عندما اتخذت الحكومة قرارها باستئناف النشاط الكروي لم تكن علي دراية كفاية بالحالة السيئة التي وصلت إليها الأحوال الرياضية ولا طبيعة الشخصيات التي تتولي قيادة الأندية و الاتحادات.. هي أرادت أن تقول للعالم إن مصر آمنة وتنتظر الاستثمارات العربية والعالمية بدليل أن المباريات دائرة, ولكنها أي الحكومة لم تكن تعرف أن هناك أشخاصا مازالوا يتصرفون بعقلية الحزب الوطني المنحل التي اعتمدت في سنواتها الأخيرة علي لغة واحدة ألا وهي البلطجة السياسية والبرلمانية والاقتصادية والرياضية والإعلامية! تعاملت الحكومة معهم علي أنهم أناس علي مستوي المسئولية, وأن الثورة لا شك غيرتهم.. وهم رأوا أن عودة المسابقة فرصة لتنفيذ مخططات توقفت وتحقيق مكاسب سريعة لن ينالوها إذا استقرت الأوضاع, ومعظمهم وجد في كرة القدم وجماهيريتها ضالته التي تداريه وتسد عليه طريق الحساب وتحول بينه وبين الذهاب إلي مكاتب التحقيقات المفتوحة علي مصاريعها الآن! مبادئ الأهلي المعلنة دائما أنه ليس من الضرورة أن يحضر رئيس النادي أو أي فرد من مجلس الإدارة مباريات كرة القدم, بل ان الراحل صالح سليم كان نادرا ما يحضر مباراة, بل أنه أرسي منذ أن كان مديرا للكرة قواعد الفصل بين الإدارة والأجهزة الفنية لكي تتوافر لها الحرية كاملة للعمل ثم يكون الحساب في نهاية الموسم.. فما الذي تغير.. وخير اللهم ما اجعله خيرا.. في كل مباراة يجلس حسن حمدي إلي جوار محمود الخطيب مبتسمين أحيانا ومنفعلين أحيانا أخري مع فرصة ضائعة أو هدف, وكأنهما يريدان أن يوصلا رسالة.. ما الذي حدث.. وما الذي يجعل المجلس يقوم عن بكرة أبيه لمجرد الإعلان عن مناقشة بند الثماني سنوات ؟! ولم يكن الأهلي في يوم من الأيام مهتزا, ولا مرتعشا, ولا خائفا كما يبدو هذا الموسم, وكأن اللقب بالنسبة له مسألة حياة أو موت وهو الذي ضاقت خزائنه بالبطولات.. لم نسمع يوما عن مدير كرة تفلت أعصابه بهذا الشكل وكأنه لا يصدق أن فريقه تعادل مع الإنتاج الحربي, وهو نزيف تسبب فيه هو شخصيا بالحرب التي دخل فيها مع نظيره في الزمالك, إضافة إلي الجانب الفني الذي يتحمله الخواجة البرتغالي مانويل جوزيه الذي ارتكب أخطاء في التشكيل والتغيير تستحق أن يخصم منه عليها مليون جنيه لا أن يكلف النادي شهريا مليون جنيه رغم انتهاء عصر الفساد! الأهلي باسمه وتاريخه أكبر من كل بطولات الدنيا, ولكنهم أتوا بموظفين من النوع الخفيف لا يلبثوا أن يشكوا من الحكام, وأن يحولوا القضايا إلي اتجاهات فرعية حتي لا تقع العيون علي أخطائهم.. ليس الأهلي الذي يتورط في هذه الصغائر التي تكاد تؤدي إلي كارثة بعد أن وصلت حالة الاحتقان الجماهيري إلي ذروتها, ولكن علي ما يبدو أن الإدارة تحاول أن تداري نفسها في بطولة! [email protected]