يخطئ من يتصور أن أبطال قواتنا المسلحة الباسلة, أو رجال الشرطة الأوفياء, هم وحدهم من يجب عليهم أن يقاتلوا علي جبهة التصدي لمؤامرات إسقاط مصر ومخططات تحويلها إلي دولة فاشلة, كما يريد صناع الإحباط والأذرع الخبيثة; تنفيذا لأجندة حروب الجيل الرابع, المرسومة لأم الدنيا وأرض الكنانة, لكن الحقيقة أن هناك جنودا آخرين, عليهم أن يحملوا السلاح; سلاح الإرادة والعزيمة, ويهبوا للحفاظ علي مصر ومستقبلها. لقد حبا الله مصر وميزها عما سواها من بقاع الأرض, بقوة بشرية تستند علي إرث حضاري تجاوز السبعة آلاف عام من الحضارة; ففي مصر بدأت أبجديات العلوم; الطب والهندسة والرياضيات والفنون والعمارة, وعلمت مصر القديمة الدنيا كل شيء حتي التوحيد, لذلك آن الأوان أن تكون قوة مصر البشرية علي جبهة الدفاع عن الوطن, جنبا إلي جنب مع قواتنا المسلحة وشرطتنا, حتي يكون مثلث القوة هذا قاهرا لكل من تسول له نفسه المساس بهذا البلد الأمين. لماذا الآن بالتحديد ندعو المواطن المصري الأصيل إلي الدفاع عن وطنه؟ الحقيقة أن الوضع بات خطيرا جدا; فالمتربصون بمصر فشلوا في ضربها بالأساليب المعروفة وعبر القنوات الرسمية, حاولوا تهميشنا وحصارنا دوليا فأسقط في يدهم, أشعلوا ضدنا حروبا إعلامية مدفوعة الأجر فلم تفلح مساعيهم, مولوا عمليات إرهابية ضد خير أجناد الأرض فكانت قواتنا المسلحة وشرطتنا لهم بالمرصاد, ولقنتهم ولا تزال تلقنهم هم ومموليهم دروسا لا تنسي, حتي إن العالم يتعجب كيف لم ينل الإرهاب من مصر؟, لم ينل من مصر لأن مصر أصبحت دولة قوية وستبقي للأبد, فماذا بعد فشل مخطط الأعداء؟ إنه المواطن الذي أصبح هدفا لحروب الجيل الرابع, المواطن هو الذي توجه إليه سهام هذه الحرب القذرة, ولذلك يتوجب عليه أن يكون جنديا في معركة المستقبل من أجل وطنه, لا بد أن يكون يقظا طوال الوقت, مثل ابنه وشقيقه المرابط بسلاحه علي الحدود في صفوف جيشنا العظيم, وأمثالهما من أبناء شرطتنا; فلقد دقت ساعة اليقظة, ولم تعد هناك رفاهية لمن يحمل شرف الجنسية المصرية والانتماء لهذا الوطن أن يغفل عن حراسة مصر والفتك بأعدائها. لقد أثبتت الأحداث التي عاشتها مصر طوال السنوات الأخيرة أن المواطن رقم صحيح في معركة الدفاع عن الوطن والتصدي لمخططات إفشال الدولة, ذلك المواطن الذي خرج في30 يونيو يستعيد وطنه من فاشية الإخوان مدعوما بجيشه.. درعه وسيفه. الآن حان دور الشباب, قوة المستقبل وأمل الوطن النابض, فالنماذج المضيئة التي رأيناها, وأدهشنا وعيها في مؤتمرات الشباب, مطالبة بالقيام بالدور المنوط بها في توعية المواطن, وفضح مخططات إفشال الدولة من قبل الذين يعيشون علي أرضها ويشربون من نيلها وينعمون بأمنها بينما يبثون سمومهم في حاضرنا ويسعون لتدمير مستقبلنا. أقول, وكلي أمل في شباب مصر الحضارة: أريد أن أري مليون ياسين الزغبي ذلك الشاب الذي رسمت ابتسامته السمراء ضحكة مصر التي ستعيش به وبأمثاله من شباب المستقبل. أخيرا.. أدعوكم جميعا, وأنا أولكم, إلي الحذر, فلدينا وطن عزيز, وأمامنا عدو, بل أعداء, والمعركة مصيرية من أجل مستقبل أبنائنا, هذه سفينة الوطن تحمل أبناءها إلي بر الأمان, فكن حريصا أيها المواطن الشريف أن تكون مع وطنك من الناجين, حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل خائن ومتآمر في الداخل قبل الخارج, وسوف يكون النصر حليفنا بإذن الله في معركة المستقبل.