تحتضن محافظة الغربية العديد من النماذج المتميزة من متحدي الإعاقة الذين لم يستسلموا يوما لليأس وقرروا أن يقهروا ظروفهم ويحطموا المستحيل وقبلوا التحدي لإثبات وجودهم في المجتمع وإشباع مواهبهم المتميزة بل وتفوق البعض منهم علي الأصحاء بكفاءة وقدرات فائقة. من أبرز هؤلاء علاء عبد الفتاح عايد مدير مدرسة الأمل للصم والبكم بالمحلة والذي يلقب بقاهر الظلام بعد أن أصبح يمثل ظاهرة فريدة وغير مسبوقة تستحق أكثر من وقفة تأمل وإشادة حيث لم يشهد العالم من قبل أن يتولي كفيف إدارة مدرسة يكون جميع طلابها من الصم والبكم ولا يفهمون سوي لغة الإشارة باليدين فكيف تكون لغة التعامل بينهم لكنه أبهر الجميع بقدراته وأثبت أن قرار تعيينه مديرا لمدرسة الأمل الفنية للصم والبكم بالمحلة رغم أنه فاقد البصر كان قرارا صائبا وأنه قادر علي تحمل المسئولية والحصول علي ثقة قيادات التربية والتعليم بالغربية. النور حيث أكد مدير المدرسة أنه قرر التحدي والتغلب علي الإعاقة بإصرار وشجاعة وبالإرادة القوية رغم أنه فقد بصره في عمر ثلاث سنوات حيث قرر أن يلحق بمراحل التعليم المختلفة حتي نجح في إنهاء دراسته بالحصول ليسانس آداب جامعة الإسكندرية وخلال مراحل تعليمه تعلم الصبر وتحمل المسئولية والتعايش مع المجتمع كما لعب في فريق كرة الجرس ومثل مصر دوليا في أوليمبياد لوس أنجلوس في عام84 وحصل الفريق علي الميدالية الفضية وبعد تخرجه واصل حياته العملية بتولي منصب وكيل معهد النور بطنطا ثم مدير للمعهد وأخيرا مدير لمدرسة الصم والبكم بالمحلة وواجه بشجاعة وإرادة كل الانتقادات الحادة ورودود الأفعال المختلفة التي تم توجيهها لمسئولي التربية والتعليم حول كيفية إدارة كفيف لمدرسة جميع طلابها من الصم والبكم مشيرا إلي أنه استطاع أن يقهر الظلام حيث تعلم لغة الإشارة حتي يتعامل مع طلبة الصم والبكم ووصل إليهم بطريقة سهلة ونجح في الرد علي أسئلة أي طالب أو الاستفسار منه عن أي شيء رغم أنهم يتحدثون إليه بلغة الإشارة.. وقال إنه كان يتلقي الإجابة من الطالب أو الطالبة بعد أن يكتبوها علي يديه ثم يقوم بقراتها بطريقته التي تتدرب عليها أو باستدعاء أحد العاملين بالمدرسة لقراءة المكتوب له ثم يرد بعدها علية بالإشارة التي يفهمها في إعجاز وقف الجميع أمامه بالصمت وقال هذا من فضل الله ونور هداني إليه.. كما نجح في الرد علي كل المشككين في إمكاناته بتحقيق طفرة أيضا ملموسة في عمله والنهوض بالمدرسة وطلابها من الصم والبكم حتي قام أكثر من محافظ للغربية امام هذه الظاهرة الفريدة بتقديم شهادات تقدير لتميزه في أداء عمله وبالإمكانات العديدة التي يتمتع بها رغم فقدانه البصر خاصة في النواحي الإدارية التي حقق فيها نجاحات علي مستوي جميع المواقع التي تولاها في وزارة التربية والتعليم وعمل بها وأداؤه الجيد خاصة بعد أن استطاع النهوض بمدرسة الصم والبكم المحلة حتي جعلها من المدارس المتميزة والمنتجة في آن واحد وحصول بعض طلابها علي مركز متقدمة ضمن أوائل الجمهورية كما نجح في تطوير الأنشطة والنهوض بها حيث يوجد بها خمسة أقسام للنجارة والأثاث والسباكة والسمكرة وقسم للملابس الجاهزة والتريكو والزخرفة واستطاعت المدرسة باداراتها المتميزة أن تحقق أرباحا من مبيعاتها للجمهور من خلال المعارض التي تنظمها ما يفوق مدارس المحافظة مكتملة كما كان للمدرسة دور بارز في تصنيع جميع المقاعد علي مستوي مدارس المحافظة وإقامة معارض لمنتجات الطلاب وأضاف أن المدرسة تضم62 طالبا وطالبة جميعهم من الصم والبكم منهم40 طالبا و22 طالبة من خلال سبعة فصول ويمكن للمتفوقين منهم الالتحاق بكليات الفنون التطبيقية والجميلة أو كليات التربية الفنية في بعض الجامعات ومنهم ما قفز بموهبته وإبداعه وتخطي الصعاب وقرر التحدي والتغلب علي الإعاقة بإصرار وشجاعة وبالإرادة القوية في الرسم والغناء والرياضة والتمثيل والدراسة.. الأول الأهرام