الكتابة في هذه الأيام أصبحت مثل السير علي الأشواك أو الخوض في حقول الألغام, فقد اختلطت الأمور, وتحول الباطل إلي حق, وتواري الحق خلف التهم المعلبة التي تنظر من يغرد خارج السرب.. ورحم الله أنيس منصور خير من أتقن لغة الهروب الإعلامي.. وجريا علي درب ابن المنصورة, تعالوا نغرد علي أفنان وأغصان الحب. في حياة كل منا أسرار, ومواقف قد يغمرها طوفان الزمن, أو تسدل الأيام عليها ستار النسيان, ولكنها تبقي كامنة في حنايا القلب, تطل من زوايا الماضي, تضيء سماء الحاضر, وتبعث الأمل في المستقبل, وترسم بسمة علي شفاه الأيام, وتشعر القلب المضني أنه لا يزال يحيا, وأنه كان يوما يعرف الحب, ولايزال قلبه به ينبض. عرف صاحبنا الحب صمتا, وعاشه خيالا جميلا, تربي علي قصائد امرؤ القيس, وجميل بثينة وكثير عزة, نعم لم يعرف الصحراء ولا الخيل في البيداء, ولم يخبر لظي الشوق ولا هجير الشمس, ولكنه جمع بين ضلوعه حبا يغمر الأكوان, يصبغ أديم الأرض بكل الألوان, ويرسم في السماء قوس قزح, تطرب الطيور ألوانه. تعلم أن الحب عطاء, أن الحب حياة, أن الحب دواء, وشفاء للأرواح, وسعادة وأفراح, لمعة في عيون أطفال, رعشة في قلوب أشبال, وحنين وحنان شبان, وحضن كبير, كما صدر الأوطان. في طفولته مع جارة صغيرة,جري وشد ضفيرة, وغني لهم عصفور,عايشين في النور,ماشيين بالنور,عواطف رايقة صافية, صادقة, لا تلف ولا تدور. حبيبتي.. أختي, صديقتي.. ابنة عمي, جارتي ودمي, أفديها بروحي, راحتها راحتي,لا في يوم تتعاكس ولا حد يشاكس, في مدرسة أو شارع الكل اخوات صبيان وبنات. عواطف شفافة, من كل الناس متشافة,لا خوف, ولا حتي كسوف, وقلوب بيضا زي الفل, وعيون ع العيبة أبدا ما تطل, ولسان يقول الصدق, ولا يكذب ولا يتجمل. كبرنا وكبر الحلم, معانا في دور العلم, حملنا أملنا في غد جميل, أخ وأخت في مدرج وفي معمل جالسين,وفي راحة قهوة وشاي شاربين, وبرة الدرس لها حارس,زي ما كنا اثنين في مدارس. نقرأ مع بعض كتابا, ونكتب للأسرة جوابا,ويرد علينا الأحباب, يدعوا لنا بفتح الأبواب,ونعود نسعد كل قريب وبعيد, وفرحة نجاح وتفوق زيها زي يوم العيد. والحب يوم مع يوم بيزيد, ونار الشوق في القلب تقيد, والعين تكتب للعين, تشتكي م البين, لكن لسان الحب ما في يوم اتكلم, ولا قال كلمة حب,ولا عبر عن نبض القلب, الكلمة حرام تنقال, نظرة عين تجمع قلبين, علي هوي محبوس تعاهدا, وتواعدا,الحب كبير,والوعد مصير,والسر نصير,والبوح ما يصير, ولا حد يقول غني ولا فقير. ع الكتمان اتعلمنا, وفي اشواقنا اتحكمنا,حتي يوم الوعد,والوفا بالعهد,سنوات مرت, وقلوبنا وعنينا ما يوم م الهوي فرت, تكتب مع كل كتاب نقرؤه سطور حكايات الحب,من يوم ما كنا أطفال في الدرب,نحفظ ونذاكر جدول ضرب, عمره في يوم ما ضاع بينا القرب,تواصل وتفاهم, وقضايا كنا ناقش بحماس,ونحب بلدنا بكل إحساس,الإيد في الإيد,والحب يزيد. حتي في معسكر ويا العسكر, مرة ما نسيت حبك يا حبيبتي, كانت دايما جوايا, وأنا جواها,زهرة ندية, نادرة, ماسة, لكل آمالي وأحلامي حاسه,تمد إديها, ترفع إيدي,تغني نشيدي, تقرأ معي خبر في جريدة, نحلم بحياة جديدة, لما تشوفني تبقي سعيدة. حكاية عشناها, إنها حلم وعلم,وعمل وصبيان وبنات, فاكهة وبلح أمهات.. والحب عمره ما مات, بس هموم الدنيا كتيرة, حجارتها كبيرة, تكسر ظهر القلب, تطوي صفحات القرب,وتسدل علي الحب ستار, لكن تبقي الأسرار.