كما يقول العديد من الكتاب والمفكرين والمهتمين بالسياحة والشئون الدينية في مصر, فإن منطقة مجمع الاديان هي المنطقة التي تشرق فيها شمس الأديان السماوية الثلاث. الاسلام والمسيحية واليهودية فتضم تلك المنطقة7 كنائس ودير مارجرجس للروم الارثوذكس وجامع عمرو بن العاص فضلا عن معبد ابراهام بن عزرا اليهودي. لكن جولتنا كشفت عن مجمع من نوع اخر حيث رصدنا اوكارا خلال الجولة للبلطجة والمخدرات والسلاح فخريطة الانفلات الأمني هنا مكتظة بالتفاصيل اشهرها علي الإطلاق عزبة أبوقرن وبطن البقرة والعشش خشي الاهالي الحديث معنا وتحدث بعضهم معنا بلغة الرموز, وخشوا علينا من الاقتراب سواء بالكلام او بالتصوير خوفا من العواقب المترتبة علي ذلك من وجهة نظرهم فلم نجد بدا من بدء جولة في تلك المنطقة لنرصد مابها من مظاهر الانفلات الامني ورغم اننا رصدنا وجودا لافراد الشرطة لم نشهده في اي من المناطق التي قمنا برصد مظاهر الانفلات الامني بها واستبشرنا خيرا بهذا الوجود الا ان الاهالي اكدوا لنا أن وجودهم زي عدمهم ولايحققون الامن وهمواقفين منظر لااكتر ولااقل حاولنا دخول عزبة ابوقرن التي تقع خلف جامع عمرو بن العاص الا ان الاهالي اجبرونا علي عدم الدخول خوفا مما قد يحدث فرصدنا من بعد واقع هذا المكان, وامام جامع عمرو بن العاص ينتشر العديد من الباعة الذين يفترشون الساحة الامامية للجامع لنكتشف ان هؤلاء الباعة ماهم الا ناضورجية بلغة الاهالي لرصد اية حركة قد تشكل خطرا علي ساكني تلك العزبة وهي عزبة تضم مجموعة من المنازل المتهالكة والعشش وتضم اعدادا غفيرة من البلطجية وبائعي المواد المخدرة من الرجال والسيدات بالاضافة الي تجار السلاح, الوجوه هناك لايمكن ان تحتمل سوي مسميين بلطجي او مسجل خطر هناك تعرفنا علي خريطة بيع المواد المخدرة واسعارها فيصل سعر كيس الحشيش الذي يزن100 جرام الي2500 جنيه اما السلخة وهي قطعة رقيقة وطولها يماثل طول اصبع اليد فيصل سعرها الي100 جنيه, في حين يتراوح سعر نصف ثمن ورقة البانجو بين50 و80 جنيها, وورقة البانجو التي تستخدم في حشو من6 الي7 سجائر يصل سعرها الي25 جنيها اما الاقراص المخدرة فيصل سعر قرص الترامادول وكل انواعه الي5 جنيهات والشريط منه الي35 جنيها وهذا النوع منشط اما شريط اقراص الايباتريل فيحتوي علي10 اقراص ويصل سعر الشريط الي30 جنيها. وكما قال بعض الاهالي فان اللي عايشين ورا الجامع هما اللي عاملين بؤر البلطجة في مصر القديمة كلها فهذه المنطقة مصدر متجدد لكل انواع المواد المخدرة والبانجو والحشيش وكل انواع السلاح, خاصة ان بلطجية تلك العزبة استولوا علي كل انواع الاسلحة من اقسام الشرطة التي قاموا بالهجوم عليها واحراقها. الغريب ان شجارا وقع داخل تلك العزبة منذ ايام قليلة لم يفلح الجيش ولاالشرطة في احتوائه وظل ضرب النار مستمرا في ابوقرنلمدة ثلاثة ايام في الفاضي والمليان فضلا عن ان اطلاق النار بشكل عشوائي يتم هناك بصورة مستمرة دونما رادع. ويروي صاحب كافيتريا سياحي لنا كيف ان استخدام الاسلحة الخرطوشاو الطبنجات اصبح مشهدا عاديا يراه الاهالي يوميا فاطلاق النار العشوائي ادي الي مقتل5 افراد منذايام كما تم اطلاق النار علي اسرة بأكملها مكونة من اب وام وابنهما وذلك بعد شجار كان قد وقع بين الابن وأحد شباب المنطقة قبل احداث الثورة ومع حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد الان تمكن هذا الشاب من الحصول علي عدد من الطبنجات التي بدأ في استخدامها ليأخذ بثأره ممن تشاجر معه وفي اطلاق النار عشوائيا لاثارة الرعب والخوف بين اهالي المنطقة. وفي المنطقة ايضا تري حقيقة واضحة وهي ان اي شاب في مصر القديمة دلوقتي معاه فرد.. رغم ان الفرد قبل الثورة كان ب200جنيه ودلوقتي وصل الي1800 جنيه واللي ببيع مستغل ان مافيش امن وده بيخليه يكسب وفي نفس الوقت اللي يشتري بيقي عمل اللي عليه وجاب اللي يحمي بيه نفسه وعيلته. وكل السلاح اللي اتسرق من الاقسام بيتباع دلوقتي وبسهولة جدا ماهو لافيه شرطة ولاغيره. وقد امتد الانفلات الامني ليشمل حالات سرقة واختطاف فالمنطقة تعد وكرا للاستيلاء علي السيارات المسروقة سواء بواسطة اهالي المنطقة من البلطجية او بواسطة اخرين من خارج المنطقة ويلجأون لبيعها هناك حيث يتم تفكيكها لاضاعة ملامحها. والمثير للدهشة ان السيارة المسروقة يتم بيعها بمبلغ يتراوح بين10 و15 الف جنيه وبعد ان يغادر البائع يكتشف ان اكثر من75% من المبلغ مزور ولايجرؤ علي الاعتراض لانه في النهاية قام ببيع سيارة مسروقة. الاكثر من ذلك ان سيدة تركت سيارتها منذ ايام وداخلها ابنتها الصغيرة للدخول الي سوبر ماركت ومالبثت ان خرجت لتكتشف سرقة سيارتها واختطاف ابنتها ولم تعثر علي الاثنتين حتي الان. وقد انعكست هذه الاحوال السيئة بوضوح علي الحركة السياحية في منطقة مجمع الاديان وهذه الحالة يرصدها اصحاب البازارات ومحال الزخارف الاسلامية حيث يؤكدون ان الاوضاع الحالية اثرت علي مصادر ارزاقهم حتي ان منهم من اغلق محله شهرا واكثر نظرا لتوقف حركة البيع والشراء ومادلل علي ذلك الجولة التي قمنا بها في الشارع الموجود به كنيسة القديسة بربارة الاثرية والمعبد اليهودي الذي خلا بشكل شبه تام من اي وجود للسائحين.