منطقة مصر القديمة تعد مجمعا للأديان السماوية الثلاث , وكأن الله قد أراد أن يؤكد لشعب مصر وحدته الوطنية عبر العصور المختلفة , فقد أجتمعت أقدم وأول الآثار المسيحية والإسلامية في مكان واحد وتحت سماء واحدة لتصنع مجمعاً طبيعياً للأديان لا تفصل بينهم سوي عدة أمتار قليلة يمثل صورة تؤكد حواراً حقيقياً بين الأديان الثلاث الاسلامي والمسيحي واليهودي . فنجد مسجد عمرو بن العاص أول مسجد في مصر ، والكنيسة المعلقة أقدم كنيسة وكاتدرائية في مصر بالأضافة إلى معبد "بن عزرا " أهم المعالم اليهودية في مصر وكذلك المتحف القبطي. فقبل ألفي عام لجأت العائلة المقدسة إلي مصر هربآ من طغيان هيرودوس في بيت لحم بفلسطين , ووجدت العذراء وطفلها الأمن والأمان في مغارة أبي سرجة التي أقيمت أعلاها الآن تابعة الكنيسة المعلقة ولتكون أول الآثار المسيحية في مصر, ثم تستقبل نفس البقعة من الأرض أول صوت للأذان ويبني علي خطوات من الكنيسة أول مسجد ليس في مصر وحدها وإنما في إفريقيا كلها هو جامع عمرو بن العاص( تاج الجوامع). كما يوجد بالمنطقة نفسها معبدا يهوديا به بناء من الرخام يرمز إلي السلة التي وجد فيها النبي موسي عليه السلام وهو طفل حين ألقته أمه في اليم , ووجدته زوجة فرعون مصر. ويشعر الزائر عن زيارته لمجمع الأديان بمتعة نادرة للروحانية العالية المحيطة بالمكان ويكفيه شرفا أنه شهد اثنين من أولى العزم وهما سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام. لذلك ففى أرض مصر تعايش كل من المسلمين والمسيحيين واليهود فى سلام تحت مظلة واحدة ووطن واحد" .
جامع عمرو بن العاص فعندما تطأ قدمك أرضه يعود بك الزمان إلى عصر الفتوحات الإسلامية ، وتقفز إلى مخيلتك صورة الصحابى الجليل عمرو بن العاص عندما فتح مصر وطهرها من فلول الرومان ، و في ساحته توحدت قلوب المصريين وبأروقته تجمع خيار الصحابة ليكن الإطلالة الدينية التي نقلت الإسلام بكل ما فيه من تألق وحضارة إنسانية إلي أفريقيا ، والجامعة الإسلامية التي تخرج منها الكثيرون من مفكرى الإسلام علي مدي الحقب الماضية ، ليبقى على مدار الزمان رمزا لتحرير مصر وشاهدا على تاريخها منذ أن دخلها الإسلام حتى الآن. وقد أختار عمرو بن العاص منتصف مدينة الفسطاط العاصمة وهى مدينة مستديرة لم يبن فيها عمرو أية حصون أو قلاع لأن أهل مصر دخلوا الإسلام عن عقيدة وإيمان ولم ير منهم عداء قط. فهو أول مسجد بمصر وأفريقيا تم بناءه وإفتتاحه يوم الجمعه 6 محرم عام 21 ه ، و يعتبر الرابع فى الإسلام بعد مساجد المدينة والبصرة والكوفة. وقد أستوحيت هندسته من الجامع النبوي في المدينةالمنوره ليتوسط مدينه الفسطاط أول عاصمه إسلاميه لمصر التى أسسها المسلمون بعد فتحهم لها ، وقد شارك عدد من الصحابة في تصميمه أهمهم الصحابي الجليل "أبو ذر الغفاري". و يسمى المسجد ب"مسجد الفتح" و"المسجد العتيق "و"تاج الجوامع". حيث تزامن إنشاؤه مع إنتهاء عمليات الفتح الإسلامي لمصر وبناء مدينة الفسطاط عام 642 ميلادية والتي كانت مقراً لعاصمة مصر الإسلامية ، ويتكون جامع عمرو بن العاص من بهو كبير تتوسطه ميضأة إقيمت فوق بئر قديم تم ردمه، تعلوه