* المنطقة تضم أول مساجد مصر وأفريقيا وأقدم الكنائس. * خطوط لعمر بن العاص على جدار الكنيسة المعلقة بعدم التعرض للأقباط بأذى. * عمر بن العاص أقتحم حصن بابليون بمعاونة الأقباط بسبب إضطهاد الرومان. * مسرجة أثرية بالمتحف القبطى تضم الهلال والصليب. * شبهات فى شطب كنيسة مارجرجس من تعداد الأثار إرضاءا لصاحب بازار! على القماش تكاد أن تكون منطقة الفسطاط من المناطق القليلة والفريدة فى العالم التى تجسد متسامح الديانات بوجود شواهد أثرية للديانات الرئيسية تعد من أهم المزارات الأثرية والتاريخية.. ولذا كم نادى الغيوريين على الأثار والحضارة وعلى الجذب السياحى وعلى تجسيد الوحدة الوطنية الإهتمام بهذه المنطقة.. ورغم وجود تحفظات عديدة لعلماء الأثار على كثير من الترجمات خاصة التى حدثت للكنيسة المعلقة أو على أخراج كنيسة فى مكانة كنيسة مارجرجس من تعداد الأثار إلا إنه للحق . قد حدث تطور كبير للمنطقة للأفضل حتى مع وجود تحفظات تستوجب الإشارة إليها.. المنطقة تضم جامع عمرو بن العاص أول المساجد فى مصر وأفريقيا ويكفى أن من شارك فى بنائه مع عمرو بن العاص العديد من الصحابة مثل أبو ذر الغفارى والزبير بن عوام وأبو الدرداء وعبادة بن الصامت.. كما درس فيه أعلام المسلمين ومنهم الإمام الليث والإمام الشافعى والسيدة نفيسة والعز بن عبد السلام وغيرهم.. والمسجد شاهد على التاريخ الإسلامى فى الدين والعلم كما إنه شاهدا على تسابق الحكام فى العصور المختلفة على أعماره إذ إنه أيضا كان شاهدا على بعض الأحداث الجسام مثل الحرائق والزلازل.. هذا ويشهد المسجد إحتفالات متميزة خاصة فى صلاة الجمعة الأخيرة أو اليتيمة وهى الجمعة الأخيرة فى رمضان وليلة القدر وختم القرآن الكريم.. وإذا كان جامع عمرو يضرب فى اعماق التاريخ الإسلامى فإن بالمنطقة العديد من الأثار المسيحية التى يوفد إليها المسيحيون من كل أرجاء العالم لمكانتها العريقة والروحية فهى تضم الكنيسة المعلقة والتى تسمى أيضا بإسم السيدة العذراء والقديسة دميانه واطلق عليها المعلقة لأنها مشيدة فوق الحصن الرومانى ويرجع تاريخها إلى أواخر القرن الثالث الميلادى ويرى البعض إنها بنيت قبل ذلك بكثير حيث كان معبدا للرومان ثم تحول إلى كنيسة للرومان وتحولت بعد ذلك إلى كنيسة للأقباط وبجانب هذا العمق التاريخى والمكانة الروحية للأقباط فإنها تضم روائع فنية متميزة وتجدر الإشارة إلى أنها تضم تسعون أيقونة يرجع بعضها إلى القرن الخامس عشر وأبواب ولوحات وجدران مزخرفة.. هذا وقد ذكر المؤرخ الفرنسى فانسليب الذى أوفذه لويس الرابع ملك فرنسا عام 1671 لدراسة حالة كنائس وأديره مصر أنه رأى على أحد جدران الكنيسة المعلقة كتابة بخط يد عمرو بن العص يوصى بها المسلمين يا لا يتعرضوا لهذه الكنيسة بأذى.. وهو معنى وعهد ودرس لعل يتحلمه المتعصبون بما يخالف سماحة الأديان المنطقة أيضا تضم كنائس هامة منها كنيسة أبى سرجة والتى شيدت فوق المكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة عند هروبها إلى مصر من وجه الملك هيرودوس ولهذا يقصدها الزائرون من جميع أنحاء العالم. وترجع إلى نفس التاريخ فى نهاية القرن الرابع الميلادى أيضا كنيسة القديسة بريارة.. كما توجد كنيسة مارجرجس القبطية وكانت كنيسة تاريخية ثم تعرضت لحريق ولكن إحتفظ البناء بحجرة يطلق عليها حجرة الفرسان وهى قطعة رائعة من الفن ترجع إلى القرن الثالث عشر.. كما يوجد بالمنطقة دير مارجرجس للراهبات المعروف بدير البنات.. وتوجد كنيسة أخرى بإسم مارجرجس( الرومانية ) وهى تحفة معمارية رائعة. ويخطى حصن بابليون بنصيب وافر من الأهمية التاريخية إذا إنه يعد حاضنا لكل هذه الكنائس إضافة إلى المتحف القبطى والمعبد اليهودى.. كما أن بالحصن