«ثلاث فئات مستهدفة فى سيناء.. الجيش والشرطة والمسيحيون».. بهذه الكلمات وصف فهد فليب فام، موظف بالضرائب العامة، وأحد أقرباء مجدى لمعى، التاجر الذى وجد مذبوحاً قبل أربعة أيام بعدما اختطفه مسلحون وطالبوا بفدية نصف مليون جنيه، وضع الأقباط فى سيناء، وهو ما اضطر أسر وعائلات كاملة للنزوح، فيما قصرت كنائس الصلوات على ساعة واحدة فى الصباح فقط، بعد تصاعد وتيرة التهديدات التى يتلقاها الأقباط من قبل الجهاديين. لمعى، رفض التبرير الطائفى المجرد لاستهداف الأقباط، مؤكدا أن استهداف الأقباط له سبب أبعد من مجرد الديانة، وقال إن الأقباط مستهدفون من بين باقى أهالى سيناء لأنهم ليسوا أبناء قبائل وعائلات كبيرة، وأن الجماعات الإرهابية تخشى ملاحقة أبناء القبائل، خوفاً من غضب أقاربهم. وقال لمعى إن قريبه «مجدى»، اختطفته مجموعة من اللصوص وقتلوه لأنه عرفهم خوفاً من فضح سرهم، كما قتلوا أيضاً الوسطاء حتى لا ينكشف أمرهم. من جهتها، كشفت نيفين عزيز، عضو مجلس مدينة سابق بالعريش، عن مغادرة عدد من الأسر القبطية منازلهم شمال سيناء، وقالت ل«الوطن»: نعم نحن غادرنا سيناء، لكن بشكل مؤقت فلن نترك البلد لأولئك الإرهابيين، وسنعود بمجرد عودة الأمن من جديد إلى سيناء وتختفى تلك المظاهر الدخيلة على أهل سيناء الطيبين. وأضافت: نحن جزء من السكان فى سيناء ومصيرنا مثل مصير أهل سيناء، غير أننا لا ننتمى إلى قبيلة ولهذا هم يستهدفوننا، وتابعت: أهل سيناء لا يفرقون بين مسلم ومسيحى، ونحن لنا أكثر من 30 سنة هنا، اشترينا بيوتاً وأراضى وأولادنا لا يعرفون غير سيناء لأنهم ولدوا ودرسوا وتربوا هنا، ولكن التهديدات التى نتلقاها كل يوم من أولئك المجهولين جعلت الكثير من مسيحيى سيناء يتركون المحافظة خوفاً من الاستهداف. وأنهت كلامها قائلة: نحن عائدون ولن نترك بيوتنا وأراضينا، فهذه جزء من أرض الوطن أصبح لنا فيه ارتباط وصلة وأقارب وجيران وأصدقاء. ونفى أحد أفراد الكنيسة فى العريش، رفض ذكر اسمه، أن يكون نزوح مسيحيى العريش المؤقت تهجيراً قسرياً أو دائماً، وقال إن ما يحدث هو إعطاء فرصة للقوات الأمنية لضبط الأوضاع فى سيناء فقط. وأضاف: لن نهاجر من سيناء ولن نتركها لأننا جزء لا يتجزأ من أهلها، فنحن غير قابلين للتهجير مهما كلفنا الأمر، ولو زادت الأوضاع سوءاً فإننا سنعود إلى سيناء وما يحدث لباقى الأهالى ينطبق علينا والعكس. وقال «صبحى م. أ». من أبناء الشيخ زويد إن سيناء بها ما بين 450 إلى 470 أسرة مسيحية، نزح عدد كبير منها، بعد عمليات القتل التى طالت اثنين من الأقباط بينهم إحدى أهم ركائز الكنيسة المصرية بالعريش وهو القس مينا عبود، وتلقيهم تهديدات بالقتل، وتعرض صاحب محل بقالة بمدينة رفح لإطلاق نار بعد تلقيه منشوراً مفاده بضرورة رحيل المسيحيين وإلا سوف يقتلون، ناهيك عن حرق وتدمير كنيسة رفح وقت الثورة وكتابة شعارات عدائية للمسيحيين على جدرانها. وفى حين قالت مديرية الأمن إن ملاحقة المسيحيين تتم بشكل فردى، قال أحد أقباط العريش إن ملاحقة المسيحيين جماعية، وإن كل الأقباط مطلوبون، وأضاف أن الجهاديين والمسلحين يستهدفون رجال الشرطة والجيش والمسيحيين، وسط عجز تام من القوات الأمنية، ولذلك قرر المسيحيون الرحيل حتى تهدأ الأوضاع. وحول توقف الصلوات فى الكنائس، قال أسقف إبراشية سيناء الشمالية، الأنبا قزمان إنهم قرروا قصر الصلوات على ساعة واحدة، لأن الظروف الأمنية، الآن غير مساعدة تماما، كما أن الكنيسة لا تريد أن تحمل القوات الأمنية أعباء أكثر من طاقتها، فى ظل تدهور الوضع بصورة كبيرة فى العريش. وأوضح أن صلاة القداس بعد أن كانت الأحد والأربعاء والجمعة، أصبحت يوماً واحداً وساعة واحدة فقط.