يتعرض الوطن لفتنة دينية خطيرة قد تقضي علي الأخضر واليابس ما لم يتم تداركها والعمل علي رأب الصدع وتوحد الكلمة والأهداف فبعد ثورة52 يناير المجيدة ظهرت تيارات دينية متعددة علي الساحة. ربما اتخذت من سلاح القوة والعنف أداه للتغيير والصدام مع طوائف المجتمع ومن هنا اصبح دور فضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر التقريب بينها واحداث التوازن والحوار والتقريب بين وجهات نظرهم وانتباه إلي خطورة العمل العشوائي لهذه التيارات الدعوية إذ يلزم توظيف ذلك في بث روح الوحدة والتعاون بين كل فئات المجتمع المصري وحينما تنضوي هذه الجماعات في خطاب مستنير تحت لواء الأزهر يكون القاسم الحقيقي في لم الشتات وتكوين خطاب توافقي ذي رؤية مستنيرة تدعو بالحكمة والموعظة الحسنة وفق الفهم الصحيح لقواعد الشريعة والاحكام الشرعية المبنية علي الاعتدال والوسطية وقد احزننا أن تتحول بعض المساجد إلي ساحات للمعارك السياسية وقاعدة للمحاكمات وكيل الاتهامات للآخرين من خلال خطاب المتشددين تحت أي مسمي طائفي مستغلين الانفلات الأمني وتحويل المساجد إلي ساحة للمهاترات وجلد السلام الاجتماعي بين الناس في ظل عدم توافر شروط الدعوة في هؤلاد المتحذلقين فمن المفترض أن تكون هناك اجازة من الأوقاف أو الأزهر لاعتلاء المنابر والذين حولوا البعض منها إلي فوضي والقاء التهم علي هذا أو ذاك بل وتكفير الآخرين ومنهم من نطق الشهادتين وعصم من الدم قال صلي الله عليه وسلم لايحل دم امرئ مسلم إلا بإحدي ثلاث, السيب الذاني, التارك لدينه, المفارق للجماعة بل ان رسول الله صلي الله عليه وسلم نهر صحابي قتل منافقا كان يظنه علي الكفر قائلا هلا شققت قلبه بل وقال تعالي( ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله, فيسبوا الله عدوا بغير علم) ولا شك أن غياب دور بعض الدعاة في نشر الفكر الوسطي وترك فراغ كبير استغله البعض من المتشددين بما يملكونه من مال وخطاب ديني قد لا يبدو مستنيرا لكن مؤثرا ومغلفا بالمثيرات الجاذبة التي تشد الانتباه وتغري العامة وقليلي الإرادة ضعيفي الفكر وكل ما أرجوه ويرجوه كل مصري العمل علي رفع حالة الاحتقان الموجودة بين التيارات المتشددة وما تفرغه من فنزاعة اجتماعية تهدد أمن المجتمع وأن يكون هناك تنسيق بين هؤلاء علي وضع مصلحة الوطن في الصدر الأول ثم يأتي بعد ذلك النظر فيما يريدونه من مكتسبات سياسية أو أهداف اجتماعية إصلاحية فالكل في مركب واحد لابد أن يعبر أولا إلي بر الأمان ثم يأتي ما يليه.