ظهرت بشائره خلال الأيام الماضية.. وهو من الفواكه التي تعني الكثير لأبناء الإسماعيلية سواء كانوا التجار والمزارعين أو الزبائن من عشاق الفاكهة المحببة للكبار والصغار.. إنه البطيخ الإسماعيلاوي.. وتشهد أسواق الإسماعيلية إقبالا كثيفا من المستهلكين لشراء البطيخ صنف سكاتا الياباني والفرنسي والذي ظهرت بشائره حاليا للاستمتاع بمذاقه الحلو علي مائدة الإفطار خلال شهر رمضان المعظم ويشتهر الإقليم دون سائر المحافظات الأخري بإنتاجه وتصدير الفائض منه للخارج وبالتحديد دول الخليج لينعش الاقتصاد القومي بالعملة الصعبة.. الأهرام المسائي تجول بين أصحاب الأصابع التي تقف علي عملية زراعته للتعرف علي الصعوبات التي تواجه المزارعين وكيفية إيجاد الحل المناسب لها.. السطور التالية تدور حول محصول الفاكهة المعشوقة للجميع. يقول مرعي السنوسي صاحب مزرعة البطيخ الإسماعيلاوي له شهرة واسعة لجودته التي قد لا تتوافر في أي مكان آخر, حيث تبدأ زراعته في أول مارس بواسطة غرس شتلات بذور سكاتا من النوع الياباني أو الفرنسي وبعد الانتهاء من وضعها في حضانة المشتل لمدة50 يوما داخل الأرض الرملية جيدة الصرف الخالية من الأملاح والتي يتوافر لها مصدر أساسي للري وتتم رعايته طوال فترة نضجه بدقة شديدة حتي- موعد الحصاد في نهاية مايو الماضي وتبلغ إنتاجيه الفدان الواحد نحو20 طنا ووزن الثمرة الواحدة يتراوح ما بين5 وحتي15 كيلو جراما ويتم طرحه في الأسواق ونصدر جزءا منه للخارج بالعملات الصعبة. ويضيف محمد الهرش صاحب مزرعة أن وفرة محصول البطيخ الإسماعيلاوي في الأسواق يعود للمناخ الجيد الذي شهدته البلاد خلال فترة زراعته التي امتدت لثلاثة أشهر فضلا عن إنتاج الشتلة الواحدة من بذور سكاتا لعدد خمسة وحتي سبع حبات وهذا لم يتوافر من قبل ونحن لم نبخل علي رعاية المحصول وتحملنا أعباء كثيرة لإنتاجه بعد ارتفاع أجور الأيدي العاملة والتي تتراوح ما بين80 و100 جنيه للفرد الواحد سواء خلال مدة الرعاية أو عند وقت الجني الذي يحتاج للعناية الفائقة حتي لا يحدث تلف للثمار التي تتميز بالاحمرار وحلاوة المذاق ويفضل أن يتم تناوله باردا حتي لا يحدث تلبك معوي لأي شخص محب له. ويشير محمد الشرقاوي صاحب مزرعة إلي أن هناك مزارعين في بعض المحافظات وبينها الإسماعيلية يقومون بزراعة البطيخ المطعوم بجذور القرع والذي يصلح إنتاجه في أي تربة ومناخ ويتميز بحجمه الكبير ورداءة الطعم بالرغم من احمراره الشديد وأصبح تاجر التجزئة يبتعد عن طرحه للبيع بعد عزوف الزبائن عن شرائه وإدراكها سوء جودته والتعرف عليه من اللون الداكن والعنق السميك- عكس البطيخ صنف سكاتا الذي يتميز عنه باللمعان والعنق الرفيع ولا بد للمسئولين عن وزارة الزراعة التدخل لإيقاف زراعته حتي لا ينخدع المستهلك الذي لا يفرق بين أنواع ثمار البطيخ. ويوضح مصطفي الهنداوي صاحب مزرعة أنه لا بد من التعامل مع ثمار البطيخ عند الحصاد برفق لكي نتجنب سقوطه أو حدوث خدوش به ونحن نستبعد المصاب منه بالفطريات ونوفر الحماية اللازمة له عند نقله للأسواق بتغطيته حتي لا يتأثر بأشعة الشمس وليس صحيحا قيام البعض من المزارعين هرمنة البطيخ لمضاعفة المحصول وزيادة حجم ثماره لإغراء المستهلك لشرائه وقد اختفي صنف جيزة المحلي الذي لا يحقق فوائد اقتصادية عكس سكاتا الياباني والفرنسي ونأمل توفير بذوره التي يتم استيرادها من الخارج بتهجينها محليا وهذا يقع علي عاتق كليات الزراعة ومعاهد البحوث لتوفير العملة الصعبة من أجل الحصول عليه. ويؤكد ناصر فتحي- صاحب مزرعة- أنه لا بد من عقد دورات إرشادية للمزارعين للتوسع في زراعة البطيخ بالأراضي المستصلحة حديثا- شرق قناة السويس- التي تعتمد علي الري بالتنقيط لزيادة كميات تصديره للخارج عكس ما هو عليه الآن بعد أن ثبت نجاح إنتاجيه ثمار سكاتا الياباني والفرنسي المطلوب لدي المستهلك الأجنبي فضلا عن المحلي الذي يقبل علي شرائه للاستمتاع بمذاقه الحلو ويجب علي المزارع الإسماعيلاوي البعد عن زراعة أي محصول بجوار البطيخ حتي لا يؤثر سلبا عليه وينقل الفطريات إليه. ويتابع سلامة أبو حلو مزارع أن بذور البطيخ تتم وضعها داخل صوب من الفلين يوجد بها عيون في بداية شهر يناير أسفل أغطية بلاستيكية لحمايتها من برودة الطقس وفي أول مارس يتم زراعة الشتلات وخلط الأسمدة الكيماوية بالعضوية وتوزيعها بالتساوي في باطن الأرض ويحتاج البطيخ للري6 مرات طوال موسم زراعته ويتغذي علي المياه الجوفية. ويؤكد بكر سيد الجبلاوي تاجر بسوق الجملة نحن نفضل بيع الثمار لتجار التجزئة حسب الحجم وبأسعار تحقق ربحا متميزا لهم ويعد صنف سكاتا الياباني الأفضل مقارنة بالفرنسي لجودته وبشائر النوع الزيرو منه لا يقل وزنه عن12 كيلو جرام وسعر البطيخة للمستهلك حاليا20 جنيها ونمرة1 وزنه ثماني كيلو جرامات بسعر خمسة عشر جنيها ودون هذا الوزن الثمرة تباع بنحو سبع جنيهات, وحتي يكون الجميع علي بينة صنف سكاتا قشرته الخارجية خضراء لامعة عكس البطيخ المطعوم لونه داكن ولا يقبل عليه المواطنن لمذاقه السيئ. ويتابع الدكتور محمد أباظة استشاري الباطنة والقلب أن البطيخ الإسماعيلاوي يطفئ العطش ويعالج الأورام الجلدية ومفيد لمرضي الكلي والمثانة لأنه مدر للبول ونقع بذوره بعد طحنها بالماء وشربه له فوائد في السعال الحاد وأوجاع الصدر ويزيل الإمساك ومن مميزاته احتواؤه علي كميات متوسطة من فيتامين أ وهو مصدر جيد للبوتاسيوم, ويفضله مرضي السكر لسعراته الحرارية المنخفضة وينصح تناوله لمرضي ارتفاع ضغط الدم. من جانبه قال الدكتور السيد خليل وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية: إن البطيخ صنف سكاتا الذي يشتهر إقليمنا بزراعته يجد رواجا لدي المستهلك عكس الأنواع الأخري ونصدر كميات منه للخارج والداخل. وأضاف أن هناك مساحة كبيرة مزروعة بشتلات البطيخ بالقنطرة غرب والقصاصين وشرق قناة السويس حيث تتوافر الأرض الرملية جيدة التهوية ومياه الري.. وأشار وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية إلي أنه يتم عقد ندوات إرشادية للمزارعين لتوعيتهم بأهمية محصول البطيخ وكيفية زراعته لزيادة إنتاجيته. وأوضح أنه لا يوجد علي الإطلاق بطيخ مهرمن مثلما يشاع ولدينا أجهزتنا الرقابية التي تكتشف أولا بأول أي مشاكل في جميع المحاصيل المزروعة وليس البطيخ علي وجه التحديد.