الباب الذى دخل منه عمرو بن العاص لفتح مصر وتؤكد المصادر التاريخية أن دخوله جاء بمساعدة الأقباط اليعاقبة الذين إنضموا لمقاومة الروم الملكانيين وهو ما يعنى تعرض أقباط مصر لإضطهاد وتعذيب من الرومان وأنهم وجدوا فى المسلمين خلاصا لهم من هذا الظلم والإضطاد والتعذيب" حتى أن الأقباط بدأوا التاريخ القبطى والمسمى بتاريخ الشهداء إبتداء من عام 284م لما تعرضوا له من تعذيب وقتل على يد دفلديانوس لأن مصر كانت من أشد المناطق التى إنتشرت فيها المسيحية وحدث عداءا شديدا بين أباطرة الروم وأقباط مصر وقد قابل المصريون الإضطهاد والإعتداء بالتحدى والتمسك بديانتهم وسرت فيهم الرغبة فى الإستشهاد. ووسط الكنائس بالمنطقة يوجد المعبد اليهودى والذى يقال إنه كان كنيسة من الكنائس التابعة المعلقة وإشتراه اليهود فى عهد أحمد بن طولون وبالمعبد توراه قديمة ومكان لحفظ التوراه وبعض اللوحات ويعتقد اليهود أن نبى الله موسى عليه السلام جاء إلى هذا المكان ووقف وصلى به.. أما عن المتحف القبطى فقد إستقبلنا بترحاب أفيليب حليم فلتس مدير المتحف وإصطحبتنا مفتشة الأثار سالى محمد فى شرح شيق لمعروضات المتحف سواء المبنى الجديد وكذك المبنى القديم حيث تم الربط بينهما من خلال الدور العلوى بطريقة رائعة فبالمتحف العديد من القطاعات منها قسم للأحجار والرسوم ( الفريسكات ) وبه حانيات تحتوى نقوش رائعة ويبدوا إنه مع صعوبة نقل الفريسكات واللوحات الجدارية إنتقل الرسم على الأيقونات والتى تضم مناظر عديدة أغلبها للسيد المسيح والسيدة العزراء عليهما السلام.. كما توجد قاعات وأقسام لجميع المواد الأخرى مثل المعادن والزجاج والعملات الأثرية.. كما أن هناك إشارة واضحة إلى أماكن نقل الأثار للمتحف وأهمها من أهناسيا بالقرب من بنى سويف وسقارة والفيوم والأشمونين وأسيوط وأبيدوس وأسوان وبلاد النوبة. هذا وقد لفت إنتباهنا مسرجة من البرونز لها مقبض على شكل صليب داخل هلال وهى دليل واضح على الوحدة الوطنية الطبيعية فى مصر.. كما لفت انتباهنا أيضا تأثر الفنون وتداخلها الإسلامية والقبطية وحتى النقوش الموجودة بالمعبد اليهودى لولا أن عليها نجمة داود لما عرفنا تنسب لمن؟.. هذه الزيارة الرائعة التى نظمتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين ومقررها الأستاذ علاء ثابت بتيسير من د. زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار إصطحبنا فيها عدد من الأثريين الأكفاء برئاسة محمد محجوب مدير مناطق مصر القديمة والفسطاط ومفتشو الأثار أحمد عبد العاطى وأسامة عبد الشكور والشيماء صلاح وعفاف علاء الدين وقدموا للوفد الصحفى كافة المعلومات التاريخية والأثرية التى تستحق التقدير.. ورغم هذا الجهد المشكور لهؤلاء الأثريين إلا أن هناك ملاحظات عديدة نرجو من كافة الأجهزة المهتمة بالأثار والسياحة وغيرها أخذها فى الحسبان ومنها: إنه رغم التطور الكبير فى المتحف القبطى إلا إنه لايعود بالدخل المناسب ويبدوا أن الأفواج السياحية تكتفى بزيارات الكنائس الأثرية وجامع عمرو وكلها زيارات مجانية نظرا لأنها دور للعبادة ومن هنا يجب التنبيه على هيئة التنشيط السياحى وشركات السياحة بوضع المتحف القبطى على برامجها دون الإكتفاء بزيارات أثار المنطقة المجانية.. كما يمكن عقد دورات تدريبية للمرشدين السياحيين بالتعاون مع نقابتهم لإمكانية الشرح بالمتحف القبطى إذا كان جهلهم به يسبب لهم حرجا عند ترك المهمة للأثريين بالمتحف. أن المنطقة التى تعد مجمعا للأديان فرصة رائعة لعمل مشروع لصوت والضوء وقد سبق أن شرع فى هذا اللواء سيد حسب الله عند رئاستة لشركة الصوت والضوء وهو واحد من أكفأ من تولوا هذا الموقع وقام بتطويره وإستخدم سبع لغات أجنبية إلا إنه ترك موقعه