مفهوم تمكين الشباب غاب سنوات طويلة على الرغم من محاولات الشباب المستمرة لفت نظر المسئولين لكن دون جدوي. الرئيس السيسى أبدى اهتماما كبيرا برغبة الشباب وحل المعادلة الصعبة التى تجمع بين تأهيل الشباب وتمكينهم للحصول على فرصتهم فى تولى المناصب القيادية من خلال الاعلان عن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب . البرنامج عبارة عن كيان مستقل تابع لرئاسة الجمهورية ويدار من خلال إدارة متخصصة محترفة ويتعاون فى تنفيذه عدد من هيئات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى ويحصل الشاب او الشابة المتخرج من البرنامج على شهادة أكاديمية احترافية بعد اجتيازه المراحل المختلفة للبرنامج ، والتى تتضمن ثلاثة محاور رئيسية علوم سياسية واستراتيجية /علوم ادارية وفن قيادة / علوم اجتماعية وانسانية ، ويطبق البرنامج نموذجا تعليميا مبنيا على مفهوم اكتساب الخبرات حيث يتلقى الدارسون المادة العلمية فى صورة محاضرات نظرية يليها تطبيق عملى مباشر على ارض الواقع من خلال تطبيق المحاكاة للنماذج المختلفة . ويلتقى الدارسون خلال فترة البرنامج بعدد من رموز الفكر والثقافة لاثراء القاعدة المعرفية لديهم. فى البداية أشار الدكتور محمد فؤاد أستاذ الاقتصاد بجامعة السادس من أكتوبر الى ان الرئيس السيسى تناول دور الشباب من زاويتين الاولى هى التمكين الاقتصادى ويتعلق بتوظيف طاقة الشباب ويتم ذلك من خلال الاستثمار فى المشاريع القومية لاستيعاب الايدى العاملة الشابة او تشجيع الاستثمارات الأجنبية وفتح آفاق جديدة للاستثمار عن طريق إقرار تشريعات مساعدة مثل قانون الاستثمار الموحد، واستكمل فؤاد حديثه عن الزاوية الثانية موضحا ان التمكين السياسى هو هدف اساسى من الأهداف القومية والذى تجلى بوضوح إحدى النقاط الهامة فى خارطة الطريق ويتم ذلك عن طريق تعزيز الممارسة الديمقراطية فى داخل الأحزاب وتنشيط دور وزارة الشباب بالنسبة للأحزاب السياسية ورأى فؤاد ان مقياس نجاح التمكين السياسى هو ان يشكل الشباب على الأقل 25% من المجالس المحلية القادمة. ويؤكد الدكتور سعيد صادق أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية ان المرجعية للانظمة السياسية السابقة اهملت الشباب ولم يشجعوهم على الحياة السياسية ولكن بعد ثورة 25 يناير أصبحت الاضواء مسلطة على الشباب ولكن الأمور تختلف فى مصر حيث لا يوجد اى تدريب سياسى او مدارس تدرس السياسة وتناقش أهم قضايا الدولة بمعنى انه لابد الاهتمام بهذا الجيل منذ الصغر لإيجاد كوادر تصلح للعمل السياسي. إصلاح التعليم أما لواء دكتور عزت الشيشينى مستشار المركز الديموجرافى فيقول إن موضوع تأهيل الشباب سياسيا للمناصب القيادية فى الدولة يتعلق بقطاع عريض من سكان مصر وله أهميته البالغة فى المستقبل حيث إن اجهزة الدولة معنية بمشاكل الشباب باعتبار ان قضايا الشباب تتعلق بالامن القومى لمصر لذلك يجب البدء فورا فى إصلاح نظام التعليم حتى يكون الخريج مؤهلا للالتحاق بسوق العمل ويجب توفير فرص عمل كافية ومناسبة للشباب حتى نتمكن من القضاء على البطالة والقضاء على الواسطة والمحسوبية فى شغل الوظائف واختيار القيادات على أساس الكفاءة حتى يكونوا قدوة لأجيال مختلفة واطلاع الشباب أولا بأول على كافة قضايا وطنه وعدم حجب المعلومات عنه وخلق روح الحوار فى التعامل مع الشباب ودمجه فى الحياه السياسية . قيادات شبابية وتقول دكتورة أية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الألمانية ان من ضمن البرنامج الانتخابى للرئيس السيسى تأهيل الشباب سياسيا وبالفعل فهو دائما يخاطب الشباب فى جميع مؤتمراته واهتم بالشباب عن طريق تطوير المراكز الشبابية ثم اطلق مبادرة للقيادة الشبابية داخل المناصب السياسية وذلك عن طريق تطوير المهارات وبدأ فى فتح حوارات متبادلة بين قيادات الدولة والشباب حتى يصبحوا جزءا من صانعى القرار داخل وطنهم وإحساسهم بأهميتهم حيث ان قطاع الشباب يمثل أغلبية من اجمالى سكان مصر والشريحة الفئة العمرية من 19 الى 35 عاما اى شريحة عريضة من المجتمع لا يستهان بها . من ثم هناك مستشارون من الشباب فى الوزارات اثبتوا قدراتهم من خلال عملهم على مدار العامين الماضيين ويعتبر هذا نوعا من أنواع التأهيل السياسى لاعتلاء المناصب القيادية فى الدولة . يقول الدكتور محمد منظور منسق مبادرة "استثمر فى مصر "أن مبادرة الرئيس لتأهيل الشباب خطوة مهمة فى سبيل تمكين الشباب من المناصب القيادية، موضحا أن الفترة الماضية كانت تشهد الكثير من الحديث عن مطالبات بتمكين الشباب دون الحديث