الوطن حضن أمان وسلام وحدائق حب وحنان,عدل وحرية,شوري وديمقراطية,شعب عامل,زارع, صانع,تاجر شريف وعفيف,وحكومة تصون العهد,ترعي الوعد,تحفظ حق الناس,غني وفقير,وزيروخفير,مسلم ومسيحي,وشباب واعد, وأمل صاعد, حاضر باسم وغد مشرق, خير للكل, عطاء ونماء وكفاية وإخاء. مصر تاريخ, في جبين الزمن مسطور, بحروف من نور, خيرها بحور,تفيض وتعم, الصحراء والوادي,زرع أخصر,وسنابل ذهبية, وأقطان وردية,وعقول تصول وتجول في علوم وفنون, طلعت حرب وعرابي, محفوظ وزويل, أهرام بشرية,وآثار علي الجدران مكتوبة,حقيقة, ليست أكذوبة. هذا هو الوطن الذي كان,درس تعلمناه, وحب مع الرضاعة شربناه,في العروق دم يجري, وفي القلب حب يسري, قبلة تهفو الأفئدة إليها في كل صلاة. واليوم, ما عاد الوطن وطن, ضاق الحضن,نبتت للصدر أشواك, تدمي قلب الابن,تقتل حلم المستقبل,أعطي الناسك ظهره لقبلة عمره,ترك الزارع فأسه,كسر الصانع ترسه,مزق العالم كراسه,هجر المحارب متراسه,سرق المعبد حراسه. مات في الشعب الولاء والانتماء من كثرة البؤس والشقاء وطول البلاء,جف نبع الحب لمصر في قلوب الأبناء,وكيف لا وهم يستيقظون صباح ومساء علي وعود حكوماتهم الجوفاء,تأخذ من الفقراء وتعطي الأغنياء,يسمعون ويقرأون عن وظائف ومساكن,والزمن يمر ويكبر كأس المر, ولا وظيفة أو سكن,ولكن هجرة وكفن. المركب غاب ربانه, البحر عواصف,والريح قاصف,يكسر كل شراع,والشارع بحرغريق, جب عميق, سجن من غير سجان, الإنسان أصبح جانا, ماردا قناصا, يحصد أرواحا, يزرع ألما وجراحا.وبكاء ونواحا. يطفئ نور اليوم يقتل روح الغد, يبني سدود الصد, يدفن روح الود في بحور الدم. الأخ صلب جسد الأخ, دق في قلبه المسمار, أشعل في عينيه النار, الراعي أكل الغنم وما ندم, القاتل في جنازة المقتول ماشي, واشي بين الأحباب, راشي الكل قريب وبعيد, يسرق حق يتيم وفقير, وفي كل مناسبة حاوي خطير, ساحر فاجر, يسرق الكحل من العين, ويدق أسافين البين بين كل اثنين. الحق ضاع, والظلم شاع, والجوع جوعان, و البطون الخاوية في الشوارع سارحة,بين القمامة,والندامة, صبيان وبنات,رجال وسيدات, قصص وحكايات سويسي وتوربيني وبقو وبزازة ولسان الحال, الكل سؤال:ليه ولماذا؟ الإجابة سهلة,في كلمتين: عدل وحرية, عدل عليه الدنيا قامت, اسم الله العادل, أعطي الكل بميزان حق, رزق الطير في السماء والدود في الحجر, في البحر وعلي الشجر, في السهل والجبل, رحمته وسعت كل شيء, رحمان ورحيم, والعبد ما يرحم.ينهب حق الغير وما يفعل خير. والحرية أخت العدل التوأم, كل الناس أحرار أولاد آدم, في الحرية الخير, بناء, تعمير, وسلام للغير, تقول ما تخاف, كلمة حق, تقيم العدل, تنير الليل, تنهي الويل, تفتح نهر الخير, يعم الكل, تبني أمان, يضم غني وفقير,الكلمة سلاح يحارب الظلم, يحيي ضميرا,يمنع أهوالا, يحفظ أموالا, في بنوك مسروقة, ومشاريع مسلوقة, ومهرجانات تهريج,والشارع يغلي, سرقة وخناقات, ومرور زحمة في كل الأوقات, وشباب ضائع, وشيوخ شاخت قبل الزمن بزمان,عدل وحرية, تعلي الأوطان وتعود الفرحة ونعيش في أمان. كان العدل أساس حب الناس لبلادهم مصر,غاب العدل, مات الحب, شب الكره, ظهر الحقد, في عام1971 وكنت حينها طالبا في كلية الآداب بجامعة القاهرة, كانت مصر كلها تصميم وإصرار علي الثأر لهزيمتها في1967, وكان الشعب مع قواته المسلحة يخوض معركة إعادة البناء وحرب الاستنزاف, يومها تطوعت وأنا طالب في فصائل خدمة الجبهة, حيث قضيت شهرا مع الجنود, و فعل ذلك كل أبناء مصر الشرفاء البسطاء من شباب الجامعات,لأن مناخ حب الوطن والتضحية في سبيله كان هو السائد.