أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن «القدس» أولى القبلتين وثالث الحرمين، ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي كلمة تعني الطهارة والنزاهة والتشريف. وأضاف «جمعة» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن القدس هي المدينة المقدسة على مر العصور، وأرض النبوات، ووصفها الله عز وجل هي وفلسطين في القرآن الكريم- في أكثر من موضع- بأنها الأرض المباركة والأرض المقدسة، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: «وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ» وقال تعالى: «وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ» وقال على لسان سيدنا موسى عليه السلام: «يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ» وقال تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ». وأشار إلى أن القدس هي مهد النبوات ومبعث الرسل، دخلها أنبياء الله، فما من نبي إلا وقد أمها،بل اجتمعوا كلهم للصلاة في المسجد الأقصى يؤمهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المسجد الذي هو صنو للمسجد الحرام في الأولية الزمانية، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال:أربعون. ثم قال: حيثما أدركتك الصلاة فصل, والأرض لك مسجد (رواه البخاري ومسلم). وأردف: وبناء على هذه المكانة نظر المسلمون إلى بيت المقدس على أنه منزل شريف، وموضع مقدس كريم، فشدوا إليه الرحال، وأحرموا منه للحج والعمرة، وزاروه لذاته بغية الصلاة والثواب، وأحاطوه برعايتهم الدينية الكريمة, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول, والمسجد الأقصى» (رواه البخاري ومسلم). وتابع: لم تقتصر هذه المكانة العليا للقدس على نفوس المسلمين فقط بل ظل لها أهمية ومكانة لدى الديانات الثلاث، هذه المكانة التي يمكن أن يقال عنها: إن الجمال عشرة أجزاء، اجتمعت في القدس تسعة منها، ووزع الباقي على العالم، وإن الألم عشرة أجزاء، اختصت القدس بتسعة منها، ووزع الباقي على العالم، هذه المكانة التي جعلت المصنفين يصنفون أكثر من مائة وأربعين ألف كتاب عن القدس ما بين اجتماعي واقتصادي وقانوني وتاريخي وجغرافي، وغير ذلك. واستطرد: «كما أسهب الكثير من الكتاب والمؤرخين في تناول تلك المدينة، بل وصل الحد ببعضهم للدرجة التي جعلتهم يسخرون كل تاريخهم الفكري حول تلك المدينة، وجعلت الكثيرين لا يبخلون بأعمارهم وأموالهم في خدمة قضيتها، كل هذا يحتم علينا وعلى كل ذي بصيرة أن يولي القدس والقضية الفلسطينية من جهده وماله وعلمه ما يوفي بمكانتها.