قبة كبيرة ، ويتكون المسجد من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ويتكون من إحدى وعشرين بائكة، تتكون كل منها من ستة عقود مدببة مرتكزة على أعمدة رخامية ، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي ، أحدهما منبر الدكتور محمد عبد السميع جاد ، والآخر منبر الدكتور عبد الصبور شاهين ، ويوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر مراد بك. أما المحراب الرئيسى فتعلوه لوحة كتب عليها بماء الذهب أبيات شعر تعطى معنى ترميم المسجد وصاحب هذا الترميم، وسنة بناء الإيوان وافتتاحه عام 1212 م. كما يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص ، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل ، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، ويتوج واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرافات هرمية مسننة، كما أن للجامع مئذنة يرجع تاريخها إلى عصر مراد بك ، وهي مئذنة بسيطة تتكون من دروة واحدة ذات قمة مخروطية. وأمام إيوان القبلة فى الجهة الشرقية الجنوبية يوجد بئر قديم كان يستخدم قديما في الوضوء ، ومع مرور الزمن جف هذا البئر إلا من بعض المياه الراكدة ، وقد شاع بين النساء أن هذا الماء يشفي المرأة العقيم بعد أن يصب على ظهرها ، وظل هذا البئر قبلة للسيدات حتى قامت هيئة الآثار بوضع غطاء على هذا البئر في الترميم الأخير ، وشاء القدر أن تجف مياهه بعد مشروع المياه الجوفية حول المسجد، لتنتهي هذه الأسطورة التي استمرت سنوات. وفي نفس هذا الإيوان من الناحية البحريه كان يوجد محراب صغير كانت السيدة نفيسة رضى الله عنها تتخذه مصلي لها، وفي الجمعه اليتيمة كانت السيدات الأميات تأتي لتقبيل هذا المحراب، ويقف أحد الخدم بعصا صغير لضرب رؤوسهن إذا غبن في التقبيل لا لشىء إلا لافساح المكان لمزيد من المترددات وعند إجراء الترميمات فى المسجد تم ازاله المحراب ، وتنتشر خرافه انه بمنتصف البائكه الاخيره فى المسجد يوجد عمودان رخاميان كان في عهد الفاروق عمر والفاتح عمرو بن العاص يأتي الى المسجد المتنارعون ليحتكموا إلى "عمرو فيدعو الخصوم الى أن يمروا بين هذين العمودين، فمن صدق حديثه مر بينهما وإن كان بدينا ضخم الجسم، أما إذا كان كاذبا فإنه لا يمر وإن كان نحيفا. ويذكر ان مساحة الجامع وقت إنشائه كان 50 ذراعاً فى 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وكان سقفه من الجريد والطين ومحمولاً على أعمدة من جزوع النخل وأرتفاعه منخفضاً. أما الحوائط فمن الطوب اللبن وغير مطلية ولم يكن له صحن أما أرضه فكانت مفروشة بالقش، وبه بئر يُعرف بالبستان للوضوء. والجدير بالذكر أنه لم يكن به مآذن ولا إية نوع من أنواع الزخارف سواء في الداخل أو الخارج، وكان محراب الصلاة مسطحاً ومرسوماً على الحائط دون تجويف وظل كذلك حتى عام 53ه / 672م ، حين أمر الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان مسلمة بن مخلد الأنصاري الوالي الذي عينه على مصر بتوسيع الجامع ثم توالت التوسعات على يد من حكموا مصر حتى وصلت مساحته بعد عمليات التوسيع المستمرة نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معمارى، وهو الآن 120 فى 110أمتار. ولم يقتصر النشاط في جامع عمرو بن العاص علي أداء الصلاة فقط بل كان مسجداً جامعاً لامور الدنيا والدين، حيث كانت توجد به محكمة لفض المُنازعات الدينية، وبيت للمال، فقد كان جامع عمرو بن العاص استناداً إلى روايات المؤرخين من أقدم الجامعات،.