تغير التكتيك الإجرامي لجماعات الإرهاب والتطرف في سيناء, من استهداف أفراد الجيش والشرطة وبعض المشايخ, إلي الأقباط, ماهو إلا حلقة جديدة في مسلسل التطرف والخيانة والتغييب, لتصويرالوضع في شمال سيناء علي انه عمليات إبادة عرقية للأسر القبطية القليلة, وبعث رسائل للداخل والخارج بأن داعش تعشش في سيناء, وانها تحكم ولا يتحكم فيها!! حلقات هذا المسلسل المغرض, السابقة فشلت جميعها, بدءا من تشكيكهم في سرعة التوصل إلي الإرهابي مفجر الكنيسة البطرسية الذي ينتمي لإخوان داعش, ومرورا بخرافة موافقة النظام الحالي علي ضم قطعة من أراضي سيناء إلي غزة لإقامة دولة فلسطين, وبث الرعب في نفوس الأقباط بعد مقتل شاب مسيحي يدعي إسحاق منسي أبادير بمنطقة عزبة النخل, والادعاء بأنه قتل بسبب مشاركته الفاعلة في الدعاية للسيسي أثناء ترشحه للرئاسة, ورفعواعلامة رابعة بعد مقتله!!. وكذلك اتهامهم للنظام بالسكوت علي إبادة المسيحيين, بعد ترك الجيش والشرطة الساحة للجماعات الارهابية بقتلهم وحرقهم بسيناء, وتمركز قوات الأمن علي الطرق والأكمنة والمنشآت الحيوية, حتي تسمح للجماعات بتنفيذ عملياتها إلي قلب المدينة واستهداف الأقباط وحرق منازلهم وممتلكاتهم بنفس طرق العصور الوسطي,حيث يتم وضع علامات علي منازل وممتلكاتهم ليتم اقتحامها وقتل وحرق كل من فيها, مما أصاب الأقباط بحالة من الفزع, ودفع بعض الأسر إلي مغادرة العريش,وسط مزاعم بدعوة المسئولين لهم بالرحيل, ومنح العاملين منهم إجازة رسمية مدفوعة الأجر لمدة شهر قابلة للزيادة!! إن دعاويهم مكشوفة ومفضوحة, فالعمليات الإرهابية ضد الأقباط التي يتاجرون بهم ويحرضونهم ضد الدولة ورئيسها الذي تم في عهده إقرار قانون دور العبادة وزار الكنيسة أكثر من5 مرات خلال عامين,..جاءت عقب أيام من بث تنظيم داعش الإرهابي بسيناء تسجيلا مصورا للانتحاري المسؤول عن تفجير الكنيسة البطرسية في ديسمبر الماضي,والذي راح ضحيته العشرات, يهدد فيه المسيحيين في مصر, وبالأخص المتواجدون منهم في سيناء, كونهم السبب في عرقلة قيام إمارة الخلافة الإسلامية التي يسعون لها!!. إن تسجيل داعش هذا هو مجرد دعاية يستقطب خلالها التنظيم مزيدا من المجندين وفي نفس الوقت رفع معنويات مقاتليه في سيناء وسوريا, بعد تراجع نشاط الذئاب المنفردة التابعة للتنظيم والفرع التابع له في سيناء, عقب الضربات الاستباقية التي نفذتها قوات الأمن داخل القاهرة وخارجها للمشتبه بانتمائهم للتنظيم,علاوة علي تراجع عدد المنضمين إليه بالتزامن مع هروب عدد من مقاتليه وعودتهم إلي بلادهم. كما أن عمليات الاغتيال التي ينفذونها تكاد تتشابه في طريقتها, إذ غالبا ما تنفذها مجموعات من الملثمين المنتمين إلي تنظيم أنصار بيت المقدس الذي بايعداعش, يقتلون الضحايا ويحرقونهم, ويختطفون آخرين, لبث الهلع في قلوب مسيحيي المنطقة وإجبارهم علي الرحيل أو العيش في الخوف إن هم شاؤوا البقاء. إن الترويج لمخطط تهجير الأقباط من سيناء يأتي ضمن سلسلة مفضوحة بدأت عام2012 إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي, عندما تم تهجير أقباط مدينتي رفح والشيخ زويد عقب توزيع الجماعات الإرهابية منشورات بإعطاء الأقباط مهلة48 ساعة لمغادرة المدينة, قبل حرق منازلهم والتهديد بقتل أي قبطي يتواجد بتلك المدن, و بالفعل نفذوا تهديدهم بإطلاق عشوائي للرصاص علي الأقباط واصابة4 اشخاص منهم, وأعقبها ذبح مجدي لمعي بالشيخ زويد.!! يا ايها المغرضون والمغفلون.. إن الأقباط يعلمون أن الله تعالي أمر المسلم بأن يبر ويحمي المسيحي وسواه ممن يخالفه في المعتقد, وأن المسيحي له نفس حقوق المواطنة في المجتمع المسلم, وأنه لايجوزللزوج المسلم إجبارزوجته المسيحية علي ترك دينها أو إجبارها علي اعتناق الإسلام, بل فوق ذلك عليه أن يصحبها إلي كنيستها للمشاركة في أعيادها. إن الأقباط هم جيراننا, عشنا معهم آلافا من السنين بلا تفرقة في الحقوق, وحين أرسل النبي الأعظم محمد رسالته إلي المقوقسعظيم أقباط مصر, أحسن استقبال وفد رسول الله, وأمن طريق عودتهم وحملهم بمارية القبطية لتكون زوجة للرسول, وأم المؤمنين للمسلمين كافة.