المسائي حرصت علي الالتقاء بعدد من طلاب تحدي الإعاقة كان منهم الطالب محمد هاني الجيار الطالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة الصم والبكم بالمحلة الذي أكد أنه نجح في التفوق علي نفسه وإعاقته وحصل علي الحزام البني في لعبة الكارتيه كما شارك مع فريق التمثيل بالمحافظة في مهرجان أولادنا الدولي الذي أقيم علي مسرح جامعة طنطا وحصل مع فريق التمثيل علي المركز الأول متفوقين علي28 دولة مشاركة بالمهرجان من دول فرنسا والصين وإسبانيا. فيما يمثل كمال إبراهيم العدوي الحاصل علي ليسانس آداب جامعة طنطا قسم اللغة العربية نموذجا يحتذي به في عدم الاستسلام لإعاقة فقد البصر حيث يتميز بصوت رائع وإلقاء الابتهالات الدينية علي مستوي الإبداع مؤكدا أنه تعلم الغناء عندما كان طالبا بمعهد النور بطنطا كما واصل مراحل تعليمه بالحصول علي مؤهل عال وإبداع صوته كان مثار إعجاب المسئولين للاستعانة به للمشاركة بالغناء والابتهالات الدينية في جميع المناسبات الوطنية التي تنظمها محافظة الغربية وإذاعة وسط الدلتا وأشار إلي أنه تم تكريمه من قبل لجنة التضامن والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس النواب من وزير الأوقاف والتعليم العالي والبحث العلمي لتفوقه وإبداعه. الموهبة أما هبة فؤاد جعفر الطالبة بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة الصم والبكم بالمحلة أكدت أنها تهوي الرسم وبمساندة المسئولين تفوقت وأبدعت في مجالها حيث شاركت بالعديد من اللوحات الفنية التي رسمتها للمناظرالطبيعية وبالألوان الذاتية من خلال المعارض التي تقيمها وزارة التربية والتعليم ونجحت مؤخرا في حصد نتاج جهودها وأعمالها بالحصول علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية العام الحالي في الرسم الحر مؤكدة أنها سوف تواصل استغلال موهبتها الفريدة والمشاركة بلوحاتها المبهرة في معارض دولية لتمثيل مصر في هذا المجال الإبداعي. بينما يتميز الطالب ممدوح نادر المرسي بالصف الأول الثانوي بمدرسة الأمل للصم والبكم والحاصل دراسيا علي المركز الأول في الشهادة الإعدادية علي مستوي المحافظة بموهبة الإبداع في تصميم الأثاث وصناعة غرف النوم والأنتريهات مؤكدا أن موهبته لفتت نظر المسئولين وطالبوه بالمشاركة في معارض الوزارة علي مستوي المحافظة كما نجح في صناعة بعض الأجهزة المنزلية وإنتاج شواية بسعر لا يتجاوز20 جنيها وتم عرضها للبيع ولاقت إقبالا كبيرا من المواطنين. كما أكد إبراهيم بدوي بمعهد النور للمكفوفين بطنطا أنه لم يقف مكتوف الأيدي أمام إعاقته وقرر المشاركة بالعمل والاندماج في المجتمع واستغلال موهبته في تصميم برامج ناطقة علي الهواتف المحمولة وتم بحث تجربته وتوزيعها علي الطلاب المكفوفين وغيرهم من الأصحاء. حق التعليم فيما عبرت أسراء فتحي الجوهري الأولي علي مستوي الجمهورية في الدبلوم الفني للصم وضعاف السمع بمدرسة الأمل بالمحلة عن حزنها فرغم تفوقها باقتدار لكنها حتي الآن لم تحصل علي وظيفة للعمل والمشاركة في الحياة كما أنها محرومة من استكمال تعليمها العالي لعدم وجود أقسام متخصصة لاحتضان هذه الفئة وطالبت وزير التعليم العالي بإنشاء أقسام ملحقة بالكليات الجامعية لذوي إعاقة السمع والنطق أسوة بتطبيقها بالمدارس لمواصلة النابغين منهم مسيرتهم التعليمية والحصول علي شهادات عليا حتي لا يشعروا بأي تميز وتقديرا لتفوقهم الدراسي. ومن جانبه صرح الشناوي عايد وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية بأن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بذوي الاحتياجات الخاصة حيث يتم تقديم كل المساندة لهم وتدعيمهم وتكريم المتفوقين منهم وتوفير كل الإمكانات لهم للحصول علي التدريبات المناسبة وأكد أنه يتابع بنفسه جميع هذه المدارس حتي يقف علي أوجه القصور والضعف لعلاجها ومكافأة المتميزين لتحقيق مستقبل أفضل لهم.