كما كانت تعقد فيه حلقات دروس لكبار العُلماء أمثال الإمام الشافعي والليث بن سعد، والعز بن عبد السلام ، وكانت الحلقات متصلة ويزيد عدد المتلقين فيها أحياناً عن ال5000 طالب. بالأضافه إلى وجود بيت مال المسلمين أمام منبر المسجد على شكل قبة عليها أبواب من حديد كما وصف ذلك الرحاله ابن رسته ويرى بعض الدارسين أن بيت المال هذا ، ليس هو بيت المال الرئيسي الخاص بالدولة ، بل إنما هو بيت مال اليتامى ، وإبان الحملة الصليبية على بلاد المسلمين وتحديدا عام 564 ه، خاف الوزير شاور من احتلال الصليبيين لمدينة الفسطاط فعمد إلى إشعال النيران فيها إذ كان عاجزا عن الدفاع عنها واحترقت الفسطاط وكان مما احترق وتخرب وتهدم جامع عمرو بن العاص. عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته، أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد عام 568 ه، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذي كسي بالرخام ونقش عليه نقوشا منها أسمه ، ويعد هو الاثر الاسلامى الوحيد الباقى منذ الفتح الاسلامى لمصر ،ومنه خرجت جيوش لا تعبد إلا الله تفتح بلاد المغرب وإسبانيا والنوبة. وشهد عام 1996 انهيار 150 مترا من سقف الجامع فى الجزء الجنوبى الشرقى برواق القبلة، وشمل الانهيار ثلاثة عقود في أقدم منطقة بالمسجد بعد سقوط أحد الأعمدة وكان قد تعرض للعديد من عمليات الترميم والتجديد ترجع إلى العصر العثمانى وخلال ذلك أمر الرئيس مبارك بفك إيوان القبلة وإعادة تركيبه وتجديد كل ايوانات المسجد والطريق المحيط به بتكلفه 15 مليون جنيه ايمانا من سيادته بالمحافظه على تاريخنا الحضارى العظيم .
الكنيسة المُعلقة
تعد أحد أهم آثار مجمع الأديان وتُعرف بهذا الاسم لأنها شيدت فوق حصن بابليون الروماني على ارتفاع 13 متراً فوق سطح الأرض وبذلك تصبح أعلى مباني المنطقة. وتعد الكنيسة المعلقة، التي يرجع تاريخ إنشائها للقرن الخامس الميلادي ، من أقدم كنائس مصر وكانت في الأصل معبداً فرعونياً. وفي عام 80 ميلادية أنشأ الإمبراطور الروماني (تراجان) حصن بابليون الروماني على أجزاء من المعبد لاستخدامه في العبادة الوثنية ، وعندما انتشرت المسيحية وتحول الرومان للدين الجديد تحول المعبد الوثني إلى أقدم كنيسة رومانية في مصر، التي تقام بها الشعائر الدينية حتى اليوم بإنتظام.. وقد نُقل مقر الكرسي البابوي الرسولي المرقصي من مقره في الإسكندرية إلى «الكنيسة المعلقة» في مصر القديمة في عهد البابا خريستوذولوس 66 (1047 - 1077م ) إي في القرن الحادي عشر، ليتنقل بعدها المقرّ البابوي في أكثر من مكان. ومن مميزات الكنيسة أيضآ أنها تحتوي على 120 أيقونة موزعة على جدرانها وتحتوى بداخلها على كنيسة أخرى يصعد إليها من سلم خشبي وهى كنيسة مار مرقص.
