التنظيمات والجماعات الإرهابية ترى المسيحيين أنهم الداعم الأساسى في ثورة 30 يونيو الكنيسة لا تملك إلا الصلاة ولا تملك تأمين أي قبطى من تلك الأحداث ما يحدث للأقباط في شمال سيناء تهجير بكل المقايسس إذا لم ينزل الجيش للشوارع سيتم محو الأقباط بالكامل في مختلف أنحاء شمال سيناء
حالة من الذعر والخوف، انتابت جموع المسيحيين في شمال سيناء خاصة في العريش، بعدما قام تنظيم داعش الإرهابي بقتل عدد من الأقباط في منازلهم، فضلا عن قيام أفراد تابعة للتنظيم بتوزيع منشورات في ضواحى شمال سيناء تحث على ترويع وقتل الأقباط في شمال سيناء، الأمر الذي دفع بعض الأسر المسيحية بترك المحافظة والذهب إلى الإسماعيلية للاحتماء بالكنائس. "التحرير" أجرت حوار مع القس غبريال إبراهيم سكرتير الانبا قزمان كاهن كنيسة العذراء بالمساعيد والمتحدث الإعلامى للكنيسة بالعريش، وذلك للتعرف على الأوضاع واستهداف المسيحيين بشمال سيناء، ليؤكد في حواره، أن التنظيمات الإرهابية تقوم بتصفية المسيحيين على مرئى ومسمع من الجميع، وأن المنشورات المعادية للأقباط توزع من قبل ملثمين في أشهر الشوارع بمدينة العريش خاصة في شارع 23 يوليو. بداية.. ما هي حقيقة استهداف الأقباط في شمال سيناء؟ إن ما يحدث خلال الأيام الماضية واقع أليم ومشهد حزين، إذ يقوم ملثمون منتمون للجماعات الإرهابية بقتل وتصفية الأقباط على مرئى ومسمع من الجميع، فضلا عن حرق بعض الجثث، إذ وصل عدد القتلى من المسيحيين حتى الآن 8 أفراد، علاوة على ممارسة أشد أنواع الرتهيب والخوف، الأمر الذي جعل الأقباط في شمال سيناء يشعرون بالقلق والرعب على مدار الساعة، إذ لا يجرؤ المسيحي على التواجد في الشارع، فأغلب الأسر المسيحية الموجودة في المحافظة تقطن المنازل خائفين من أفراد التنظيم، إذ يقوم التنظيم بكسر الأبواب واقتحام المنزل بالقوة وممارسة أعمال القتل والسلب والنهب وحرق جثث البعض. ولماذا اتجهت التنظيمات الإرهابية إلى قتلى المسيحيين؟ تنظر التنظيمات والجماعات الإرهابية للمسيحيين أنها الداعم الأساسى الذي ساند ثورة الثلاثين من يونيو ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما يحدث لهم نوع من دفع الثمن، فضلا عن أن تلك الجماعات الإرهابية تعى جيدا أن استهداف المسيحيين سيعزز من تشويه صورة مصر في الخارج، ومحاولة لتصدير أن مصر غير آمنة أو مستقرة، ومن ثم بث جذور الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، ورسم صورة بأن التنظيمات مهيمنة ومتصدرة المشهد وقادرة على زعزعة استقرار الوطن. وماذا عن حالات التهجير لبعض الأسر المسيحية إلى المحافظات المجاورة؟ نتيجة لقيام التنظيم الإرهابي بقتل بعض المسيحيين في وضح النهار، ونشر منشورات تحث على قتلهم واستهدافهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، اضطرت قرابة مائة أسرة مسيحية حتى الآن -من بين خمسمائة أسرة تعيش بشمال سيناء- ترك المحافظة والذهاب إلى مدينة الإسماعيلية؛ للاحتماء بها من تلك العمليات الإرهابية تاركين أمولالهم من عقارات ومنقولات ومفروشات. وماذا عن دور الكنيسة؟ الكنيسة لا تملك إلا الصلاة، وهناك تنسيق على مستوى عالى بين الكنائس بالإسماعيلية ومع البابا تواضروس الثانى بابا البطريك والكرازة والمرقسية، فالكنيسة لا تملك تأمين أي قبطى من تلك الأحداث، متسائلا كيف تقوم أفراد مثلمون بتوزيع منشورات عدائية ضد الأقباط على مدار ساعة ونصف الساعة دون أن يتم إلقاء القبض عليهم؟ وأن ما يحدث للأقباط في شمال سيناء تهجير بكل المقايسس ولا يليق بمصر أن يحدث بها سفك دماء الأقباط على مرئى ومسمع الجميع، وأنه يتعين على الجهات الأمنية سرعة التحرك من أجل التصدى لمثل ذلك العدوان الغاشم. وأن الأقباط دائما "الحيطة المايلة". هل هناك تقصير من الجهات الأمنية في التعامل مع الموقف بشمال سيناء؟ الموضوع ليس تقصيرا متعمدا، ولكن هناك أزمة كبيرة، فمنذ بضعة أشهر كان الجيش متواجد في الشوارع والميادين كافة ومنتشر في مختلف ربوع شمال سيناء بالدبابات وطائرات الاستطلاع، ولكن منذ وقت قريب الجيش عاد إلى ثكناته، ومن ثم أفراد الشرطة لا تستطيع أن تقوم بالتصدى للجماعات الإرهابية؛ خاصة وأنهم على مستوى عال من التدريب والكفاءة وأسلحة متطورة تفوق أسلحة الداخلية، لذلك فالشرطة بمفردها لا تستطيع التأمين في ذلك الظرف الحساس، وإنما لا بدَّ من عودة الجيش للشوارع والميادين خاصة وأن القوات المسلحة نجحت في دحر كثير من العمليات الإرهابية. وما هي مطالبكم؟ حماية الأشخاص كانوا مسيحيين أو مسلمين، وعلى أجهزة الشرطة ألا تكتفى بأكمنة الميادين بل لابد من نشر دوريات أمنية في مختلف الضواحى، وكذلك سرعة عودة الجيش للشوارع حفاظا على هيبة الدولة، فإذا لم ينزل الجيش للشارع في سيناء سيتم محو وتدمير الأقباط بالكامل في مختلف أنحاء شمال سيناء.