قبل أن يرى حلمه النور ويجب الإستعانة بفكرة ورؤيته خاصة أنه من أبرز أعضاء شعبة الأثار والسياحة بالمجالس القومية المتخصصة. أن دلائل التسامح الدينى والوحدة الوطنية التى تبرزها أثار المنطقة يجب أن تكون رسالة للزائرين من كافة أنحاء العالم وتكون أثار المنطقة خير سفير للرد على إقتراءات الغرب والمتعصبين وقد أشرنا إلى ما كتبه عمرو بن العاص عن عدم المساس بالكنيسة المعلقة كما أشرنا إلى السرجة الأثرية التى تحمل الهلال والصليب وإلى نمازج الفن المتداخل والمتأثر بعضه ببعض القبطى والإسلامى.. أن هناك بعض الأدوات يحتار الشخص فى أثريتها من عدمه ومن ذلك سلسلة حديدية فى كنيسة مارجرجس الرومانية يقال إنها إستخدمت فى قيد القائد مارجرجس التى تسمى الكنيسة بإسمه.. فإذا كان هذا صحيحا فإن الأمر يعنى أن" السلسلة " أثرية فكيف يتم تركها مع شخص وبطريقة غير آمنة؟! هناك من التعنت السىء واجهناه عند محاولة مشاهدة الحجرة التى قامت فيها العائلة المقدسة بكنيسة أبى سرجة بحجة إنها تحت التمرين والمفترض أن يكون خضوعها تماما للمجلس الأعلى للأثار أو على الأقل أن تكون تحت رعاية شخص لديه قدر مكن اللباقة واللياقة. تكرر نفس التعنت والتربص فى المعبد اليهودى عند السؤال عن حجرة الجنيزة والجنيزة تعنى الأوراق التى كان يكتبها اليهود فى مصر ولها أهمية تاريخية إذا إنها دليل دامغ على وصف حياتهم بأنفسهم إلا أن عالم إنجليزى يدعى شاختكر عام 1899 إستطاع أن ينقب ويحصل على نحو 240 قطعة ورق وجلد غزال من الجنيزة ويخرج بها من مصر وللأسف يلاقى الباحثين المصريين أشد التعنت إذ ما حاولوا دراسة هذه الأوراق فى البلاد التى نقلت إليها.. إنه مع كل التقدير للتطور الكبير للمنطقة وأثارها إلا إنه يجب عقد ندوات ولقاءات لبحث ما سبق أن ذكره العلماء من انتقادات وأبرزها إنتقادات أساتذة الأثار الإسلامية والترميم ومن بينهم د. محمد الكحلاوى و د. حسنى نويصر ود. حجاجى إبراهيم والفنان قدرى كامل والأثرى أحمد دسوقى و د. ياسين زيدان و د. فتحى خورشيد و د. على صبرى وغيرهم وغيرهم لترميم الكنيسة والمعلقة وللمراحل الأولى فى ترميم جامع عمرو بن العاص.. كما يجب عدم التوقف عند الإنتقادات الفنية والمتعلقة بالترميم بل وبحث مسئولية إتلاف بعض الأيقونات الأثرية.. وبحث مدى إهدار المال العام فى تكلفة الترميمات.. كما بحث نا أثاره د. حجاجى إبراهيم من إنتقادات للمتحف القبطى . إنه يجب التصدى لمشاكل مخلفات المدابغ والتى أثرت على مكان أثرى مجاور وهو سور مجرى العيون رغم التكلفة والتعويضات وذلك بسبب مناصرة أعضاء مجلس الشعب بالمنطقة لأصحاب المدابغ على حساب الأثار! ونفس الأمر يستوجب بحث موضوع مخلفات شركة السباخ والتى تمكنت من الإستيلاء على الفسطاط القديمة بتواطؤ يرتبط بشخصيات لها صلة بالدوائر السياسية وهو موضوع هام للغاية ويمكن لهذه المخلفات والقمامة أن نعيد المنطقة إلى سابق عهدها من إهمال. إنه مع إكتشاف أثار فرعونية ورومانية يونانية بالمنطقة يمكن إنشاء متحف جديد بالمنطقة يضاف إلى المجموعة الهائلة من المزارات الأثرية.. إنه يجب إعادة تسجيل كنيسة مارجرجس إذ إن الأسباب التى أدت إلى خروج الكنيسة من تعداد الأثار غير مقنعة والقول بأنها تعرضت لحريق فإن هناك حريق سبق أن التهم المنطقة بأكملها.. وخروج الكنيسة من تعداد الأثار فى وقت كان يدور فيه صراع بين صاحب بازارا أو عفار بالمنطقة يثير الشكوك إذ أن خروج الكنيسة فى هذه الحالة يعنى تمكينه من البناء حيث أن قانون الأثار يمنع البناء فى الأماكن الأثرية ويضع شروط حاسمة للبناء على الأماكن المناخمة للأثار.. ومن الطريف أن منطقة أثار الفسطاط يطلق عليها إسم مارجرجس على إسم الكنيسة التى أخرجوها من تعداد الأثار!!