المتحف القبطي
المتحف القبطي أسس عام 1910 على يد مرقس سميكة باشا فى حصن بابليون ، وذلك لأهمية وجود مكان يتسع لضم مجموعات آثرية من العصر المسيحى التي تم تخزينها فى إحدى القاعات القريبة من الكنيسة المعلقة ولتسهيل دراسة تاريخ المسيحية في مصر. تبلغ مساحة المتحف القبطي الكلية، الذي يرصد تاريخ المسيحية في مصر، حوالي 8000 م كما يبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 آثر رتبت تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني ، وأهم هذه المعروضات كتاب مزامير داود الذي خصصت له قاعة منفصلة. وأقسام المتحف الإثنا عشر تأتي كالآتي قسم الأخشاب ، قسم الأحجار، قسم البرديات ، قسم المخطوطات ، قسم المعادن ، قسم المنسوجات ، قسم العاج والعظم ، قسم الفريسك ، قسم الفخار والخزف ، قسم الزجاج ، قسم الخوص ، قسم الجلود. ومن أهم مايوجد به أيقونة تمثل اثنين من القديسين في ملبس روماني ، كل واحد منهما مقنع بوجه على هيئة رأس حيوان ، غالباً كلب ، وحول رأسيهما هالات النور التي تمثل الروح القدس ، وينظران إلى اليمين ناحية شجرة مثمره وتضم الأشكال البشرية رجلا واقفا، في يديه آلة موسيقية تشبه الفلوت (الناي)، وهو يعزف عليها. و يرتدي ملابس خفيفة، مزينة بورود زرقاء وبيضاء؛ وقسماته في الغالب نوبية، تمثال نصفى فروديت آله الجمال لدى الإغريق،ومخطوط للمزامير باللغة القبطية (اللهجة البهنساوية لمصر الوسطى)، ويضم كل المزامير (151 مزمورا) ، ومكتوبا على الرق : ويعد أقدم سفر في العالم بشكل كتاب.
دير الرهبات البنات
يتردد الكثير من المسيحيين على هذا المكان تبركا بالشهيد صاحب الدير لاسيما المصابون بأمراض عصبية وعقلية، ويتميز الدير بتصميمه الرائع، ويتصدر مدخله تمثال محفور على الحجر لمارجرجس وهو يقتل التين بحربته. ويتكون هذا الدير من قاعة مستطيلة بواسطة حجاب من خشب الخرط إلى مربعين، ويؤدى إلى أولهما مدخل فى الطرف الجنوبى يغلق علية مصرعان خشبيان عاديان يفضى إلى رحبة صغيرة مربعة تتصدرها صورة فسيفسائية للشهيد مارجرجس ممتطيا صهوة جواد وفى يدة اليمنى ما يطعن به التنين. بينما يوجد إلى الشرق باب أخر يؤدى إلى قاعة أستقبال بسيطة ليس فيها سوى ست نوافذ أعلا جداريهما الشمالى والجنوبى يتقدم ضلعها الشمالى حجاب من خشب الخرط يتوسطة مدخل يفضى إلى المزار الدينى، وتتوسط ضلعها الجنوبى حنية صغيرة أعدت للشموع التى يضيئها الزوار.
كنيسة أبو سرجة
تم تشريف هذا المكان بتواجد نبي الله عيسى عليه السلام ووالدته به خلال رحلة الهروب من بطش الملك (هيردوس) ملك اليهود، وذلك بالمغارة المقدسة داخل الكنيسة ومن هذه المغارة انطلق عيسى مع أمه ليبدأ نشر رسالة ربه ، ولذا يقصدها الزائرين من جميع الطوائف المسيحية في العالم ، يذكر أن تاريخ إنشاء الكنيسة يتزامن مع تاريخ إنشاء الكنيسة المعلقة واسمها الأصلى (سرجيوس وأخيس) وهما جنديان مشهوران استشهدا بسوريا فى عهد الإمبراطور (مكسيمنانوس).
كنيسة قصرية الريحان
أنشئت هذه الكنيسة في بداية القرن الرابع الهجري وتُعرف أيضا باسم كنيسة السيدة العذراء. وفى زمن الملك الحاكم بأمر الله سعى الروم فى امتلاك كنيسة المعلقة بمساعدة أم الملك وكانت روميه، ولما عارض فى ذلك القبط أمر الحاكم باعطائهم كنيسة قصرية الريحان بدلاً عنها. وبعد وفاته استردها القبط مرة أخرى.
كنيسة القديسة بربارة
تعد كنيسة القديسة بربارة من أجمل كنائس الأقباط . تم إنشاءها في أواخر القرن الرابع عشر وكرست باسم السيدة بربارة التى ولدت فى أوائل القرن الثالث المسيحى بانيكوميدا إحدى بلاد الشرق في أسرة غنية وثنية. واعتنقت المسيحية على يد العلامة أوريجانس المصرى ورفضت الزواج لتكريس حياتها لخدمة الديانة التي اعتنقتها واستشهدت في عهد الإمبراطور الروماني ماكسيميانوس بعد أنتهرت أباها على عبادته الأوثان فغضب عليها وقتلها وخلدت ذكراها في هذه الكنيسة العريقة.
كنيسة ماري جرجس
كانت هذه الكنيسة من أحمل كنائس الحصن الرومانى، شيدها الكاتب الثرى أثناسيوس عام 684 ميلادية ولكنها لسوء الحظ التهمتها النيران منذ ثمانين سنة ولم يبق منها سوى قاعة استقبال بخارجها تعرف "بقاعة العرسان" يرجع تاريخها الى القرن الرابع عشر.
المعبد اليهودى
ويكمل مجمع الأديان آثار الديانات السماوية الثلاثة بوجود المعبد اليهودى، الذي كان في الأصل معبدا ثم تحول إلى كنيسة حتى عهد أحمد بن طولون وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها فى ذلك الوقت إبراهيم بن عزرا، ولهذا يطلق على المعبد أيضاً معبد بن عزرا. ويستمد المكان أهميته من وجود صندوق سيدنا موسى " الذي رمي فيه وهو طفل صغير وانتشل في هذه المنطقة. ويشرف أيضا بأنه المكان الذي شهد وقوف وصلاة سيدنا موسى بعدما كلفه الله بالرسالة ويدلل على ذلك الكتابات المحفورة على تركيبة رخامية فى منتصف المعبد، ولذا يعتبر المعبد مزاراً هاماً بالنسبة لعدد كبير من السائحين وخصوصاً السائحين اليهودويعتبر مركز لحياة اليهود الثقافية والدينية في العصور الوسطي، إضافة إلي اكتشاف مجموعة "الجنيزا" في أواخر القرن التاسع عشر، وهي وثائق يهودية تغطي فترة العصور الوسطي ، وتكشف مدي اندماج اليهود في الحياة العامة، عكس الإضطهاد الذي أنزله بهم الأوروبيون. وعثر على مجموعة من الوثائق غاية فى الندرة و التى يمكن منها تأريخ أوضاع اليهود المعيشية لقرون طويلة ، وأحوال مجتمعهم ككل ،بالاضافه الى اكتشاف مخطوطات تحتوى على عدد نادر من الترجمات القديمة من التوراة وأجزاء مختلفة من العهد القديم التى اعتبرت ثروة هامه لأنها أضيفت إلى باقى مخطوطات الكتاب المقدس،و على مرّ تاريخه، استخدم المعبد اليهود العراقيون (اليهود القراؤون)، اليهود الشاميون، الأشكناز، السفرديم، وانتهت به الحال كمعبد لليهود الربانيين بعد انتقال طائفة اليهود القرائين إلى قاهرة المعز في العصر الفاطمي، وهؤلاء يتحدثون العربية كلغتهم الأصلية.