عاني في مراهقته من تحقير أصدقائه وجيرانه له, بسبب فشله في استكمال تعليمه, فنبذه أصدقاؤه وأحس بأنه في عزلة, فرفع شعار تغييب العقول للانتقام من المجتمع المحيط. دفع م. ن الشهير بشيبسي العشريني العمر هذا التحقير لمصادقة من رأي في وجوههم هيبة الشر والجبروت الزائفة التي أغرته مع أول حفنة مال يقبض عليها بيديه, وقرر إفساد الكبار والصغر حتي سبقت شهرته أفعاله, بعد أن ذاع صيته كتاجر كبير للمخدرات في أسوان. كانت بدايته بعقب سيجارة تطورت بعد ذلك إلي سيجارة كاملة ثم إلي قرص مخدر يغيب به عن الدنيا وهمومها, خاصة وهو يري أطفال الأمس من رفقائه يتخطون المراحل التعليمة الواحدة تلو الأخري.. بينما هو يعيش الفشل بعينه لدرجة إن أسرته الفقيرة لم تكن قادرة علي ردعه ورده من المضي في طريق الشيطان, فتملكها اليأس وتركته يلاطم أمواج المغامرات وهو هائم علي درب المخدرات. عندما كبر شيبسي وتوسعت مداركه فطن إلي أن استمراره في توصيل البانجو لم تعد تسعفه علي تدبير نفقاته, فالمقابل ضعيف مقارنة بالخطر الذي يروجه, فدخل مرحلة أخري من مراحل الشر معتمدا علي نفسه, فتوسع في المخدرات والسلاح. بعد25 يناير, توسع بلا حدود حتي اشتهر بالحراق فكان رجاله يوزعون قراطيس البانجو كاللب والفول السوداني لكن رادار رجال المباحث في المدينة السياحية اصطاده وحوكم في9 قضايا مخدرات لكنه خرج منها جميعا بكفالات انتظارا لمحاكمته. ازداد الحراق توحشا, حتي يوكل محامين بمبالغ كبيرة إذا ما اضطرته الظروف إلي دخول السجن. كانت تعليمات اللواء مجدي موسي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان حاسمة برصد الحراق وأمثاله, خاصة بعد تأكيد التحريات لاستلامه شحنة كبيرة من الحشيش والبانجو فتم تكليف العميدين خالد إبراهيم ومحمود عوض مدير ورئيس مباحث المديرية بسرعة القبض عليه بالتنسيق, مع إدارة الأمن العام, حيث توجه تشكيل من الأمن المركزي علي رأسه رجال المباحث إلي حيث مقر الحراق الذي سقط هذه المرة متلبسا وبحيازته10 كيلو بانجو و1200 جرام من الحشيش وسلاح ناري. تحرر المحضر وأحيل إلي النيابة لمباشرة التحقيق.