أكدت الدكتورة إيمان زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة المصرية تكثف من تحركاتها خلال إدارتها للملف التفاوضي الخاص بقطاع غزة، عبر إشراك وسطاء دوليين ذوي ثقل، بهدف تطويق المعوقات والانتهاكات الإسرائيلية التي تحول دون الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت "زهران"، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن الحديث في القاهرة حالياً يتركز على كيفية "المرور الآمن والمرن" للمرحلة الثانية، والتي تشمل محطات سياسية وأمنية ذات أولوية قصوى، وعلى رأسها الوقف الدائم لإطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي الواسع من القطاع، وترتيب مستقبل إدارة غزة عبر حكومة "تكنوقراط". وأوضحت أستاذ العلوم السياسية، أن هناك مسارات دبلوماسية موازية، من بينها اجتماعات نوعية تهدف لفرض أجندات مرنة، مشيرة إلى أن أبرز المعوقات الحالية تتمثل في استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، والرهان السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بربط الانتقال باسترجاع رفات المحتجزين، بالإضافة إلى ظهور طروحات أمريكية جديدة مثل مشروع "Sunrise" وفكرة "ريفيرا الشرق الأوسط" لتحويل غزة لمدينة تكنولوجية، وهي طروحات تسعى الدبلوماسية المصرية لتفنيدها والتركيز على الجوهر السياسي والأمني. وفيما يخص "اجتماعات ميامي"، أشارت "زهران" إلى أنها تعطي مساحة مرنة للتفاوض بعيداً عن الدبلوماسية التقليدية، لافتة إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مثل استهداف مدرسة النازحين، هي محاولة "لوأد" التحركات الدبلوماسية. وأكدت أن الرفض الدبلوماسي الدولي للانتهاكات الإسرائيلية لم يعد كافياً، مشددة على ضرورة تحويل هذا الرفض إلى "آليات ردع" و"أوراق ضغط" حقيقية على الأرض، لمقايضة الموقف الميداني بموقف سياسي ينهي معاناة الشعب الفلسطيني.