كان الأزهر الشريف خلال الأيام الماضية محل هجوم ودفاع وحقائق تتخفي ما بين متمسك بشموخ الأزهر وقوته وصاحب محاولة لنيل من هذا وذاك.. تلاشت محاولات الهجوم علي الأزهر الشريف وسقط أصحابها في خذلان كبير, وهذا الأمر لخصه د. محمد نبيل غنايم المفكر الاسلامي الكبير وأستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة القاهرة في حوار قصير مع الأهرام المسائي بالتأكيد علي أن الهجوم علي الازهر من صنع العلمانية والجماعات المتطرفة التي تحارب الوسطية والفكر التنويري للازهر الشريف, موضحا أن الحوار بين الاديان ضرورة ملحة لتحسين صورة الاسلام والتعايش السلمي بين جميع الاديان, وشدد علي أن شهر رمضان ينبغي أن يكون شهر الاقتصاد في السلع وليس التكالب علي الاسواق وذلك لمحاربة جشع التجار وغلاء الاسعار, وحول العديد من القضايا الدينية. كان هذا الحوار. في البداية سألته, في ضوء ما يتردد بين الحين والآخر, كيف يمكن تجديد الخطاب الديني؟ تجديد الخطاب الديني له معنيان الاول هو تنقية التراث وفهم الواقع بحيث يتم ربط الاحكام الشرعية بظروف الواقع والمخاطبين بذلك الخطاب, لان الفتوي تختلف باختلاف الزمان والمكان والاحوال والاشخاص, فهذا مطلب ضروري وأساسي في تجديد الخطاب الديني وهو مطلوب ومشروع, والنوع الثاني هو تجديد الخطاب بمعني تغيير الخطاب الالهي التكليفي للمخاطبين بمعني تغيير النصوص والثوابت الشرعية والنبوية الصحيحة التي أجمعت عليها الامة. وأري أن هذا ليس تجديدا لكنه تخريب يقيمه البعض علي أنه ضرورة وهو غير صحيح مثل قضية المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث وتأخير الصلاة في غير وقتها وجمع الصلوات الخمس مساء وكلها أمور تغير الثوابت الشرعية وتمنح صلاحيتها للزمان والمكان بحجة أن الزمن تغير والناس يحتاجون إلي تجديد ولكنه في الحقيقة تخريب لانه يعد قضاء علي الثوابت الشرعية. هناك جماعات ارهابية تتحدث باسم الاسلام, كيف تري خطورة ذلك وما هي سبل مواجهتها؟ وكيف يمكن تصحيح صورة الاسلام؟ الجماعات الارهابية كلنا يعلم أنها متطرفة وتتاجر بالدين وتدعي تكفير الناس واباحة أموال الناس بحجة أنهم كافرون, كلنا متفقون علي ان الارهاب والجماعات الارهابية التي تكفر المجتمع هي جماعات متطرفة, ونواجهها بالافكار الصحيحة,فإذا كانت تلك الجماعات المتطرفة فهمت مفاهيم معينة عن التكفير والجهاد فلابد من تصحيح تلك المفاهيم وبيان المفهوم الصحيح للاسلام لهذه الامور الشرعية لتصحيحها, ويكون ذلك من خلال مخاطبة الفكر بالفكر, لكن الارهابيين لا يقبلون الحوار أو تصحيح المفاهيم لانهم يتاجرون بالدين ونحن في نظرهم كفار فهم لا يقبلون أي مفاهيم نطرحها, ونحن المسلمون الشرعيون نمثل90% من المجتمع ونقبل المفاهيم الصحيحة للاسلام التي يعلنها الازهر ووزارة الاوقاف ونسعي لتقديم الاسلام من خلال التسامح والعفو وقبول الاخر وعدم العدوان وعدم الاكراه في الدين مما يقدم صورة الاسلام من خلال سلوك المسلمين القائم علي التعاون والعفو والقابلية لنحقق التعايش فيظهر للعالم أن الاسلام شيء والجماعات التكفيرية المتطرفة لا تمثل الاسلام في شيء. شهدت الآونة الأخيرة هجوما غير مسبوق علي الازهر.. كيف رأيتم تلك الحالة من الهجوم وما رأيكم في ذلك ؟ الحرب علي الازهر سببها لواء العلمانية الذي ينادي بفصل الدين عن الدولة, ما دام الازهر مرجعية للوسطية والاعتدال فهو يفتح لنا الطريق لاظهار الحضارة الغربية والسلوك والتطرف الغربي, الهجمة علي الازهر هجمة علي الاسلام لانه الحصن الحصين للوسطية والمفاهيم الصحيحة كما أن الهجمة علي الازهر قد تكون من صنع الجماعات الارهابية التي تدعي الاسلام الصحيح, وكثير من الجماعات الارهابية صنيعة الغرب مثل تنظيم داعش الارهابي والمشاركين به, الهجوم علي الازهر هو هجوم علي الاسلام الصحيح, والاعتدال وهي ميزة الشريعة الاسلامية. كيف ترون الاقتتال الشيعي السني بالمنطقة؟ وهل هناك أجندة خارجية لإشعاله؟ السنة والشيعة مذهبان منذ قديم الاسلام وليس بينهما تطرف أو اقتتال وأي اقتتال في المنطقة هو صنيعة الجماعات الارهابية المتطرفة ومن يدعهما من الغرب. كيف يمكن الخروج من أزمة الغلاء والفقر من الناحية الدينية؟ الغلاء ظاهرة تحتاج للمزيد من الصبر والسلوك الاسلامي في عدم في تخزين البضائع وما ليس لنا حاجة اليه, ويجب عدم المزاحمة علي الاسواق والمتاجرة في العملة التي نهي عنها المجتمع والقيادة السياسية, فلم يحدث لنا شيء مثلما حدث أيام النبي والمسلمين أيام عمر بن الخطاب حيث كانوا يواجهون الجوع, فأين نحن من قيم الصبر والتأني وقوت اليوم بيوم وعدم تخزين السلع, فالمحتكر ملعون, والذي يتاحر بأقوات الناس ويرفع عليهم الاسعار ملعون, فلابد من التحلي بالاخلاق الاسلامية ويجب أن تقل المصاريف في رمضان فالمفترض أن نوفر وجبة خلال اليوم ونسعي للادخار, ومع ذلك تزيد للاسف المصاريف والتكالب علي الاستهلاك, ويضيق الفقراء بسبب جشع التجار. كيف يمكن علاج ظاهرة الاسلاموفوبيا؟ وما اهمية الحوار بين الاديان؟ يتم مواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا بتحسين صورة الاسلام, بتقديم الحقيقة الشرعية للاخرين وتحلي المسلمين بدينهم الصحيح, وتصحيح المفاهيم الشرعية والسلوكيات الاسلامية, والحوار بين الاديان مهم جدا في هذا المجال, وراينا الكثير في زيارة بابا الفاتيكان لمصر والتي اعتبرها البابا نوع من الحج لانها أرض مباركة, ونحتاج للمزيد من التواصل والحوار بين الأديان حيث يتيح ذلك التعايش في سلام.