تتفق جميع الشواهد علي أن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب كان بمثابة تحريك للمياه الراكدة.. وأنه حقق نجاحا منقطع النظير في الأخذ بيد شباب مصر نحو عالم جديد للمشاركة في صنع القرار, ويكاد يجمع الخبراء علي أن ذلك البرنامج بات المصنع الحقيقي لقيادات المستقبل. وقد تخرج500 شاب وفتاة في البرنامج الرئاسي كدفعة أولي في نوفمبر2016, بعد فترة دراسة استمرت9 أشهر, وتم تعيين عدد منهم كمعاونين لوزراء الزراعة والكهرباء والسياحة, فيما يواصل البعض الآخر مسيرته المهنية, لكون البرنامج يهدف إلي محاولة اكتساب مهارات جديدة, وبناء شخصية قادرة علي القيادة في المستقبل. كما تسلم البرنامج الرئاسي أوراق المقبولين في المرحلة الأولي من الدفعة الثالثة لبرنامج تأهيل الشباب للقيادة, الذي يرتكز علي مفهوم اكتساب الخبرات, وتقديم المادة العلمية في صورة محاضرات نظرية, تتضمن محاور رئيسية كالعلوم السياسية والإستراتيجية, والعلوم الإدارية, وفن القيادة, والعلوم الاجتماعية والإنسانية, والتي تتخللها أنشطة رياضية وثقافية وفنية. فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب بدأت في سبتمبر2015, عندما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق البرنامج, بهدف توفير قاعدة من الشباب من ذوي الكفاءات, لتولي أعمال سياسية وإدارية في مختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية, بينما فتح باب التسجيل للمرة الأولي في20 سبتمبر من العام قبل الماضي. ويعد البرنامج كيانا مستقلا, تابعا لرئاسة الجمهورية, ويدار من خلال إدارة متخصصة محترفة, حيث يتعاون في تنفيذه عدد من هيئات ومؤسسات الدولة, والمجتمع المدني, ويحصل الشباب المتخرج منه علي شهادة أكاديمية احترافية, بعد اجتيازهم مراحله المختلفة, والتقائهم بعدد من رموز الفكر والثقافة, لإثراء قاعدتهم المعرفية. إطلاق البرنامج استند إلي إنشاء قاعدة شبابية قادرة علي تولي المسئولية السياسية والمجتمعية والإدارية في الدولة, وتأهيلها بأحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي, بهدف اكتساب المهارات, وتطبيق النظريات الاحترافية, والتعرف علي النظم السياسية, والقواعد الحاكمة للعمل الحكومي والسياسي, والترقي إلي مناصب قيادية في زمن قياسي. ويشارك شباب الدفعتين الأولي والثانية من البرنامج الرئاسي في تنظيم منتدي شباب العالم بمدينة شرم الشيخ, الذي ينطلق السبت المقبل, لمدة6 أيام, ويحضره نحو2500 شاب من110 دولة, حيث يتقدمهم نماذج شبابية مؤثرة وملهمة في مجالات مختلفة ببلدانها, بمشاركة رؤساء وأمراء وقيادات العديد من الدول. وشدد النائب أحمد زيدان, عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر, علي أن القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرا بقضية دعم الشباب, بهدف تمكينهم داخل مؤسسات الدولة, بعد راهن الشارع عليهم في انتخابات البرلمان, وفوز59 من الشباب الأقل عمرا تحت35 سنة, لأول مرة في تاريخ المجالس النيابية بمصر. وقال زيدان لالأهرام المسائي إن هناك العديد من النماذج المشرفة من الشباب داخل البرنامج الرئاسي, قادرة علي إدارة ملفات مهمة داخل الأجهزة التنفيذية, تمهيدا لتصعيدهم إلي مناصب الصف الأول من الحكومة خلال السنوات المقبلة, مرجحا تعيين محافظين ونواب للوزراء من الشباب خلال فترة قصيرة, بهدف إعدادهم لتولي الحقائب الوزارية. وأضاف زيدان أن البرنامج الرئاسي تمكن من تخريج كوادر قيادية من الشباب, لاستكمال مسيرة التنمية للبلاد, كأحد مخرجات مؤتمرات الشباب المتكررة, وإصرار رئاسة الجمهورية علي تنفيذ ومتابعة توصياتها, بما يعبر عن ثقة القيادة السياسية في الشباب, واستطاعتهم تولي المناصب العليا داخل الدولة المصرية في المستقبل القريب. وأكد النائب طارق الخولي, أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان, أن البرنامج الرئاسي تحول من حلم إلي واقع, بهدف إعداد الشباب لاعتلاء المناصب القيادية في الدولة, وخلق جيل منهم قادر علي تحمل المسئولية الوطنية, والمضي نحو المستقبل, خاصة أن الشباب يمثلون النسبة الأكبر بين الشرائح العمرية للمجتمع. من جانبه, قال النائب رضا البلتاجي, عضو لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان, إن البرنامج الرئاسي فتح المجال للعديد من الشباب لإظهار قدراتهم, وكشف مدي وعيهم, وحرصهم الشديد علي بناء الدولة المصرية, بهدف خلق كوادر جديدة, وصف ثان يستطيع قيادة مؤسسات الدولة, سواء التنفيذية أو التشريعية, خلال المرحلة القادمة. وأضاف البلتاجي لالأهرام المسائي أن مصر مليئة بالكوادر الشبابية التي حان الوقت لمنحها الفرصة في بناء المجتمع, والتي تحمل رؤي وأفكارا جديدة, مشددا علي ضرورة إعطاء مساحة أكبر لشباب الأحزاب, وأوائل الجامعات, وأبطال مصر في الرياضة الفردية والجماعية, ومنح النماذج القيادية منها فرصة حقيقة للتغيير إلي الأفضل. وأشار البلتاجي إلي أن الشباب يمثلون56% من قوام الشعب المصري, ولا بد من إظهار النماذج المشرفة منهم, علي غرار المجندين اللذين استطاعا دهس إحدي السيارات المفخخة في شمال سيناء, ومثلا نموذجا واقعيا للتضحية والفداء, لنشر حالة من الأمل بين صفوف البسطاء بأن الدولة تحترم وتقدر الكفاءات أيا ما كانت مواقعهم.