عن كيفية هذا التأهيل والخطة الموضوعة من اجل تنفيذه واضاف أن الشباب يجب أن يكونوا على مستوى المناصب التى يسعون إلى توليها، مشيرا إلى أهمية ان يكون للشباب دور فى الوزارات والمؤسسات التنفيذية خلال الفترة المقبلة وطالب منظور إن تدعم الدولة فكر القطاع الخاص كما ان مبادرة الرئيس يجب أن يتم تنفيذها من خلال جميع اجهزة الدولة والهيئات والمؤسسات والشركات الكبرى وان تستمر بشكل متواصل وليس فترة معينة فقط . من جانبها قالت الدكتورة سوزان فوزى السيد القيادية بحزب مستقبل وطن أنه لا تقدم بدون تدريب وأن الشباب يشكلون 60 % من المجتمع المصرى وهذه نسبة كبيرة لابد من الاهتمام بها والعمل على اكتسابها كل المهارات والأدوات التى تؤهلها للقيام بدورهما واضافت إن اشراف الرئيس على المبادرة يعطيها قوة ويجعل جميع أجهزة الدولة مستعدة للمشاركة فيها . وأضافت ان الأحزاب عليها ان تدرك جيدا أن مهمتها الأساسية تدريب الشباب وتأهيلهم على الممارسة السياسية واعداد جيل جديد وليس الصراع فيما بينها على عدد المقاعد داخل البرلمان. رأى الشباب وعن قراءة الشباب وتوقعاتهم حول هذا البرنامج نرصد آراء عدد منهم فى السطور التالية: يؤكد المهندس محمد أنور رئيس مجموعة شباب من أجل التنميه أن البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب به العديد من النقاط الايجابية والتى يرى فيها الشباب تحقيقا لرغباتهم أولها انه كيان مستقل تابع لرئاسة الجمهورية مباشرة. أما النقطة الايجابية الثانية فهى أنه تم الاعلان عن البرنامج قبل بدء التسجيل فيه بوقت يسمح للجميع أن يسجل فى البرنامج على عكس السابق حيث كان الشباب يسمع عن اى برنامج خاص بتنمية مهارات الشباب بعد بدء التسجيل فيه وفى بعض الاحيان بعد انتهاء البرنامج مما يعطى انطباعا بعدم الشفافية فى اختيار الشباب كما أنه حتى فى حالة عدم قبول أى شاب فى البرنامج لأى سبب فإن البرنامج أعطى العديد من البدائل التى تجعل قناة الاتصال مفتوحة مع الشباب من خلال الفعاليات التى ستقام ومن خلال اتاحة المادة العلمية لهم وأيضا من خلال الموقع التفاعلى الذى يتيح الاستفادة من المواد التثقيفية والعلمية الموجودة على الموقع وكذلك السماح بالتقدم فى الدورات أو البرامج التى سيقدمها البرنامج مستقبلا وعن توقعات نجاح البرنامج يضيف المهندس محمد أنور أن الشباب المصرى طموح بطبعه ويسعى جاهدا لإثبات ذاته لذلك أتوقع ان يكون خريجو هذا البرنامج قيادات فاعلة فى المستقبل. المعادلة الصعبة أما أحمد يحيى عضو مجلس إدارة جمعية (اللى جاى أحلي) فيقول ان الرئيس السيسى استطاع من خلال هذا البرنامج أن يحقق المعادلة الصعبة والتى كان حلها يمثل حلقة مفرغة بين التأهيل والتمكين ومن خلال قراءتى للبرامج والعلوم التى سوف يتلقاها منتسبو هذا البرنامج أرى أن هناك فكر منظم وبرنامج ممنهج يستطيع أن يجعل من الشباب قيادات محترفة قادرة على القياده بعلم واسع وخبرة جيدة من خلال اللقاءات والفعاليات التى سوف تتم وتجمع فيها رموز العمل السياسى والثقافى والأدبى والشخصيات العامة مما يضع بين يدى الشباب خبرة سنوات طويلة وتجارب عديدة. أما جمال الطحان من محافظة البحيره وحاصل على ماجستير فى القانون فيرى أن برنامج الرئيس لتأهيل الشباب يعد بمثابة مشروع قومى عملاق لا يقل عن مشروع قناة السويس الجديدة التى تحقق أمنا قوميا اقتصاديا فبرنامج تأهيل الشباب يمثل تحقيقا للأمن القومى السياسى من خلال انتاج جيل جديد من القيادات الشابه الواعدة التى طالما سعت عبر أزمنة عديده من أجل تلك اللحظه التاريخية التى تسمح فيها القياده السياسيه للشباب أن يكون أحد أهم العناصر التى يبنى بها الوطن. أما عبد الله محمود قائد فريق الابداع ( مبادرة شبابية ) فيقول ان الشباب المصرى هو المخزون الاستراتيجى لمصر الذى يمثل الطاقه الكامنة التى تتميز بها مصر عن دول العالم لكنه يحتاج الى اعادة توظيف لطاقاته وابداعاته التى لا تحصى وبرنامج الرئيس لتأهيل الشباب يعد بمثابة اللبنة الأولى فى هذا المجال الذى أتمنى ألا يقتصر فقط على المحاضرات واللقاءات وانما يمتد الى التدريب العملى فى مكاتب القيادات السياسيه والتنفيذية. أما مى محمد مدرسة لغة انجليزية متطوعة فى العديد من البرامج التنموية للجمعيات الأهلية فترى أن الشباب القادر على القيادة لا يحتاج الى برنامج للتأهيل فقط ولكن يحتاج الى منظومة من القوانين التى تكتشف القيادات الشابة وترعاها وهى فى الدرجات الوظيفية الصغرى حتى تتمكن من الوصول الى تحقيق الهدف بتولى المناصب القيادية وفقا لمنظومة واضحة وشفافة.