يبدو أن الشر مغر للنفس, فأبو جلمبو كان حلمه أن يصبح واحدا من أشهر وأهم تجار الصنف في أسوان بعد أن وجد زملاءه من رفقاء السوء وقد تبدلت أحوالهم, ينفقون المال ببذخ في سهراتهم ومجونه بينما هو باق علي حاله. كان كل يوم يمر عليه, يشعر بغليان دمائه في عروقه فيزداد عقله جنونا فوق جنون حبه للمال الذي دفعه لمحاولة الحصول علي ما يغطي نفقاته دون جدوي حتي التقي بصديق له وفتح له قلبه وباح له عن ما يجيش بصدره, شارحا له مغامرات أصدقائه القدامي مع النساء والمخدرات والسهرات الحمراء, وبدلا من أن يسدي الصديق النصيحة السليمة له وافقه علي أن الطريق نحو الجاه والمال والشهرة سبيله الاتجار في المخدرات خطوة خطوة حتي لا يفتضح أمره. وكأنه وجد ضالته فيه, فاطمأن أبو جلمبو إلي هذا الصديق الشرير وبدأ يعمل بنصيحته ويخطو بالفعل الخطوة الأولي في بيع السموم بالتجزئة التي ربح من خلالها ما جعل لعابه يسيل فأخذ يفكر في كيفية التوسع في تجارته المحرمة, خاصة أن نسبة الإقبال علي شراء البانجو والحشيش من المدمنين بدأت في الارتفاع في المناطق المحيطة بمسكنه. ولأن اليد الواحدة في هذه التجارة لا تصفق وحدها كان لابد أن يجند أبو جلمبو من يعاونه, منتقيا هؤلاء من بين مدمنيه الذين ضاقت بهم أحوال الدنيا فلا يجدون ما ينفقون به علي مزاجهم, وبالفعل بدأ سيناريو التوسع في نشاطه بجس نبض صديق آخر يدعي أيمن ومن خلاله وصل عدد معاونيه إلي أربعة كانت مهمتهم التحرك في المناطق المختلفة لتوزيع البانجو والحشيش. ومع ذيوع صيت عصابة أبو جلمبو توسعت تجارته وصار واحدا من أكبر وأهم موزعي الكيف دون أن يدرك أن هناك عيون ترقبه ورجال يترصدون تحركات أفراد تشكيله تمهيدا للانقضاض عليهم في توقيت واحد حتي لا يفلت واحد منهم من العقاب. وأمام اللواء مجدي موسي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان وضع العميد خالد إبراهيم مدير المباحث الجنائية كافة المعلومات التي توصل إليها رجال البحث, حيث وجه بسرعة ضبط هذا التشكيل بعد دراسة المنطقة التي يتخذونها وكرا لهم كمركز للتحرك, وعلي الفور بدأ مدير المباحث في وضع الخطة المناسبة التي قادها العميد محمود عوض رئيس إدارة البحث الجنائي وشارك فيها ضباط مباحث المديرية وقسمي أول وثان. وفي التوقيت المحدد الذي تأكدت فيه الحملة من قيام أبو جلمبو بتسلم كمية من المواد المخدرة, تحرك رجال المباحث مستعينين بقوات من إدارة الأمن العام وتشكيل من الأمن المركزي الذي طوق منطقة شرق أسوان تماما ليتم ضبط الخماسي وهم ح. ع. أ وشهرته أبو جلمبو27 عاما عاطل, إ. ا. ج وشهرته شندم20 عاما عاطل, وأ. م.أ24 عاما عاطل, وط. ع20 عاما عاطل, خ. أ. م وشهرته عروجة39 عاما وبحيازتهم سلاح ناري فرد خرطوش محلي الصنع ونصف كيلو جرام من الحشيش و3 كيلوجرامات من البانجو, بالإضافة إلي ثلاث سنج, وتحرر عن ذلك المحضر رقم6648 لسنة2016 إداري قسم أول أسوان.