخرة المقدسة كان معراجه( صلي الله عليه وسلم) بالبراق إلي السماوات العلا, إلي سدرة المنتهي. وغير ذلك من الحقائق التي تؤكد مكانة القدس الشريف, وتبين منزلة المسجد الأقصي, وفي ذلك توجيه للمسلمين بأن يعرفوا منزلته, ويستشعروا مسئوليتهم نحوه.