هناك أخطاء جسيمة حدثت من بعض ممن يعملون في الشاشات الخاصة مذيعون ومقدمو برامج وهي لم تكن أخطاء بقدر ما كانت خطايا, فما حدث منهم تعتبره كوارث مهنية, ولا تتفق مع الأخلاق والقيم المجتمعية حتي إننا نستطيع القول إن السيل قد بلغ الزبي, وطفح الكيل بسبب البذئ من القول والفعل الذي حفلت به بعض البرامج المرئية, وأظن وبعض الظن ليس بأثم أن هناك من يتعمد الخطأ ليصبح حديث الناس, وفي بؤرة الضوء, وذلك لأنه لا يتمتع بنجومية تذكر.. إذن فلتأتي النجومية من خلال الخطأ والأمثلة علي ذلك كثيرة, أليس اعطاء درس عبر الشاشة في كيفية تعاطي مخدر الهيروين ثم القول إن الأمر كان مجرد هزار, وأن ما تناولته مقدمة البرنامج كان مسحوق السكر البودرة؟. وأليس من الخطيئة أن تقوم مقدمة برنامج بتقديم حالة شاذة وتقول مما معناه إن المرأة يمكن أن تكون أبا وأما في وقت واحد, وذلك من خلال الاتفاق مع شخص من أجل الحمل ثم بعد ذلك يتم الانفصال... ثم التجاوز في حق أستاذ كبير له قيمته وقامته العالية في علوم التاريخ, وإذا بالمذيعة الناشئة تجادله وتناقشه فيما يقول, وهي بالطبع لا ترقي إلي جزئ من علمه ومعلوماته وثقافته في علوم التاريخ كل ذلك يمثل تجاوزا للمهنة واختراقا مشينا لقواعد الأخلاق والأعراف, وهو أمر لا يمكن السكوت عليه, ويجب أن يقاوم بشدة, ويلقي مرتكبوه الجزاء المستحق, وفي هذا السياق نقول إن نقابة الاذاعيين قامت بتوقيع الجزاء علي المخالفين بقواعد الإعلام وأصول المهنة, ولكن الجزاء لم يكن رادعا, إذ لم تتجاوز العقوبة مجرد الإيقاف لأسبوعين أو ثلاثة أو أكثر مع إعطاء الحق لمن وقعت عليه العقوبة في التظلم أما من لم يحسن اختيار ضيوفه, وجاء بمن يتبادلون الشتائم والسباب ويشهرون الأحذية في وجوه بعضهم البعض فقد كانت العقوبة مجرد الإنذار وإنني في هذا السياق أهيب بالسيد نقيب الإعلاميين, وكل أعضاء نقابته أن تكون متابعتهم للوسائط الاعلامية المختلفة لحظة بلحظة لدرجة أنني أرجو متابعة المذيعين الذين يخطئون في اللغة صرفا, ونحوا إذ يجب تقويتهم كما أرجو أن تتضمن لائحة الجزاءات عقوبات مادية قاسية تردع من يتجرأ علي الأعراف المجتمعية, ويقدم برامج يظهر فيها السيئ والقبيح, وفي السياق أيضا أشير بما أصدره المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام من قرارات رادعة منها قراره بمنع السيدة التي أساءت للعلاقات المصرية التونسية من الظهور في الفضائيات أو الصحف, كما أشيد بقرار القناة التليفزيونية التي أوقفت المذيعة التي تطاولت علي الدكتور عاصم الدسوقي وأحالتها للتحقيق كما أن القناة اعتذرت للأستاذ الكبير, ولعلي أذكر الابن العزيز حمدي الكنيسي بحادثة أستاذنا الراحل حافظ عبد الوهاب الذي يعتبر واحدا ممن أنشأوا الإذاعة المصرية في ثلاثينيات القرن الماضي, وكان المذيع الأول الذي علم أجيالنا علوم الميكروفون, وكان من كبار قراء نشرة الأخبار, وهو الذي أنشأ إذاعة الإسكندرية عام1954 وصاحب برامج إذاعية مازالت تعيش في الوجدان, ونذكر أن عمنا حافظ يرحمه الله كان مذيع السهرة في أحد الأيام من عام1951 وكان حظه عاثرا في تلك الليلة, فنسي أن يغلق الميكروفون بعد تقديمه لإحدي الأغنيات المسجلة علي أسطوانة ولكن إبرة الجهاز انكسرت عندما وضعها علي الأسطوانة, وحاول وضع الإسطوانة علي الجهاز الآخر فتعثر ووقعت الأسطوانة من يده فصدرت منه عفوا كلمة نابية يلعن بها ما حدث, وكانت سقطة لم يتخلص منها عمنا حافظ إلا بكتابة طلب للمسئولين يعفي نفسه من العمل كمذيع, وابتعد الرجل نهائيا عن قراءة النشرات, وتقديم فقرات البرنامج يرحمه الله