تتميز منطقة مُجمع الأديان بتراثها الفريد في مدينة الفسطاط القديمة جنوبالقاهرة، حيث يشعر المرء في هذا المكان وكأنه في حوار مع الزمن والأديان، فيرى الكنائس تحتضن المساجد، ويتداخل صوت أجراس الكنائس مع صوت الآذان، فى تناغم يدعو إلى الوحدة الوطنية ويرفع شعار "الدين لله والوطن للجميع". و يُُعبر مُجمع الأديان بمنطقة مصر القديمة عن وحدة وتماسك الشعب المصري عبر التاريخ، فهو يجمع بين الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، حيث يضم جامع عمرو بن العاص، وعدداً من الكنائس، بالإضافة للمتحف القبطي وحصن بابليون والمعبد اليهودي. ومن المُلاحظ أن المسافة بين جامع عمرو بن العاص والكنائس والمعبد اليهودي لا تتجاوز الأمتار القليلة، فكل معلم في هذه المنطقة كان مقراً للسلطة الدينية لطائفته لفترة من الزمن، مما يُعد مركزاً للإشعاع الثقافي والحضاري. وكانت هذه المنطقة إحدى المحطات التي قصدتها العائلة المُقدسة "العذراء مريم ووليدها المسيح ويوسف النجار" في رحلتها من شمال مصر إلى جنوبها هرباً من بطش واضطهاد هيرودس الملك على أثر ولادة السيد المسيح.